مقالات عن مانكيش

التراث الشعبي المنكيشي / الصيد ..أنواعه .. طرقه

وردا اسحاق

وردا اسحاق
التراث الشعبي المنكيشي / الصيد ..أنواعه .. طرقه

وردا اسحاق
يدخل الصيد بأنواعه المتعددة والوسائل والطرق المستخدمة فيه في تراث مانكيش الموروث والمألوف لدى الكثيرين . فهناك طرق كثيرة وأدوات متنوعة تستخدم في الصيد للحصول على لحوم الحيوانات والطيور البرية . الصياد يجب أن يكون ماهراً ومحباً لنوع الصيد الذي يختاره لكي يتمتع وبكل صبر ويحصل على قوتِهِ المفضل بواسطة الوسائل التي يستخدمها في صيده . الصيد مهنة وهواية ، وقد يربطه مع الآخرين بعلاقة الصداقة والمحبة فيتجمعون معاً ويتفقون بالقيام بعملية منظمة للصيد قد تطول لعدة أيام ، يقطعون مسافات طويلة بحثاً عن الفريسة ، فعندما يحصلون عليها  يمتلئون من الفرح والبهجة ويتناسون التعب والبرد القارص ومشقات الطرق الوعرة ، وبعدها يتعاونون في حملها ونقلها بكل محبة . فقد كانت تحمل على الظهور لمسافات طويلة ، أو قد يتم أحضار الحيوانات لنقلها عندما يصبح الخير ثقيلاً.
أما الأدوات المستخدمة في الصيد فهي كثيرة نذكر منها :

1- المصيادة – جطل ( قشتا )
2- بردقاني .
3- غربال ( أربالا)
4- قولا .
5- باب البيت .
6- دبُقانا ( شيطا – بيكوانا ) .
7- نشوي . 8- ديلجاما .
9- كلاب الصيد ( الكلاب المحلية وكلاب الصيد ” طاشي ” ).
10- طبكثا . 11- بندقية كسرية .
12- بندقية هوائية ( صجمية) .

أنواع الصيد

1-  صيد القبج

القبج طائر رائع في شكله وألوانه وصوته العذب الصافي عندما يغرد في قفصه أو فوق الصخور ، وهو أكثر أنواع الطيور شهرة في شمال العراق . تطلق عليه أسماء أخرى مثل ( السمان – السلوى- الحجل- الفري ) وهو من رتبة الدجاجيات ، ويعتبر النوع الوحيد في هذه الرتبة يستطيع الطيران . وسرعان ما يستأنس كالدجاج فيتجول في داخل المنزل أو يحفظ في أقفاص جميلة (ركّا) مصنوعة من أغصان الأشجار أو من اسلاك معدنية .

ومن الغريب في هذا الطير الجميل أنه يعمل لصالح صاحبه كعدو نسله في الصيد . كما يستخدم هذا الطير للمراهنات الجدية في ميادين خاصة يشارك في معركة مع طير آخر وكما تفعل الديوك . يشتهر هذا الطير بلحمه اللذيذ لهذا يزيد طلب السوق اليه مما أثار مخاوف السلطات في كردستان فسنت قوانين صارمة على الصيادين للحفاظ على الطيور والحيوانات البرية .

طرق صيد القبج

1-  الراف

طريقة صيد القبج بالراف هي من الطرق المحببة والمسلية لدى الكثيرين تتم في الأيام المثلجة عندما يكسي الثلج الأرض والأشجار ويكون الجو قارصاً فتفضل تلك الطيور في الأختباء تحت جذوع شجيرات قليلة الأرتفاع فيقوم الصيادون الذين قد يعدون بالعشرات للبحث عن آثار أقدامها على الثلج ومن ثم البحث عنها تحت الأخصان مستخدمين عصا لضرب أغصان الأشجار للكشف عن الطير ، لكن القبج يكون متأهباً وله القدرة الكافية للطيران فيطير الى مسافات قد تصل أكثر من مئة متر ومن ثم يهبط لكي يبحث عن شجيرةٍ أخرى يختبأ تحتها . فعندما يطير للمرة الأولى سينادي الذي عثر عليه ويقول ( ثيلي ثيلي ) فينظر الجميع الى الطير الطائر لكي يعرفوا المكان الذي يهبط فيه فيتسابق الجميع  نحو الهدف فيجدونه وقد هبط بالقرب من الشجيرة ومن ثم يركض ليختبىء تحتها ، الذي يصل أولاً سيجد آثار قدمي الطائر قرب الشجيرة وعند وصوله يلقي بنفسه عليها لكي يصبح الطائر في حوزته فيبحث بيديه لكي يمسك به قبل الآخرين . وهناك طير آخر من فصيلته يسمى ب ( بُرّا ) أيضاً يُصطاد بنفس الطريقة . ومن أشهر الصيادين لهذه الطريقة هم الأخوين يوسف ميخو ( بوبي ) وأخوه هرمز ( خليل )

