مقالات دينية

البركات والتطويبات ال ( 16 ) في العهد الجديد  

البركات والتطويبات ال ( 16 ) في العهد الجديد  

بقلم / وردا إسحاق قلّو  

   نقرأ في ختام العهد القديم عبارة تهديد موجهة إلى شعب الله المختار  ، تقول ( … لئلا آتي ” إن لم يتوبوا ” ، وأصيب الأرض باللعنة ) ” ملا 6:4″ . بينما في العهد الجديد تبدلت لغة السماء مع بني البشر ، فالله المتجسد أتى بالتطويبات والبركات بدل اللعنات ليجعل من الإنسان خليقة جديدة في عهد النعمة . ففي موعظته على الجبل أعطى يسوع للجموع التطويبات والبركات  التسعة ، وهي :  

  1. ( طوبى للمساكين بالروح ، فإن لهم ملكوت السموات ) ويقصد بالمساكين بالروح الفقراء في الروح ، أي المتواضعين ، وهكذا يجب ان يكون المؤمن كسيده الذي أتضع  وظهر للبشرية كعبد وهو خالق الكون .  
  2. ( طوبى للحزانى ، فإنهم يعزون ) الحزن والبكاء على أخطائنا يُعَبِّر عن الندم والعمل من أجل تطهير الذات لمتابعة المسيرة على الطريق القويم المؤدي إلى الحياة .   
  3.  ( طوبى للودعاء ، فأنهم سيرثون الأرض ) . الوداعة مطلوبة في حياتنا الومنية لكي نتجنب الشر والعن*ف ، لهذا يطلب منا الرب بأن نكون ودعاء كالحمام . أما عبارة ( سيرثون الأرض ) فهي مجازية وليس المقصود هنا بأن الودعاء سيبقون على هذه الأرض ، بل الأرض ستفنى ، كما ستنحل مليارات النجوم والكواكب ، لأن موطننا لا يمكن أن يكون إلا في السماء ، لهذا علمنا  الرب في الصلاة الربية لكي نقول ( ليأت ملكوتك ) . والملكوت لها عدة معان ، كالملكوت لحاضر بيننا ( لو 21:17 و مت 28:12 ) ويعنى بها حياة التقوى في القلب ، لهذا قال يسوع ( فأطلبوا أولاً ملكوت الله وبره … ) ” مت 33:6 ” . كما يقول ( توبوا فقد أقترب ملكوت السموات ) ” مت 17:4 ” . وكنزنا الحقيقي هو في السماء . فالملكوت هم سيطرة الله على قلوب البشر ، فحيث يكون المسيح ، نكون نحن . وقد أعد لنا في السماء منازل كثيرة . كما يعنى بالملكوت ” الكنيسة ” إنها مملكة المسيح التي تبدأ من هذه الأرض وتنتهي في السماء عندما تلتحم مع الكنيسة الممجدة .  
  4.  ( طوبى للجياع والعطاشى إلى البر، فإنهم سيشبعون ) . هنا يحثنا الرب إلى التحمل وإنتظار وعده لكي يحقق العدل لكل مظلوم وهو الحاكم العادل الذي سيلبي إحتياجاتنا .  
  5. ( طوبى للرحماء ، فإنهم سيرحمون ) كل من يقدم رحمة نابعة من قلب مُحِب سيكافؤه الله مهما كان حجم المساعدة ، وإن كانت قدح ماءٍ بارد للعشان ، فالله سيكافىء كل من فيه الرحمة برحمة أكبر .   
  6. ( طوبى لأنقياء القلب ، فإنهم سيرون الله ) نصل إلى درجة النقاء عندما نقترب من الكمال الروحي ، اي القداسة فتصبح قلوبنا طاهرة ومُحِبة للجميع . فالذي يمتلك قلباً نقياً سيلتقي بوجه الله النقي في هذه الحياة وفي الآخرة .   
  7. ( طوبى لصانعي السلام ، فإنهم سيدعون أبناء الله ) جاء المسيح ليزرع السلام في العالم كله فدعي رئيس السلام ، فكل من يعمل من أجل نشر السلام فإنه يخدم الله والبشر لأنه يعمل بوصايا السيد .   
  8. ( طوبى للمضطهدين من أجل البر ، فإن لهم ملكوت السموات ) كل مؤمن مدعو إلى تحمل صعوبات هذا العالم فعليه أن يحمل صلبان الظلم ويسير خلف فاديه الذي حمل صليب الفداء من أجل الحياة الأبدية في ملكوت الله .   
  9.  ( طوبى لكم ، إذا شتموكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كل كذب من اجلي ) على المؤمن أن يتحمل الإهانات والطرد والظلم ، بل عليه أن يقابلها بمحبة وفرح من أجل المسيح الذي أهين ومات من أجله لكي ينال المكافأة منه .  

