مقالات دينية

حيث يكون الأسقف هناك الكنيسة

حيث يكون الأسقف هناك الكنيسة

بقلم / وردا إسحاق قلّو

       بدأ النظام الأسقفي في الكنيسة منذ عهد الرسل ، ففي إنطاكيا تأسست المسيحية على يد الرسولين بطرس وبولس ، وأصبحت مركزاً للإنطلاق إلى آسيا الصغرى وأوربا ، وكان القديس أغناطيوس هو الأسقف الثالث على أنطاكيا في القرن الثاني . أما الأسقفيات الرئيسية فهي ( روما – قسطنطينية – أسكندرية – إنطاكيا – أورشليم ) فكل منها تحتوي على كرسي بطريركية يتبعه عدة أسقفيات أو أبرشيات يرأس كل منها أسقف .

    الله هو مصدر الوحدة ، ويريد الوحدة لكنيسة ، ، لأن يسوع أسس كنيسة واحدة فيجب أن تكون هناك وحدة لأنها جسده الواحد ، وهو رأسها . فالإتحاد في الكنيسة الواحدة يربط ويجمع بين المسيح والمؤمنين كافة . وبين المؤمن والمؤمن الآخر . وكذلك الكنائس في ما بينها . وهكذا يكتمل سر الوحدة الإلهية . والوحدة هي نتيجة المحبة بين المؤمنين . وهذه الوحدة يجب أن تؤسس على نظام أسقفي يخضع إليه الجميع . لهذا كتب القديس أغناطيوس عن وحدة الكنيسة وتركيبها فقال ( حيث يكون الأسقف ، هناك الكنيسة ) وهنا يتكلم لاهوتياً عن النظام الكنسي الصحيح ، والوحدة الإلهية السماوية ، فيراها منعكسة في الخليقة كلها وخاصة في الكنيسة المنظمة بإنسجامٍ تام . أن سر الثالوث الإلهي هو مصدر الوحدة المسيحية . وهذه الوحدة تتحقق في جسد الكنيسة المنظور . المجهزة بنظام رئاسي يكون الأسقف على رأسه ، فهو صورة الله الآب الغير المنظور ( التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ص 465 ) . الأسقف هو رئيس الكنيسة المحلية المنظور . يمثل المسيح رئيس الكنيسة الجامعة الغير المنظور . ومن يخالف هذا النظام فأنه يدعو إلى الإنشقاق ، وتقسيم جسد الرب . لأن الوحدة الكنسية المنظمة منذ عهد الرسل ، تتجسد المحبة الإلهية ، وحيث تكون الوحدة الكنسية ، هناك المسيح فعلى جميع المؤمنين أن يحافظوا على هذه الوحدة ويتحاشوا الإنقسامات مقتدين بالمسيح الذي يقتدي بأبيه ويعيش في وحدة دائمة ثالوثية . الله لا يكن حيثما يسيطر الإنقسام والغضب . إنما يغفر لمن يقبلون على التوبة ، شرط أن تفضي بهم توبتهم إلأى الإتحاد بالله ، وبمجلس الأسقف ، والأسقف هوبرتبة رسول ، وقد كتب : أثبتوا إذاً على تعاليم الرب والرسل لتنجحوا في كل ما تعملون . بالجسد والروح ، في الإيمان والمحبة . ، في الإبن والآب والروح . في المبدأ والغاية ، مع أسقفكم الوقور ، وتاجكم الروحي الثمين ، أي لفيف شيوخكم ( الكهنة ) ومع شمامستكم القديسين . إخضعوا للأسقف وليخضع بعضكم للبعض الآخر ، كما أن المسيح ، في الجسد ، كان خاضعاً لأبيه ، والرسل للمسيح وللآب والروح . حتى يتم الإتحاد معاً في الجسد والروح . كما كتب : متى خضعتم للأسقف كما للمسيح . لا تعيشون كسائر الناس ، بل يحسب من مات لأجلكم تعيشون . فيجب أن نخضع ونسلك بإتفاق مع الأسقف لأنه رسول المسيح في كل الدهور . أما طاعة الكهنة فهو واجب للإنسجام من خلالهم بالأسقف ، كإنسجام الأوتار والقيثارة ، وهكذا بإتفاق الشعور ، وتناغم المحبة ، تنشدون ليسوع المسيح .

    بشهادة التقليد الكنسي ، وظيفة الأسقف تم استلامها في خلافة مستمرة متصلة منذ بدء المسيحية ، أي من زمن الرسل الأطهار ، ومن خلالهم انتقل الزرع الرسولي إلى الأجيال اللاحقة . فالمسيح الذي أغنى رسله بفيض خاص من الروح القدس عندما نفخ عليهم بعد قيامته من بين الأموات ، هم نقلوه إلى غيرهم بوضع الأيدي فسلموا إلى معاونيهم موهبة الروح القدس التي انتقلت إلينا حتى يومنا بطريقة السيامة الأسقفية التي هي ( ملء سر الكهنوت ) المسمى ( الكهنوت الأعظم وذروة الخدمة المقدسة ) ، فكل أسقف بصفته نائباً للمسيح يرعى الكنيسة التي وكلت إليه مسؤلية الخ*لافة بفعل تنصيب إلهي بمسحه بالزيت المقدس ووضع الأيدي ، وبعدها يسّلِم ( 1- الكتاب المقدس . 2- الخاتم الأسقفي . 3- التاج 4- عصا الراعي رمز مسؤولية الرسولية في التبشير بكلمة الله وأمانته للكنيسة عروس المسيح ) .

   الأسقف هو المسؤول عن كل الأسرار الكنسية يعاونه الكهنة الحاصلين على وسم الكهنوت الذي لا يبلى ، وهم أعوان للأساقفة .

    مهمة الأسقف هي قيادة الكنيسة كراعي ، ورسامة الكهنة والشمامسة ، وإعداد الزيت المقدس لسّرَي التثبيت  ، ومسحة المرضى ، توَزَع على كل خورنات الأبرشية .

    منذ العهود الأولى مورس سر الكهنوت على درجات ثلاثة وهي : 1- الأساقفة 2- الكهنة 3- الشمامسة ( طالع 2 تي 6:1 و ” من رغب الأسقفية تمنى أمراً عظيماً  1تي 1:3 ) . قال ببولس الرسول للأسقف تيطس ( تركتك في كريت لتتم فيها تنظيم الأمور وتقيم كهنة في كل بلدة كما أوصيتك ) ” تي 5:1 ” فالطوائف التي ألغت هذا النظام خالفت تعاليم الأنجيل المقدس لأن بدون أساقفة ( لاوجود للكنيسة ) طالع كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ص 475 .

     ليبارك الراعي الأعظم يسوع المسيح كنيسته المقدسة ويحفظها واحدة  موحدة وهو رأسها .        

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!