2-  الديلجامة
تتكون الديلجامة من قطعة قماش طولها واحد ونصف متر وعرضها واحد متر ، تثبت على خشبتين بشكل علامة × مع خشبة في الوسط لسهولة تحريكها وتعمل ثقبين صغيرين بحجم عين الأنسان لغرض مراقبة حركة الطير أضافة الى وجود ثقب آخر لفوهة البندقية ، يرسم على لوحة القماش أشكال مختلفة من الطيور والزواحف والحيوانات الأخرى . يقترب الصياد بهدوء مع اللوحة التي يمسكها أثناء التقدم نحو الهدف وينتظر الى أن يرى بأن الطيور تجمعت من بعضها فيضغط على الزناد لكي تنطلق طلقة الكسرية التي تحتوي على عشرات الرصاصات الصغيرة فيحصل على أكبر عدد من الطيور

3- كهف مصنوع من أغصان أشجار البلوط .
يعمله الصياد لكي يختبأ فيه بالقرب من عين الماء وقفص طيره قريب من العين لكي يغرد فيجذب الطيور من صنفه والصياد يكون مختبئاً في الكهف متهيئاً لأطلاق الطلقة نحو الهدف .

4-  النشوي
طريقة النشوي هي من الطرق المستخدمة كثيراً من قبل الصيادين المنكيشيين والتي تصنع من أخشاب صغيرة مدببة النهاية لكي تثبت في الأرض وتوصل هذه الأخشاب مع بعضها بخيوط نايلونية رفيعة في نهاية كل خيط حلقة وتسمى هذه الحلقات ب ( حربقياثا ) وتعمل عدة صفوف من هذه الأخشاب المربوطة بخيوط تنتهي بحلقات وبتلك الحلقات تدخل قدم الطير فعندما يتقدم سيجعل الحلقة تتضايق على قدم الطائر فلا يستطيع ان يتحرر منها الى أن يأتي الصياد لكي يقوم بحلها وأعادة الحلقة كما كانت لغرض أستخدامها في صيد لاحق .

2-   صيد الأرانب

الأرانب من الحيوانات البرية التي تكثر في ربوع مانكيش . يجري البحث عنها في الأيام المثلجة عن طريق آثار أقدامها وكذلك عند عدم وجود الثلج لأن أقدامها التي تحتوي على مخالب تترك آثار تدل على أنها للأرنب فيقوم الصياد بمتابعة تلك الآثار من أجل أكتشاف المكان الذي تختبأ به . أما عن طرق صيد الأرنب فهي :

أ‌-     البندقية الكسرية .

ب‌-  قولا ( تلفظ الواو مثلما تلفظ في مشروب الكولا ) .
وهو مصيدة خاصة لمثل هذه الحيوانات وتكثر الأرانب دائماً في حقول البطيخ فيلجأ الفلاح الى نصب مثل هذه المصائد لصيدها والأستفادة منها وكذلك لكي يقي شرها فيحفظ ثمار حقله منها .

ت‌-  طبكيثا

ث‌-  طريقة أخرى متبعة لصيد الأرانب وذلك بحفر حفرة تغطيها قطعتين من الصفيح المضلع ( تنك ) تربط بحلزون ( سبرنك ) فعندما تسير الأرنب فوق القطعة ستسقط داخل الحفرة ولا تستطيع الخروج لأن القطعتان تنغلق على بعضها

3-   صيد العصافير والطيور المماثلة
العصافير والطيور الأخرى الكثيرة الأنواع والمعروفة بأسمائها وأشكالها وألوانها يستهدفها الصياد مستخدماً طرق مختلفة منها :

أ‌-     المصيادة – جطل ( قشتا )

وهي أكثر الوسائل أنتشاراًوللأيفاء بالغرض يمكن عملها كالآتي :

