مقالات

أيّهما الأظلم على الحقّ : الأمويون أم العباسيون؟

ما الفرق بين سياسة الأمويين و العباسيين تجاه أهل البيت(ع) و إستمرار الظلم عليهم حتى يومنا هذا!؟
عموما ذلك الظلم يعتبر بكل المقايس مأساة المآسي و ظلم ما بعده ظلم من هذا البشر اللعين الذي حكم و لم يسعي للتخلص من بشريته ليتأهل بآلغور في الأعماق و الأسرار .. و ذلك بسبب تثاقلهم إلى الأرض و السلطان و المناصب و التحاصص لدرك الشهوات و الملذات, لذلك مُحيت العدالة و الأنصاف و القيم بحيث عادى السياسيون لأجل الحكم الوجدان و الفكر و المفكرين ناهيك عن الفلاسفة الذين يُريدون التوازن و العدالة في الحقوق بين الناس جميعاً و هذا لا يمكن أن يكون له مكان في حياتهم و عقائدهم المختلطة اللقيطة, لأنها تحول دون فسادهم و نهبهم!
لذلك فإنّ أمّة كأمتنا بقيادتها حتى تلك (المنتخبة) فيها من قبل البشر يستحيل أن تعدل أو ترعى حقوق الضعفاء و آلمهمشين و آلمعوقين و المتقاعدين منهم خاصّة:
لذلك فأن أمّة كهذه يطغى عليها الظلم و الفوارق الحقوقية و الطبقية:

لن تُنصر ؛
لن تُرزق ؛
لن تُفلح ؛
لن تنتج ؛
لن ترتاح؛
و لن تُسعد, و ﻻ خير مطلقاً فيها, و أمرها إلى فوضى و سفال و زوال لا محال!

والأدلة كثيرة من القرآن والسُّنة, ومنها النّص الشريف عن سيد العدالة الكونيّة عن النبيّ(ص) قال : [ما أفلح قوم ضاع الحقّ بينهم]!

في عراق الجهل و آلمآسي اليوم كما بالأمس؛ ليس فقط ضاع الحقّ و إنتشر الظلم و سُرقت حقوق الناس الفقراء حتى المتقاعدين العاجزين منهم بعد كل خدماتهم الجليلة في الدولة طوال عقود وصلت لبعضهم إلى نصف قرن .. بل إختلط الحابل بآلنابل و بات المنكر معروفاً و المعروف منكراً, و لا أجانب الحقيقة و الواقع لو قلت: [بات (الحكام و النواب و القضاة يأمرون بآلمنكر و ينهون عن المعروف] لبقاء مصالحهم!

هذا بعد ما تجاوز المتحاصصون على حقوقهم وحقوق الفقراء والمعوقين والثكلى ونهبوها بإسم الله و الدّين و الجّهاد بلا حياء و وجدان!؟
و ضحوا بباقي حقوقهم للمتقاعدين الأجانب الذين وصل عددهم لأكثر من 100 ألف متقاعد أفضلهم لم يعمل لصالح العراقيين سنوات, بل كان جلّ عمله لخدمة النظام الصدامي و أجهزته القمعية كآلمصريين و اللبنانيين و السوريين و غيرهم!!

و قمّة المأساة و النفاق و الخمط و الخلط تجلّت, و تتجلّى اليوم عند خروج بعضهم في مناسبة أو إحتفال أو مقال وصفي في موقع أو صحيفة مدافعاً عن الحق وعن مظلومية الأمام الحسين(ع) وعليّ(ع) أو عن مواقفهم و بطولاتهم المزيفة ؛ لتشويش أذهان الفقراء الأميون عادّةً بذاك الكذب و التلفيق مظهرين أنفسهم أنهم مجاهدون و مقاومون و الله و نحن أعلم بحقيقتهم .. و لعنة الله على الكاذبين .

و من هنا وصف الشاعر حالهم في معرض مقارنة ظلم الأمويون مع العباسيين بحقّ اهل البيت(ع) والأمة مفضّلاً ببلاغة عالية ذلك الشاعر الموالي حُكم الأمويين رغم دمويتهم على حكم العباسيين رغم تعاطفهم الظاهري مع أهل البيت(ع), فقال واصفاً الحال :

يا ليت ظلم بني مروان دام لنا ..
و ظلم بني العبــاس في النــار ..

أتمنى أن تكونوا قد أدركتم أبعاد هذا البيت و الغاية منها أيّها الكرام!؟

و كيف و لماذا فضّل الشاعر النظام (الأمويّ الدّمويّ) على النظام العباسيّ الذي آمن بآلأعتدال لبعض الحدود و حتى بالثأر لأهل البيت(ع) في الأعلام و في بعض المواقف و القرارات على الأقل بحك مة السلطة كما في عهد المأمون مع الأمام الرضا (ع), و كذلك وجود وزراء .. بل رئيس وزراء شيعي في عهد بعضهم كما في خلافة هارون الرشيد ..
لكن وصف الشاعر للعاسيين رغم ذلك كان قاسياً حيث حكم عليهم بأسوء من الحكم على الأمويين و كما هو حال قادة الشيعة الممسوخين في عراق اليوم و علاقتهم مع حقوق الأمة و مستقبل الأجيال القادمة المسكينة !؟

و سيعلم الذين ظلموا و (نافقوا و كذبوا لنهب المال و الرواتب) أيَّ مُنقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.

العارف الحكيم عزيز حميد مجيد

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!