مقالات دينية

عيد السعانين .., عيد الفرح والنصرة

الكاتب: وردااسحاق
عيد السعانين … عيد الفرح والنصرة
بقلم- وردا أسحاق
وندزر- كندا
 

( أفرحوا بالرب كل حين . وأقول أفرحوا ) ” في 4:4 ”
تحتفل الكنيسة المقدسة كل عام بهذا العيد يوم الأحد الذي يسبق الفصح والذي يسبق أيضاً أسبوع الآلام . هذا الأسبوع الذي يشعر فيه المؤمنون بقمة الروحانية مهيئين للرب قلوباً طاهرة فيعلنوا توبتهم بتلك الأيام أكثر من كل أيام السنة أستعداداً لتناول الفصح .
    يوم السعانين يمتاز بطقس روحي وترانيم خاصة وأحتفالات وتطوافات تعلوها أغصان الزيتون أو سعف النخيل وكأن شعب الكنيسة اليوم يشارك مسيرة دخول الرب الى أورشليم معلنين له وفي هذا الزمن بيعتهم وتضامنهم مع هذا الأنتصار ، أنتصار ملك الملوك على قواد الشر . لهذا نرى المؤمنين اليوم يقلدون شعب أورشليم باستقبال هذا الملك المنتصر مبتهجين جداً ومتممين قول النبي زكريا القائل ( أبتهجي جدّاً يا بنت صهيون ، واهتفي يا بنت أورشليم ، هوذا ملكك آتياً إليك بارّاً مخلصاً وضيعاً راكباً على حمار وعلى جحش ابن أتان ) ” زك 9:9 ” . وهكذا تنبأ أنبياء العهد القديم بهذا الدخول الأنتصاري العظيم الى أورشليم لكي يهيئوا القلوب والأذهان لأستقبال الملك السماوي الراكب على جحش ابن أتان لكي يكون لهم قدوة في البساطة والتواضع ، وهكذا كان منذ أن كان في بطن والدته القديسة عندما كانت رابة على حمار من الناصرة الى مغارة بيت لحم ، وعلى الحمار هرب ذلك الملك الى مصر وعاد منها على نفس الحمار .
بدأت كل نبوة تتحقق ومنها نبؤة أعلان الأنتصار الأخير في شوارع أورشليم بمسع ومرأى قادة اليهود الروحيين . أعلن لهم هذا الملك المتضع ملكوته وختام رسالته ومحبته للجميع ، لهذا احتفل مع الشعب بذلك المهرجان المهيب أمام أعداء الخير الذين أبوا أن يعلنوا أيمانهم للرب. أما صاحب المزمور “26:118″ فهتف للرب المنتصرقائلاً ( تبارك الآتي باسم الرب . نبارككم من بيت الرب . الرب هوالله وقد أنارنا . فرصوا المواكب والأغصان في أيديكم حتى قرون المذبح ) .
دخول يسوع الى أورشليم واستقباله من قبل جمهور غفير يرمز الى دخول الرب يسوع منتصراً الى كل قلب والى النفس البشرية التي كانت في الظلمة فنورها الملك الأعظم لأنه نور العالم . أعلن ملكوته علانيةً للجميع في شوارع أورشليم ليعترف به الجميع بأنه الملك والمسيح المنتصر الذي ينتظره الشعب المختار . عرفه المؤمنون برسالته وأعماله الفائقة لكل قوانين الطبيعة فأستقبلوه بفرح وهتاف وأهازيج فارشين الشوارع بأغصان الأشجار متحدين قادتهم الدينيين عندما استولى عليهم الفرح ، فسبحوا الله بأعلى أصواتهم على ما شاهدوا منه من معجزات فأعترفوا قائلين ( تبارك الآتي ، الملك اسم الرب !السلام في السماء ! والمجد في العلى ! ) ” لو 38:19″ . هكذا نحن اليوم يجب أن نشارك تلك الجموع بأحتفالاتنا الكنسية مهيئين له قلوبنا لكي تستقبله بفرح لكي يمتلك عليها .
لم يتحدى الرب يسوع بدخوله الى أورشليم قادة اليهود بالقوة بل بالسلام والتواضع مما دفع الشعب الى استقباله بفرح مماثل ، عكس رؤسائهم الذين ملأ ت قلوبهم بالضغينة والحقد بسبب جهلهم لمواعيد مجىء الرب لهذا طلبوا منه قائلين ( يا معلم أنتهر تلاميذك ) ” لو 39:19″ لا وبل اعترفوا بأنتصاراته ، فقالوا ( أنظروا هوذا العالم قد ذهب وراءه ) ” يو 19:12″ لكن قلب الرب ليس كقلوبهم الحجرية لأنه قلب الأله المملوء بالرحمة والمحبة ، لهذا عبّرَ له المجد بكلمات ملؤها الحب والأخلاص باكياً على قاتلة الأنبياء والمرسلين أورشليم ، والتي ستق*ت*ل أيضاً الأبن الوريث لصاحب الكرم .
خاطب الرب تلك النفوس العنيدة والرافضة لرسالته وملكوته ولملكها السماوي الذي تنبأ له كل الأنبياء ، فقال ( أنك لو علمت أنت أيضاً حتى في يومك هذا ما هو لسلامك ولكن الآن قد أخفى عن عينيك … أنكِ لم تعرفي زمان أفتقادك ) ” لو 19 ” نعم أنه ومان أعلان ملكوت الله ، زمان الأيمان بأبن الله مخلص العالم . أنه يوم أنتصار النور على الظلام .
المجد الدائم للآتي من الأعالي .
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!