تؤخذ قطعتا مطاط طول الواحد حوالي 20 سم تقريباً وعرض المطاط لا يتجاوز 1.5 سم والمأخوذ من ألأطار الداخلي لعجلة السيارة (جوب) . تربط القطعتان ببعضهما بواسطة قطعة من الجلد مستطيلة الشكل  تسمى ( برصيثا ) وتكون بطول 5سم وعرض 2سم ، وبعد ذلك تربط النهايتان الآخريان لقطعتي المطاط بقطعة خشب تعمل على شكل حرف ( واي ) الأنكليزية وتثبت على الخشبة بواسطة اشرطة مطاطية رفيعة تسمى (أيصوري ) . أما طريقة أستعمالها فيتم بوضع حصاة بحجم البندق في قطعة الجلد ثم تمسك الخشبة باليد اليمنى ثم تسحب قطعة الجلد والتي تسحب معها قطعتا المطاط وبعد التسديد الدقيق على الهدف حيث يمر النظر من بين الفراغ المحصور بين فرعي الخشبة وبعد ذلك تترك قطعة الجلد سائبة فتنطلق منها الحصاة الى الطير المستهدف .
هناك نوع آخر مماثل لهذه المصيدة تماماً لكن هذا النوع لا يحتوي على قطعة جلد ( برصيثا ) ويكون المطاط رفيع كمطاط المستخدم في اللباس الداخلي للرجال بعد التخلص من الكتان المغلف بالمطاط وذلك بواسطة شفرة الحلاقة القديمة ( موس ) . لا يستخدم في هذه المصيادة الحصوة بل سلك من نوع الثخين يقطع بطول ثلاثة سم ويعمل على شكل رقم ثمانية العربية ويشكل في منتصف المطاط أي تحديداً في مكان تواجد قطعة الجلد فيسحب المطاط بواسطة قطعة المعدن ( تيل ) ومن ثم يطلق . كان البعص يستعملون الأشواك المعدنية الموجود في الأسلاك الشائكة التي تستعمل لسياج المعسكرات أو البساتين بعد أن تنظم بالشكل المطلوب وهذه تكون أكثر فعالية لأن رؤوسها مدببة .
طريقة الصيد بواسطة ال ( قشتا ) بنوعيها تتم بالبحث عن الفريسة الجالسة فوق حافات السقوف الخارجية أو على الأشجار أو الجالسة على الأرض لتلتقط الغذاء الساقط . وهناك طريقة أخرى وهي ( الكمين ) هذه الطريقة يستخدمها الصياد بالجلوس في جذع شجرة كبيرة كشجرة حبة الخضراء منذ الصباح الباكر حيث تكثر الطيور بأنواعها على مثل هذه الأشجار والطير القادم الى الشجرة لا يستطيع أن يكتشف الصياد الا بعد جلوسه وأستقراره لكن الصياد يكون متهيئاً لضربه . ومن أشهر الصيادين في هذه الطريقة هو صبري أيشو هرمز .

ب‌-  بردقاني

بردقاني أو مقلاع وهو سلاح آخر يستخدم في الصيد وقد أستخدمه الملك داود عندما كان صبياً فتحدى به الفلسطيني جليات الجبار ( كليث كَبارا) الذي أتاه بالسيف والدرع فضربه داود بحجر المقلاع وأسقطه أرضاً ونال منه . يستخدم في مانكيش للصيد ويعمل من حبلين طول كل منهما بطول ذراع الشخص المستخدم . يقوم بعمل عقدتين في نهاية كل حبل لغرض مسكها والسيطرة عليها . أما الطرفان الآخران فتربط مع قطعة جلد ( برصيثا ) تكون أكبر من المستخدمة في المصيادة ( قشتا ) لأن الحجر المستخدم هنا يكون أكبر . أما طريقة الأستخدام فتتم بوضع الحجر في قطعة الجلد ويمسك من الطرفين المعقَدَين ومن ثم يقوم الصياد بتدوير الحبلين بسرعة بموازات الجسم أو الى الأعلى قليلاً ، ثم يترك أحد الطرفين لينطلق الحجر الى الهدف . يستخدم لصيد الأرانب والطيور المجتمعة على الأرض أو لصيد الحيوانات الأخرى .

