آراء متنوعة

رواتب موظفي اقليم كوردستان.. الى اين؟

قطع الاعناق وليس قطع الارزاق .. يقال هذا الكلام او المثل الشائع لوصف او التعبير عن شدة الظلم والحقد عند قطع ارزاق الناس .. في اقليم كوردستان وبعد التغيير 2003 وزوال حكم الطاغية صدام و زمرته الفاشية بدات حكومات بغداد الاتحادية قطع وتقليل حصة الاقليم من الميزانية واخيرا قطع رواتب موظفي الاقليم ( معلمين ، مدرسين ، دكاترة ، اساتذة و ادارين و متقاعدين وغيرهم ) .. لقد تطرقنا الى هذه المشكلة اكثرمن مرة في مقالاتنا السابقة في جرائد ومجلات ومواقع اخبارية مختلفة وطلبنا من اصحاب القرار في الدولة العراقية انصاف هذه النخبة التربوية والتعليمية و العقول العلمية المهمة من شعبنا ، ولكن بقيت هذه ” المشكلة ” دون حل نهائي واصبحت ومع مرور الزمن اكثر تعقيدا واكبر جرحا مؤلما للمجتمع الكوردستاني المظلوم ، وطعنا مقصودا بهدف اضعاف و افشال حكومة الاقليم ، ونظرا لخطورة هذه المشكلة واستمرار قطع وايقاف ( رواتب موظفي كوردستان ) وصعوبة الاوضاع الاقتصادية و المعيشية في الاقليم وفي بلد مثل العراق الغني بالموارد الطبيعية وفي المقدمة ( النفط و الغاز ) السخي بالمال والمساعدات على شعوب ودول اجنبية ، و البخيل على ابناء شعبه ( قطع ارزاقهم ) و حقوقهم في الموازنة المالية وبشتى الطرق و الاساليب الهمجية والشوفينية البعيدة عن القانون و الدين و الانسانية ، ويعتبر هذا ( حرب اقتصادي ) سلاح فتاك لابادة الكورد ونشر الفقر و المجاعة في اقليم كوردستان ، لقد استعمل هذا النوع من الحرب الطاغية ( ستالين ) لق*ت*ل الملايين من السوفيت والبشرية و استعملة الزعيم الصيني ( ماوتسي تونغ ) لنفس الغرض .. ويعتبرهذا النوع من الحرب اشد ظلما وقساوة و تاثيرا على معيشة الانسان ، وفضلا عن توسيع مساحة الفقر والمجاعة و الامراض الصحية والنفسية ( القلق و الخوف ) والاجتماعية والى الفوضى وزعزعت الاستقرار في المجتمع ، وهذا ما يريده اعداء الشعوب والبشرية .. ولا غرابة في الامر ان نرى اليوم مظاهرات و احتجاجات سلمية لمعلمي ومدرسي و موظفي السليمانية و رفض الدوام في مدارسهم وكلياتهم و دوائرهم بسبب قطع رواتبهم المالية من قبل حكومة بغداد ، فالمظاهرات السلمية حالة طبيعية ومهمة جدا دفاعا عن الحق ضد الباطل ، وهنا دفاعا عن حقوق الكورد ومصدر لقمة العيش .. وللحقيقة فان اصل هذه المشكلة في بغداد ااا .. وللتوضيح اكثر: هناك في بغداد بعض ( فئات واحزاب ) حاقدين و مخربين و موالين لقوى اقليمية ار*ها*بية ( لا تخاف الله ) ، ولها اليد الطويلة والخبيثة في شؤون الدولة و الحكومة ، وانها وفي كل مرة تضع شتى الاساليب الكاذبة والمصطنعة والمتعمدة بهدف عرقلة وتقليل وقطع رواتب موظفي اقليم كوردستان ، ولا تزال حكومة بغداد وبسبب هذه الفئات والاحزاب الشريرة ومن ورائهم ( مليشيات مسلحة – اكثر ظلما ) عاجزة عن ايجاد حل جذري لهذه المشكلة .. واصبحت الحياة المعيشية لموظفي اقليم كوردستان وبخاصة النخبة التعليمية والعقول العلمية تزداد صعوبة و قسوة يوما بعد يوم ، واصبح العمل الوظيفي و التعليم حملا ثقيلا يسرق وينزف منهم الوقت والراحة والصحة دون مقابل واستحقاق مالي ااا .. ومع الاسف المفاوضات و الاجتماعات المتكررة من قبل الوفود الكوردية مع حكومة بغداد الاتحادية لم تجلب نفعا ولا حلا جذريا والى يومنا .. فالمشكلة الحقيقية في بغداد .. وعلى الجانب الكوردي التمسك ( بوحدة الصف )للضغط بقوة وبشدة اكبر على اصحاب القرار في بغداد .. وايضا على حكومة الاقليم ايجاد منافذ اقتصادية اخرى ( ثابته ومستمرة ) لصد هذا العجز الكبير ، وبالتالي ضمان ( لقمة العيش وراحة البال ) لموظفي الاقليم وبخاصة النخبة التربوية التعليمية والعقول العلمية للتفرغ كليا للعمل والاداء العلمي المطلوب ، والترقي بمستوى المجتمع الكوردستاني نحو الافضل . .

. .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!