مقالات

ألم يحن الوقت بعد؟

انشأ الاحتلال البريطاني السكك الحديد في العراق في بدايات القرن الماضي وتحديداً عام 1916 لخدمة الجيش اساساً أثناء الحرب العالمية الاولى، وفي عام 1920 وبعد انتهاء الحرب انتقلت الى ادارة مدنية بريطانية، وفي 16/4/ 1936 تأسست (سكك حديد الحكومة العراقية) بإدارة عراقية حيث تملك العراق هذه المؤسسة مقابل 400.000 اربعمائة الف دينار. وفي منتصف الستينات تم الاستغناء عن الخط المتري حيث دخلت قاطرات الديزل الى الخدمة بدلاً من المكائن البخارية واصبح ما يسمى بـ الخط العريض ذي العربات المكيفة صيفاً وشتاءً وعربات المطعم التي تقدم اشهى الاطعمة والمشروبات ناهيك عن عربات المنام المريحة. تقلصت بعض الخدمات اثناء فترة الحصار الاقتصادي على شعبنا المبتلى ثم تلاشت هذه الخدمة بُعَيد الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 وعادت عام 2007. وحدث تطور بسيط عام 2014 عندما جيء بالقطار الصيني واستبشر الناس خيراً بعرباته الجديدة، وكنا نتأمل دخول القطارات السريعة (الطلقة مثلاً) اسوة بباقي دول العالم ولكن سرعان ما ساءت الخدمة بعد ذلك، بدأً من نظافة القاطرات مروراً بسوء الطعام المقدَم في عربات المطعم وسوء الخطوط حيث المطبات الكثيرة والمخيفة أحياناً وصولاً الى اختلاف المواعيد وطول فترة السفر مما أدى الى عزوف المسافرين عن استخدامه مفضلين السيارات الصغيرة والكبيرة. الجميع يرى مقدار التقدم في دول الاقليم (على الأقل) في مجال النقل وذلك لأهميته القصوى في كل مجالات الحياة.
ألم يحن لحكوماتنا (الرشيدة) المتعاقبة منذ 20 سنة أن تولي هذا القطاع ما يستحقه من الاهتمام؟ إن لم تتوفر الأموال لهكذا مشاريع فدعوا القطاع الخاص يتولى الأمر بدلاً عن الشركة العامة لسكك حديد العراق. ولعلم الجميع ان النقل بواسطة السكك الحديد هو أرخص انواع النقل البري.
أتمنى أن تصل هذه الكلمات لأصحاب القرار كائناً من كانوا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!