ج‌-   طريقة الدبُقانا
دبُقانا هي مادة صمغية طبيعية كثيفة وقوية للمسك فيصعب الطير الذي يلتصق بها من التخلص منها . يتكون الدبُقانا من فضلات نوع من العصافير يسمى ب ( طغى) الذي يلقي فضلاته على نوع من الأشجار الصغيرة التي تحمل ثمار بحجم حبة الخضراء ، تجمع هذه الحبات وتسلق في الماء لأزالة القشور ثم يعجن اللب في الماء البارد عدة مرات فنحصل على مادة الدبُقانا . أستعمالاته : يستعمل لصيد العصافير حيث يلف العجين على عصا كما يلبس لحم الكباب على الشيش ، ثم توضع العصا بين أغصان الشجرة فعندما يجلس الطير على العصا تلصق ارجله بالمادة اللاصقة ولا يستطيع ان يتحرر منها . كما يستخدم في مزارع الشلب ( الرز ) التي تهاجم من قبل الطيور وكذلك في مزارع الخن وعباد الشمش . ومن أستعملاته الأخرى يستخدم في الطب المحلي لمعالجة الاتهابات الجلدية أو لعلاج القروح .
من أشهر الصيادين المشهورين لجلب الدبقانا هم ( ميخو كوريال قلو ) ( يونان قوسو ) ( أسكندر خوشو ) والمعلم ( توما هرمز ) وآخرون . كان موسم جني الدبقانا يصادف في يوم عيد التجلي ( أيذا دكليانا ) .

د- الغربال ( أربالة )
يتم نصب الغربال بشكل مائل وبزاوية 45 درجة تسند بواسطة عصا مرتكزة على الأرض عليها خيط مربوط يمتد الى مكان وجود الصياد ويضع دائما تحت الغربال قليل من التبن والح*بو-ب ( لِقطا) فعندما يدخل عدد من الطيور تحت الغربال يسحب الخيط لكي تنحصر الطيور تحت الغربال . يقوم الصياد بلف قطعة قماش حول الغربال وبعدها يرفع جهة من الغربال وبقدر يد الصياد ليمد يده نحو الطير وهو يراقب تحركه من خلال فتحات الغربال .

ه – باب البيت
وهي من الطرق السهلة والمريحة لصيد العصافير وخاصة في فصل الشتاء المثلجة حيث لا يجد الطير غذاءً له الا في البيوت . تتم الطريقة بوضع الح*بو-ب ( لقطا) داخل الغرفة الوسطية التي هي ممر وموزع وكذلك مجلس في الصيف كما يفضل وجود بعض الدجاجات في الداخل لكي يتشجع الطير للدخول . الصياد يكون منتظراً وبدون أي حركة خلف الباب ويراقب العصافير من خلال شقوق الباب وكذلك ينظر الى الداخل لكي يتأكد من عدد العصافير الموجودة في الداخل ومن ثم يقوم بدفع الباب بسرعة فتظلم الغرفة تماماً . يغلق الباب ويذهب الصياد لفتح باب غرفة الجلوس أو يفتح من قبل الموجودين حال سماعهم صوت أغلاق الباب . العصافير في الغرفة الداخلية تتجه الى النوافذ الزجاجية فيرمى عليها قطعة قماش وخاصة المستخدمة للجلوس والمسمات ( صدركثا ) فيبقى العصفور تحتها ومن ثم يتم مسكه بمد اليد تحتها والبحث عن الفريسة . وبعد ذلك تبدأ عملية قطع الرؤس ونتف الريش لكي تُعَد للطبخ أو الشوي .

و- بندقية الصيد ( الكسرية )
بندقية الصيد كانت تستخدم لصيد الحيوانات والطيور أيضاً ، ولكل منها نوع من الأطلاقات . وكان الكثيرين يمتلكون مثل هذه البنادق ومن أبرز الصيادين يونان قوسو وميخو كوريال والمعلمين مرقس شلي وتوما قاشا .

د. البندقية الهوائية
بندقية خاصة لأستهداف طير واحد فقط . تعمل بقوة الهواء المحصور فيها . الهواء المحصور يأتي بسبب كسر السبطانة لوضع الرصاصة في داخل الحجرة ، وعندما تعاد السبطانة الى وضعها الطبيعي ستخزن البندقية كمية من الهواء في داخلها . وعند الضغط على الزناد سيدفع الهواء الرصاصة الى الخارج بقوة . تستخدم البندقية بنفس الطريقة التي تستخدم بقية البنادق أي بتثبيت الأخمس على الكتف الأيمن ومن ثم غلق العين اليسرى لتسديد نظر العين اليمنى بين ثلمة نهاية السبطانة والهدف المراد ضربه . من أمهر الصيادين في هذه البندقية كان المعلم مرقس أيشو شلي وكان أول من أمتلك هذا النوع من البنادق .

