آراء متنوعة

‎انا الوظيفة بين التعلق السلبي والانتماء المؤسسي

‎علي حميد الطائي

‎فرق شاسع ما بين أن يتعلق الفرد بوظيفته فيصبحان دونما تفريق وبين من ينتمي إلى مؤسسته، فالأول له آثاره السلبية الكبيرة نفسيا واجتماعيا وحتى اقتصادياً.
‎ أما الثاني فهو شعور بالانتماء لهذه المؤسسة دون التعلق وجعلها صفة ملازمة له فيقول أنا معلم أو أنا باحث أو أنا مهندس.
‎السؤال المهم كيف نتخلص من أنا الوظيفة وكيف نعزز الانتماء المؤسسي؟ هذا ما سنسلط الضوء عليه في هذا المقال.
‎يمكن ان نعرف الارتباط السلبي بالوظيفة:”الارتباط الزائد بالعمل بحيث يؤثر سلبًا على الحياة الشخصية، مثل الضغط النفسي المفرط، وصعوبة فصل العمل عن الحياة الشخصية، وعدم التوازن بين العمل والحياة الشخصي”.
‎بينما يمكن تعريف الانتماء المؤسسي : “يمثل الشعور العميق بالانتماء والانتماء للمؤسسة أو الشركة التي يعمل فيها الفرد. يشمل هذا الانتماء الولاء للقيم والمبادئ التي تمثلها المؤسسة، والتفاني في تحقيق أهدافها، والاندماج في ثقافتها المؤسسية. كما يتضمن الشعور بالانتماء إلى فريق العمل، والتعاون مع زملائه بروح الفريق، والمساهمة بجدية في نجاح المؤسسة وتطويرها”.
‎وللتعلق السلبي آثاره:
‎التعلق السلبي بالعمل قد يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة النفسية والعاملين وأداءهم في العمل، مثل:زيادة مستويات الإجهاد والقلق.انخفاض مستويات الرضا والسعادة في العمل.صعوبة في تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية.انخفاض الإنتاجية وجودة العمل.زيادة في معدلات الاستقالة والتغييرات في الوظائف.تأثير سلبي على العلاقات الشخصية والصحة العامة.تدهور الثقة بالنفس والشعور بالإحباط وعدم الرضا عن الحياة المهنية.يمكن أن يكون لهذه الآثار تأثير كبير على الفرد والمؤسسة بشكل عام، لذا من المهم التعرف على أعراض التعلق السلبي واتخاذ الخطوات اللازمة للتغلب عليه.
‎اما آثار الانتماء المؤسسي فهي: زيادة الولاء والانتماء للمؤسسة وتعزيز الاندماج في ثقافتها وقيمها.تحفيز العمل بروح الفريق وتعزيز التعاون بين الزملاء.زيادة مستويات الرضا والسعادة في العمل، مما يعزز الإنتاجية والأداء.تقليل معدلات الاستقالة والاستمرارية في العمل.تحفيز الإبداع والابتكار وتعزيز الالتزام بأهداف المؤسسة.تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالإرتياح في بيئة العمل.تحسين سمعة المؤسسة وجذب المواهب الجديدة.بشكل عام، يمكن أن يؤدي الانتماء المؤسسي إلى بيئة عمل أكثر تفاعلية وإيجابية، ويعمل على تعزيز العلاقات بين العاملين وتعزيز النجاح والاستمرارية للمؤسسة.
‎ويمكن القضاء على التعلق السلبي عن طريق:
‎تحديد ما الذي يسبب التعلق السلبي، سواء كانت ضغوط العمل أو عدم الرضا عن البيئة العملية.إدارة الضغوط: تعلم تقنيات إدارة الضغوط مثل التخطيط الجيد وتنظيم الوقت وتطوير مهارات التفكير الإيجابي.تحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية: تخصيص وقت للأنشطة الترفيهية والاجتماعية خارج محيط العمل.تطوير مهارات التفاعل والتواصل: بناء علاقات صحية مع الزملاء والتحدث مع المديرين بشأن القضايا المؤثرة على العمل.البحث عن دعم: طلب المساعدة من الزملاء أو الأصدقاء أو الاستفادة من الاستشارة النفسية للتعامل مع التحديات العملية.وضع أهداف وتطلعات واقعية: تحديد أهداف ملموسة ومنطقية والعمل على تحقيقها بخطوات صغيرة ومستمرة.البحث عن فرص جديدة: في بعض الحالات، قد يكون الانتقال إلى وظيفة جديدة أو تغيير مجال العمل هو الحل للتخلص من التعلق السلبي.
‎فيما يمكن زيادة وتعزيز الانتماء المؤسسي عن طريق:
‎تعزيز الثقافة المؤسسية: تعزيز القيم والمبادئ التي تمثلها المؤسسة، وتشجيع الموظفين على التفاعل معها وتبنيها في سلوكهم اليومي.توفير بيئة عمل إيجابية: خلق بيئة عمل مشجعة وداعمة تعزز التعاون والتفاعل الإيجابي بين الزملاء.تقديم فرص التطوير والتدريب: توفير الفرص للموظفين لتطوير مهاراتهم وزيادة معرفتهم، وذلك من خلال دورات تدريبية وورش عمل وبرامج تطويرية.تقديم التقدير والمكافآت: الاعتراف بجهود الموظفين وتقديرها من خلال تقديم المكافآت المادية وغير المادية وتقديم الشكر العاملين.توفير فرص الشراكة: تشجيع المشاركة الفعّالة للموظفين في عمليات صنع القرار والتخطيط المؤسسي.التواصل الفعّال: تعزيز التواصل الداخلي وتوفير القنوات المناسبة للتواصل بين الإدارة والموظفين وبين الزملاء.تقديم فرص التطوع والمشاركة في الأنشطة المؤسسية: تشجيع الموظفين على المشاركة في فعاليات المؤسسة والأنشطة الاجتماعية والتطوعية.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!