قواعد التقدّم إلى المناولة المقدّسة
الكاتب: مشرف المنتدى الديني
قواعد التقدّم إلى المناولة المقدّسة
أعداد / جورج حنا شكرو
“إذا عزمت، أيّها الإنسان، أن تأكل جسد السيّد، تقدّم بخوف لئلّا تلتهب، فإنّه نار… ها أنذا أسعى ماضيًا إلى الشّركة الإلهيّة، فلا تحرقني يا جابلي بتناولي إيّاها، لأنّك نارٌ تُحرق غير المستحقّين”.
على الراغبين في التقدّم إلى تناول القرابين السرّيّة، أن يتهيأوا بحسب القواعد التي وضعتها الكنيسة، لكي ينالوا نعمة بدل الدينونة. إذ ليس هناك من حلّ وسط، فبعد تناولنا القرابين، سنكون في إحدى حالتين: إمّا أن نكون قد حصلنا على نعمة وإمّا أن نكون قد حصلنا على دينونة.
+++++++
التهيّؤ للمناولة لا يبدأ في اليوم الذي سنتناول فيه جسد الربّ ودمه، إنّما يبدأ قبل عدّة أيّام، لذلك نسمّيه التحضّر أو التهيّؤ.
كيف أتهيّأ للمناولة المقدّسة؟
1- الاِعتراف أمر هامّ في حياة كلّ مؤمن، فنحن بواسطته ننال بركة بواسطة حلول الرّوح القدس علينا، لأنّ الاِعتراف سرّ من أسرار الكنيسة. بواسطة الاِعتراف أكشف لإلهي، بواسطة أبي الروحيّ، عن مَكمَن الألم، وأطلب المسامحة والشفاء من طبيب النفوس و الأجساد، و أجاهد الجهاد الحسن، لأنقّي ذاتي لأنال الجعالة، على حسب قول الرسول بولس (1كور 24:9).
2- التحضّر أيضًا يكون في غرفتي، بواسطة صلاة قانوني الخاصّ الذي يعطيه الأب الروحي، وصلاة قانون المطالبسي (صلاة الاستعداد للمناولة)، كلّ مَن لا يقرأ قانون المطالبسي لا يستطيع التقدّم إلى المناولة المقدّسة.
3- طلب الغفران والمسامحة من الذين أسأنا إليهم أو أحزنّاهم أمر في غاية الأهمّيّة قبل تناولنا القدسات الإلهيّة. لأنّنا، إن تقدّمنا إلى القرابين ونحن على خلاف مع أحد ما، نكون قد آذينا نفوسنا. فالكنيسة تعلّمنا التالي: “إذا عزمت أيّها الإنسان أن تأكل جسد السيّد …. وأن تشرب الدّم الإلهيّ للشركة، اصطلح أوّلاً مع الذين أحزنوك“
والإنجيل كذلك: فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ (متى 5: 24).
4- الصوم. على المتقدّمين إلى القرابين السرّيّة، أن يكونوا منقطعين عن المأكل والمشرب في اليوم الذي سيتناولون فيه جسد الربّ ودمه. الصّوم نوع من أنواع التهيئة، وقد يختلف الصّوم من شخص إلى آخر وذلك حسب طاقة كلّ شخص وإمكانه وصحّته حسب ما يراه الأب الروحيّ مناسبًا. فهناك من ينقطع عن الزفرين لمدّة أسبوع تهيئة لتناول القرابين، ومنهم من ينقطع مدّة ثلاثة أيّام، أو ربّما يوم واحد، مع ضرورة التوقف عن الأكل والشرب من الساعة 12 ليلا قبل يوم المناولة، والانقطاع عن الزفرين منذ مساء اليوم السابق للمناولة.
أمّا في حالات المرض والعجز، فليس هناك من مانع لتناول القرابين، حتّى من دون صوم، وخاصّة إذا كانت هناك حاجة لتناول أدوية لأمراض مزمنة.
أما الأطفال فبالإمكان مناولتهم من دون صوم، على أن لا ينسى الأهل تدريبهم على الصّوم، الاِعتراف والصّلاة وهم بعدُ في سن مبكرة.
5- الحضور إلى القدّاس من أوّله، وكذلك التركيز أثناء الصّلاة قدر المستطاع. إنّ فهم الكلمات الإلهيّة وتأمّلها والإصغاء بشدّة إلى تلاوة الرّسالة والإنجيل المقدّس يسمحان للنعمة الإلهيّة بأن تسكن فينا وأن تؤهّلنا لتناول جسد الربّ ودمه، فتصير القرابين مؤهّلاً لنا لملكوت السماوات، تحفظنا من تجارب الشرّير وحيله، وتجعلنا مسكنًا للربّ.
6- اللّباس المحتشم جزء مهمّ، لأنّه يؤهّلنا للدّخول إلى الكنيسة من دون دينونة، فلا يُسمح لنا بأن نكون عثرة للآخرين. لباس الكنيسة عليه أن يكون فضفاضًا، ساترًا الأكتاف، الصدر، الظهر والرجلين، غير ممزّق كما هي الموضة السخيفة اليوم.
على الرجال أن يكونوا مكشوفي الرأس، أمّا النساء فعليهنّ أن يُغَطِّينَ رؤوسهنّ وذلك حسب وصيّة بولس الرّسول إلى أهل كورنثوس (1كور:11 :2-5). فعندما نستر جمال أجسادنا نكون كالملائكة، الذين يحيطون بالله، يحجبون بأجنحتهم جمال أجسادهم ووجوههم، لأنّهم يعتبرون أنّ جمالهم لا يساوي شيئًا أمام جمال وجه نور الله.
7- صلاة الشكر، أمر ضروريّ بعد تناولنا القرابين السرّيّة وذلك لكي لا نكون عادمي الشكر مثل يهوذا الاِسخريوطيّ، الذي تناول من يد السيّد في العشاء السرّيّ و ذهب لتسليمه. كما أنّ الربّ يسوع علّمنا أن نشكر حين سأل الأبرص، الذي أتى إليه من أصل العشرة الذين شفاهم، “أين التسعة، ألم يوجد من يرجع ليعطي مجدًا لله إلاّ هذا الغريب؟” (لوقا 17:17-18). فكم بالأحرى نحن الخطأة الذين قد أهّلنا الله لهذه العطيّة العظيمة التي تشفي أمراض نفوسنا وأجسادنا وتؤهّلنا للملكوت السماويّ. يمكننا تأدية صلاة الشكر في الكنيسة، إن كانت تتلى هناك، أو في منزلنا بعد العودة من الك تقبيل يد الكاهن، لأنّنا نلنا أعظم بركة بواسطة اتّحادنا بالمسيح نفسه بواسطة تناولنا جسده.
وعند خروجنا من الكنيسة علينا أن نحافظ على صلاتنا وسلامنا الداخليّين، وأن نعمل الأعمال الحسنة، وأن نجاهد لكي لا نعود إلى الخطيئة التي تَطَهّرنا منها للتوّ، فنصبح أبناء الملكوت السماويّ.
..