الحوار الهاديء

النوايا الطيبة….. وزمن الصوم الفصحي

الكاتب: زيد ميشو
زيد ميشو: النوايا الطيبة….. وزمن الصوم الفصحي

زيد غازي ميشو
[email protected]
ونحن في زمن  الصوم …. ما راح يتغير شي! …. ليش؟
يقال بأن الحرب خدعة، ويقال أيضاً بأن الأنسان في عراك دائم مع الشيطان (ولو ما اعترف بوجود الشيطان اساساً)، وعليه أن ينتصر على ذاك المدعو (ابو الوساويس)، ولأن الأنسان كسول بعض الشيء في الوقت الذي يريد أن يكون كما يدّعي او يتمنى (طبعاً مو الكل بنفس الطاسة)، لذلك يستعمل أحياناً خدع لتمويه الشيطان وجعله يرتبك ويرتعش (ويلطم على راسة وراس أهلة) وذلك بالصوم والصلاة واستعمال آيات من الأنجيل… دون استعمال فلاتر لتصفية النوايا من الشوائب العالقة!
لست واعظاً ولم أخلق لأكون مرشداً، علماً: ليس من الصعوبة أن البس ذلك القناع وتلك القبعة والتي لا تتطب منيّ سوى خطاب منمّق، مع بعض الحركات البهلوانية كإيماءات تدل على سعة ثقافة المتحدّث حتى لو (تفنيص) ونبرة صوت معنّفة تارة، وهادئة تارة أخرى، وبينهما بعض التموّج (مع بحة حزينة) يسبقه رعد وضوضاء، حتى أنني أذكر مرة أحد الكهنة الشباب قال في محاضرة (نص ردن): أنا استطيع أن أتكلم حتى بموضوع لا أعرفه وأقنع من يسمع!! (واللعبان نفس وين؟) كان هناك من يسمع وبقيّ يسمع!! والأضرب وين؟ بربكم أحزروا؟ ها (gave up)؟ …..  ما زال يتكلّم كثيراً كثيراً وهناك من يسمع!
بالحقيقة ان ما شجعني بالكتابة في الأمور الروحانية وعن الزمن الطقسي الذي نحن في صدده الآن، هو مقال الأخ جاك الهوزي عن تقليدين في الصوم منها أعطى مفهوم قد يكون على الأرجح صائباً لمصطلح كرنفال، الذي نعرفه اليوم بمهرجان وهو: أغلب الظن أن أصل كلمة Carnaval وتكتب أحياناً Carnival هو من الكلمة اللاتينية Carni Vale وتعني (وداعاً للّحم).
 والتقليد الآخر عن يوم أثنين الفئران (تروشيبا دعَقُبْري)، حيث كانت الناس تجتمع قبل الصوم، يأكلون ما لذ وطاب، وما تبقى لا يُخزَن لأنهم سيبدأوا بمرحلة الصوم والأمتناع عن اللحم، ليبقى الطعام من حصة الفئران.
وربط الفكرتين معاً، وقد سرد المعلومات بأسلوب مريح وسلس.
فقلت في نفسي لأمسك جانب آخر من الصوم …. وهو النوايا، لأن الصوم بمفرده (ميوصل للباتلو) بدون محاولة جادة بتهذيب قلب الأنسان، وما زلنا في الاسبوع الأول من الصوم وليبدأ من العقل بطرح سؤال: لماذا الصوم؟ هل يقتصر الصوم على الطعام والشراب؟
فكرة الشيطان بحد ذاتها لا بأس بها، فيها ديناميكية، (وشوشة،على وسوسة على أغراء، مع مقالب وشوية خباثات) ومن ثم تبدأ مرحلة الحسم عندما تدق ساعة الصفر (تبلش) المعركة بين المؤمن والشرير، وأن كنت افضل القول بين الأنسان وذاته، ولا ينتصر على الذات إلا من تعامل مع الاخرين بنية طيبة ومنها:
أحترام عقول الآخرين – احترام وجودهم – الصدق في التعامل – التواضع – عدم الأستغلال – عدم الخداع – النظر للأخر على أنه كيان وليس شيء – أعطاء الصلاحية للقلب للتحكم بحركة اللسان ونطقه
وقبل عيد الفصح لنخصص موعد للدخول إلى الهيكل ونقلب موائد الصيرفة من عقولنا، وليكن لدينا مواقف حاسمة دون خوف، ولا تملق، ولا محسوبيات
وفي الخميس المبارك من قبله، لنكشف أسرارنا لذواتنا كي نعرف مكامن الخلل، ونمنح أنفسنا الحلّة بعد سلسلة من أعمال الحب، نموت عن ذواتنا من خلالها وندحرج الحجر سوية في اليوم الثالث، ولا قيامة لفرد دون أن تكون يده بيد على الأقل شخص آخر، ومن يبحث عن القيامة لا يمكن أن يجده بمفرده، إلا بصحبة شخص آخر.
وأنهي (بدون تطوالة) بطرفة أو فكاهة قرأتها وكتبها صاحبها تحت إسم لوسيان وهو جاد! على مقال أخينا الهوزي حول اللحم قائلاً: (كلمة “لحم” هي مفردة لا معنى لها, بل هي تستعمل من قبل اللذين يريدون اعطاء تسمية اخرى لافتراسهم للحيوانات. فيسمون قطعهم لرؤوس الحيوان باللحم. الصوم جاء لتذكير البشر بضرورة التوقف عن وحشيتهم بق*ت*لهم البشع للحيوانات وذبحها وارتكاب جرائم شنيعة بحقها. السيد المسيح نفسه لم يكن ياكل الحيوانات, هذا بالاعتماد على ما ورد باللغتين العبرية والارامية وليس ما تم ترجمته وتزويره في اللغات اللاتينية وغيرها. من يقوم بق*ت*ل وذبح وافتراس الحيوانات ليس مسيحي. “الصوم” بمعنى الانقطاع عن ق*ت*ل الحيوانات وممارسة الار*ها*ب ضدها مطلوب كل يوم.)..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!