إضافة إلى التطويبات التسعة التي جاءت على فم الرب يسوع نقرأ أيضاً هذه التطويبات  

 في ” لوقا 28:11 ” ( … بل طوبى لمن يسمع كلام الله ويحفظه ) لا تختلف هذه التطويبة عن التطويبات التي سنتناولها في سفر الرؤيا ، قالها يسوع رداً على كلام المرأة التي قالت ليسوع ( طوبى للبطن الذي حملك وللثدين اللذين رضعتهما ) وهنا رفع يسوع تفكير المرأة إلى ما هو عملي بالنسبة لها ولنا وهو سماع كلمة الله وحفظه والعمل به . وهنا لا يستخف يسوع بأمه مريم التي سمعت كلمة الله وعملت بها أكثر من كل البشر . ويسوع بفلسفته أراد أن يقول بأن شَرف القرابة الدموية معه محصور في بعض الأفراد بحكم الطبيعة ، أما الشرف الأسمى ، أي القرابة الروحية معه ، فهو معروض لكل الناس بغير تمييز . فبإمكان كل إنسان مؤمن أن ينال هذا الشرف بحفظهم للكلمة ليكون قريب المسيح كالعذراء التي كانت تحفظ الكلام كله وتفكر به في قلبها ( لو 51:2 ) . 

 كذلك التطويبة التي جاءت في كلام القديسة أليصابات لمريم العذراء عندما ردت على سلام مريم عندما ختمت كلامها لمريم قالت ( فطوبى لمن آمنت : فسيتم ما بلغها من عند الرب ) ” لو 45:1″ . 

أما التطويبات الأخرى ، فبعد صعود يسوع إلى السماء ، دوّنَ لنا الرسول يوحنا سبعة تطويبات في سفر الرؤيا ، خصص ثلاثة منها لكلمة الله وبركة وسعادة الإنسان الذي يقرأها ويحفظها ويعمل بها . أما الباقية فتخص حياة السهر من أجل تطهير الذات للحصول على كنوز الآخرة . نتناول تلك التطويبات بالتسلسل التالي :  

  1. ( طوبى للذي يقرأ كتاب النبوءة وللذين يسمعونه ، ويحفظون ما هو مكتوب فيها ، لأن الوقت قريب ) ” رؤ 3:1 ” هذه التطويبة تدعونا لقراءة نصوص الكتاب المقدس وحفظها .  
  2. ( طوبى للأموات الذين يموتون منذ الآن وهم في الرب ) ” رؤ 13:14 ” أي تطويب الإنسان الذي يموت مؤمناً وعلى جبينه وسم المسيحية .  
  3. ( ها أنا آتي كلص . طوبى لمن يكون بانتظاري ، ساهراً وحافضاً لثيابه ، لئلا يمشي عرياناً فيرى الناس عريته ) ” رؤ 15:16 ” دعوة للمؤمنين لكي يحافظوا على طهارتهم من كل دنس لكي يكونوا جاهزين للدخول إلى ملكوت الله ، فلا شىء دنس يدخل إلى الملكوت .  
  4. ( طوبى للمدعوين إلى وليمة عرس الحمل ) ” رؤ 9:19 ” تطويب للمستحقين المدعوين إلى عشاء الرب في السماء .  
  5. ( سعيد “  طوبى ” مقدس من كان له حظ في القيامة الأولى ، فلا سلطان للموت الثاني عليهم ، بل يكونون كهنة الله والمسيح ويملكون معه الأف سنة ) ” رؤ 6 : 20 ” .  
  6. ( ها أنا آتي سريعاً . طوبى لمن يحفظ أقوال نبؤة هذا الكتاب ) ” رؤ 7:22 ” أي حفظ الكتاب والعمل به . 
  7. ( طوبى للذين يغسلون حللهم فإنهم يتسلطون على شجرة الحياة ، ويدخلون المدينة من الأبواب ) ” رؤ 14:22 ” وهذه هي آخر تطويبة في العهد الجديد لتطويب المؤمن الملتزم بالوصايا الإلهية المكتوبة ، هؤلاء يحق لهم الدخول إلى المدينة السماوية من أبوابها .   

ولإلهنا القدير المجد في كل حين 

التوقيع : ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 1:1″  

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!