صيد الخنازير

كانوا أهالي منكيش وما يزالون صيادون ماهرون في صيد الخنازيز ( برازي أو خزوري ) وخاصة في فصل الشتاء عندما تكون الأرض مكسية بالثلوج حيث يسهل أكتشاف آثار أقدام الخنازير والتي تقودهم الى مكان الأختباء . كل أنواع الخنازير الموجودة في المنطقة هي برية وتكثر في شمال العراق وخاصةً في جبال السليمانية وعلى شكل قطعان كبيرة تجول في الجبال والتلال وبين الغابات الكثيفة . للخنزيرقدرة وقوة وشراسة للدفاع عن نفسه مستخدماً رأسه الكبير وأنيابه . لا يستسلم حتى عندما يطعن بل يستمر في الدفاع والهجوم للأنتقام من الصياد ومن الكلاب المهاجمة . لهذا يستخذم الصياد المنكيشي نوعان من الكلاب أضافة الى بندقيته الكسرية التي يستخدم فيها نوع خاص من الأطلاقات بالخنازير . للكلاب حاسة شم قوية تقودها نحو الفريسة ، وطريقة هجومها على الخنزير تبدأ بالكلاب المحلية أولاً والتي تكون مهمتها محاصرة الخنزير وأرهابه بالنباح المستمر وأخضاعه وهكذا تحشره في رقعة محددة . أما المهمة الثانية من النباح هو لأكتشاف مكان الفريسة للصيادين الذين يتوجهون نحو صوت النباح . أما المجموعة الثانية من الكلاب فهي من فصيلة أخرى تسمى محلياً طاشي ( يجب أن تكتب الشين كما تكتب بالكردية راء وفوقها ثلاث نقاط ) تمتاز هذه الكلاب برشاقتها وسرعتها الفائقة وبقدرتها الهجومية لأقتحام الهدف فتقفز على الخنزير في الحال وتمسك بأذنيه لكي يصبح كالأسير الى أن يصل الصياد فيقوم بق*ت*له بطلقةٍ محكمة . تعتبر الخنازير عدوة للفلاح لأنها تفتك في المزارع وتحرث الأرض بأنيابها حتى وأن كانت الأرض مزروعة لهذا نجد اليوم سلطة الأقليم حددت صيد كل الحيوانات من أجل تكاثرها عدا الخنزير فتشجع صيده . من أشهر وأمهر الصيادين هم ( أيشو بتو تبو – ميخو قوسو – كوركيس شمعون ككي – كلو أيشو راحي – يونان قوسو – يونان أيشو توما ” نونا حيسيلو ” ) . لكن كان يسبقهم صياد آخر موهوب جداً لا ينافسه أحد  في أكتشاف الفريسة بالعين المجردة وكذلك بفن الصيد وهو المرحوم شمعون ككي أي والد كوركيس شمعون ككي . كان له قدرات ومواهب في كشف أثر الفريسة ليس فقط عندما كان الثلج يغطي الأرض بل في اليابسة أيضاً وكان المرحوم يخدم أهل القرية في أكتشاف حيواناتهم المسروقة حيث كان يتبع آثار أقدام الحيوان من الأسطبل الذي سرق منه الحيوان الى المكان الذي يحتفظ به وحتى وأن كان في قرية أخرى ، وكان حكيماً في أمور كثيرة . كان المرحوم ريس حنا بكو يستفاد من آرائه فكان دائماً من المقربين اليه . له قصص كثيرة في موضوع صيد الخنازيرمنها ، صار في أحد المرات وجهاً لوجه مع الخنزير وكان متأهباً لأطلاق الرصاصة على رأس الفريسة لكن لسوء الحظ الرصاصة باتت فاسدة ( كان أكثر الرصاصات في تلك الفترة من الصنع المحلي ) فهجم عليه الخنزير وأسقطه أرضاً وبدأت المعركة بينه وبين الخنزير لوحدهم في الغابة فأخرج خنجره في الحال وبدأ بطعن الخنزير الى أن نال منه فنهض منتصراً رغم الرضوض التي أصيب بها . وفي صيد آخر قام الخنزير بشق بطن كلبه بأحدى أنيابه ، قام المرحوم بحمل الكلب الى عين ماء قريبة  فغلسه جيداً ومن ثم قام بخياطة بطن الكلب الجريح كالطبيب الذي يُخَيِط العملية ، وبمرور الأيام عاد الكلب الى عافيته وعمله .
أرجو أن يرضى الجميع من هذه التغطية التي حاولت تسليط الضوء فيها على أهم الطرق والأنواع المستخدمة في الصيد والأدوات المستخدمة . كما أشكر الأخ عمانوئيل يونان قوسو الذي رفدني بمعلومات كافية أستطعت منها الخروج بهذه الحصيلة . أرجو أن تنال رضا الجميع . والى اللقاء في مواضيع أخرى .

بقلم
وردا أسحاق عيسى
ونزرد – كندا

..

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!