مقالات دينية

عيد السعانين … عوشعنا

الكاتب: وردااسحاق
عيد السعانين …عوشعنا

 
( أوصنا ، مبارك الآتي باسم الرب ! مبارك مملكة أبن داود الآتية ، أوصنا في الأعالي ! ) ” مر 11: 9-10″
بعد جمعة لعازر يتهيأ الشعب المؤمن للدخول في أسبوع الآلام وذكرى أقتراب ساعة تمجيد أبن الأنسان . أقام الرب لعازر من بين الأموات ، فانتشر الخبر وبدأ الناس يأتون ليروا يسوع ولعازر القائم من بين الأموات . فزاد حسد رؤساء الكهنة لأن كثيرين من اليهود بدأوا يهجرونهم ويؤمنون بيسوع . وهذه الجموع نجدها في يوم أحد السعانين تستقبل الرب الراكب على جحش أبن أتان عندما دخل الى أورشليم مع تلاميذه .
دخل يسوع كملك منتصر قادم من الحرب وكما كانت الشعوب تستقبل الملوك المنتصرين . فكل ملك منتصر كان يمتطي جواده المزين ويدخل في بوابة المدينة ليستقبله الشعب بأهازيج وفرح فيبتهج الجميع . هكذا حصل في أورشليم عندما دخل يسوع الملك اليها متضعاً راكباً على جحش فاستقبله الشعب أستقبالاً يليق به كملك اليهود والعالم . أستقبل بالهتلاف رافعين سعف النخل وأصوات التسابيح تعلو من حناجرهم فارشين أرديتهم تحت قدميه فأرتجت أورشليم كلها ” مت 10:21″  . تنبأ زكريا النبي بهذا الفرح والأبتهاج الذي عبربه شعب أورشليم لملكهم ، فقال ( ابتهجي جداً يا ابنةَ صهيون . أهتفي يا بنت أورشليم ، هوذا ملك يأتي أليكِ ، هو عادل ومنصور وديع وراكب على جحش ابن أتان ) “9:9” . أما مزمزر “118” فهلل للملك قائلاً ( مبارك الآتي باسم الرب . باركناكم من بيت الرب . رتبوا عيداً في الواصلين الى قرون المذبح ) وهكذا تحدث أنبياء كثيرون عن هذا اليوم العظيم كأشعياء وأرميا وميخا لكي يعدوا القلوب لأستقبال الملك والملكوت الذي يحمله . كل مؤمن يريد أن يستقبل هذا الملكوت السماوي فليطلبه كل يوم قائلاً ( ليأتِ ملكوتك ) فدخول يسوع الى أورشليم يرمز الى دخول يسوع في بوابة كل قلب يؤمن به ليملك على الفكر والقلب .
ما هو الأنتصار الذي حققه يسوع في العالم لكي يختمه بهذا الموكب الداخل الى أورشليم . قال الرب لتلامييذه ( .. ثقوا ، أنا قد غلبت العالم ) ” يو 33:16″ لقد غلب على الظلام الذي نشره عدو الخير في العالم بعد السقوط فنشر نور أنجيله المقدس وزرع الملكوت في القلوب لكي يبدأ ملكوت الله من هذا العالم ، فالقلب الذي يسكن فيه يسوع المنتصر يعيش فرح الملكوت من هنا . ودخول يسوع الأنتصاري الى أورشليم كان البشارة الأخيرة لا وبل الفرصة الأخيرة لكي يعترف به ويبايعه الجميع كملك . لا وبل أنه ملك الملوك ورب الأرباب لهذا فالرب لم يعارض بيلاطس الذي أصر أمام قادة اليهود بأن التهمته التي سيصلبه من أجلها والتي وضعها على الصليب هي ( ملك اليهود ) . أجل هو ملك لكن ليس كباقي الملوك . موكبه عجيب ومتواضع . يتمون من حمارٍ وجحشٍ أبن أتان . هذا الحمار الذي أختاره الرب من بين كل الحيوانات لكي يحمله وهو في بطن أمه الى مغارة بيت لحم لكي هناك يرى بعيونه البشرية هذا العالم . والحمار هو الذي حمله من والى مصر . وفي الخاتمة الحمار هو الذي حمله الى أورشليم في الأحد الذي سبق أسبوع الآلام . ورغم ذلك استقبله الشعب بأيمان قائلين ( مبارك الآتي باسم الرب سلام في السماء ومجد في الأعالي ) ” 38:19 ” إذاً الشعب قبله كملك وديع ومتواضع لم يستخدم القوة كباقي الملوك ، بل استخدم الحب الذي به ملك على قلوب كثيرة فأعلنت له ولائها فهتفت واعلنت قبولها له كملك وراعي وشافي ومعزي ، لا وبل مخلص ، مما جعل قادة الهيكل يزيدون جهلاً وظلاماً وحقداً فلم يتحملوا السكوت بل طلبوا منه قائلين ( يا معلم أنتهر تلاميذك ! ) ” لو 39:19 ” لقد أظهروا ما في داخلهم . فعبر لهم رب المجد بكلمات ملئها الأمانة والأخلاص لكي يقنعهم بأن أمالهم قد خابت . حزن عليهم الرب بسبب عدم أيمانهم وعدم معرفتهم بالزمان الذي يظهر المسيا لهم ، بل بكي على أورشليم فخاطبها وخاطب أبنائها الرافضين لنور ملكوته المعلِن ، فقال ( ليتك أنتِ أيضاً ، في يومك هذا ، عرفتِ ما فيه سلامك ! ولكن ذلك محجوب الآن عن عينيكِ . فستأتي عليكِ أيام يحاصركِ فيها أعداؤكِ بالمتاريس … ولا يتركون فيك حجر فوق حجر لأنَكِ لم تعرفي وقتِ افتقاد الله لكِ ) ” لو19: 42-44 ” .
بعد يوم أحد السعانين تدخل الكنيسة في أسبوع الآلام والحزن فنرى القماش الأسود يغطي الأيقونات والمذبح وأماكن كثيرة في الكنيسة وكل الداخلين اليها يشعرون بالحزن متذكرين آلام مخلصهم وحبه اللامحدود لهم ، فمات على الصليب لأجلهم ولأجل كل من يؤمن به وبعمل الصليب .
ليتمجد أسم الرب يسوع المسيح المنصور
بقلم
وردا أسحاق عيسى
ونزرد – كندا..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!