مقالات

لستُ متيقناً ما يحدث في التعليم العالي :

لست متيقناً ممّا يُحدث في التعليم العالي!؟

لست متيقناً ممّا يُحدث في التعليم العالي العراقي من فساد إداري و علمي و مالي؛
فهل ما يحدث الآن مجدداً بقصد أم بجهل أم هناك أهداف مستقبلية نجهل حقيقتها؟

العراق ؛ و كما يعرف الجميع و العالم كله؛ أساساً ينزف و يُعاني من محن و مشاكل كثيرة و معقدة و على كل صعيد نتيجة الجهل و التبعية و العمالة من قبل جماعات النهب و الخراب المتحاصصة لقوت الفقراء العراقيين و مستقبل أطفالهم و أجيالهم المسكينة, و يتعرض يوماً بعد آخر كـ (المكثور) إلى أزمات و مشاكل و جروح تضاف لجروحه التأريخية و المرحلية الحاضرة التي نعيشها ؛ و يحتاج نتيجة ذلك إلى حلول و علاجات جذرية و حقيقية بدل ما يحدث الآن لخلاصه من مؤآمرات و مخططات المتحاصصين ألشياطين الجهلاء و المليشيات و الاحزاب التي توحّدت لنهب و سلب الناس و تعمق الطبقية و الظلم و الجهل بآلدرجة الأولى ليسهل سرقتهم بسدّ أبواب المعرفة, لأن [العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس] كما يقول الحديث الشريف !!؟

فما يحدث فيه من تدمير مبرمج بإسم الوطن و الأسلام و الجهاد و خدمة الناس ووغيرها من المدعيات التي يفندها الواقع .. يُحيّر العقول و الألباب خصوصاً فيما يخص العمالة الأجنبية التي وصلت لأكثر من مليون و نصف المليون عامل, بينما معظم الشعب العراقي نفسه يعاني من شظف العيش و فقدان الأمن و الصحة و التعليم والأمكانات و العيش السعيد, و فوقها أكثر الجيوش المجندة عاطلة عن العمل و الأنتاج, فما موجود في آلمؤسسات و آلوزارات عبارة عن بطالة رسمية مقنعة!؟

إلّا أنني لست متيقناً بكون ما حدث و يُحدث ويجري للآن بخصوص التعليم المجاني رغم إعلان الوزارة نفسها عن ذلك!؟
فهل هو بقصد أم بغير قصد نتيجة آلجهل!؟
أم بضغط خارجي من الدول المهيمنة على العراق!؟ خصوصا في مجال التعليم المجاني و للأجانب و العربان بشكل خاص هذه المرة لا للعراقيين الذين تمّ ذبحهم بسببهم(بسبب العربان), لأننا تحدّثنا في مئات المقالات عن جميع شؤون و مجالات الفساد الأخرى و التي و صلت للتعليم كآخر محطة للآن!؟
في برنامج (ادرس في العراق)؛ التابع إلى وزارة (التعليم العالي) وصلت عدد المنح المخصصة للمرحلة الثانية للآلاف, حيث أحصت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي في حكومة محمد شياع السوداني؛ أعداد الطلبة الاجانب المشاركين ببرنامج (إدرس في العراق) و حجم المنح و الأمكانات المخصصة للمرحلة الثانية من المجانية و نصف المجانية, إضافة إلى السكن و آلمخصصات الشهرية التي لا تعطى حتى للعراقيين أنفسهم – و هنا تكمن المأساة و تكتمل المصيبة – لأن أمريكا و كندا و دول الغرب العملاقة نفسها ليس فقط لا تفعلها و لا تعطي أو تمنح مثل تلك الهبات و التسهيلات و المغريات المجانية لمواطنيها ؛ بل و فوقها تحسب حساب كل (سنت) تعطيها لطلبتها المواطنين في بلدانها من الدارسين في جامعاتها و معاهدها إضافة إلى تحميل مواطنيها لقيمة الفوائد و الرسوم المترتبة على المنح و المخصصات الدراسية, بينما العراق و لفقدان الضمير و العدالة في أحزابها و حكوماتها؛ فأنها إضافة للسياسة التحاصصية؛ فأنها الدولة الوحيدة في العالم تهدر طاقاتها و أموال شعبها و أقسامها الداخلية و السكن المجاني للأجانب و بسخاء – لا لمواطنيها – بل للأجانب و العربان و كل ذلك بلا عوض و لا فوائد ولا رسوم و لا منّة لما تنثره و تهدره من أموال و أمكانات و رواتب و علوم مجانية للغرباء(1) و الشعب العراقي الفقير يعاني الأمرين في المقابل, بغض النظر عن مستوى و أهمية العلوم التي تُدرّس و جدواها و فاعليتها في عالم اليوم , فهذا موضوع آخر تم التطرق له سابقا و ليس محل بحثنا الآن!؟؟

وفي الحقيقة لا أدري؛ هل كل ذلك النزيف و الخراب و الدمار و العطايا في هذا المجال و غيره يُحدث بقصد أم بجهل أم هناك أيادي خارجية تخطط لذلك !؟
فلو كان بقصد و بعمد؛ فما الغاية و الهدف من ذلك و في هذا الظرف و هذه الأزمات المستعصية!؟
و هل تمّ إيقاف عمل وزارة التخطيط أو المؤسسات الخاصة التي تعني بآلتخطيط الأستراتيجي فيأتي كل من كان من السياسيين ليُنظّر و يُخطط حسب مرجعيته الحزبية و المذهبية و القومية وحساباتهم الشخصية ليفتح ثغرة لنزيف الأموال و سرقة المخصصات التي يتم تعينها لمثل هذه المشاريع الخاسرة 100%(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) طبعا تشريع هذا القانون ؛ هو قانون صدامي كانت الغاية منه أصلاً ؛ هو كسب طلبة العربان لتنظيمات حزب البعث المجرم ليصبح الطلبة بعد تخرجهم أبواقاً لتعظيم الدكتاتور المجرم صدام نفسه ولا حتى لحزب البعث الذي كان وسيلة للتشبيك و التغرير لا أكثر, حيث يحاول اليوم و بفضل المتحاصصين الجهلاء المجرمين الذين بدؤوا يحنون لإعادة تفعيل مثل هذه الحالات لبرامج مستقبلية غير معلومة بدقة آلآن, لكن المؤكد أن ورائها هو إعادة ترتيب الأوضاع لزيادة الفساد بشكل أوسع و أعمق مما هو قائم حالياً.
(2)قال مدير عام دائرة البعثات الدراسية في الوزارة حازم باقر طاهر؛ إنه “تقدم إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 3000 طالب أجنبي ضمن برنامج ادرس في العراق و تم قبول 1015 طالبا في العام السابق حيث توزعوا على جميع جامعات العراق بكالوريوس وماجستير ودكتوراه”، مبيناً، أن “البرنامج ضمن مبادرة لتطوير التعليم العالي وتدويله لكي يرجع العراق محل إشراق ويستقطب الطلبة الأجانب فضلاً عن عكس انطباعهم عن الاستقرار الأمني والاقتصادي ومستوى الجامعات وبالتالي يكونوا سفراء للعراق في بلدانهم”.

وأضاف، أن “الوزارة أطلقت النسخة الثانية لبرنامج ادرس في العراق، إذ وفرنا بحدود 14 ألفا و200 منحة دراسية للسنة الدراسية المقبلة منها 7000 مجانية و6 آلاف و800 نصف مجانية لتنشيط الجامعات العراقية”، موضحاً، أن “النسخة الثانية أطلقت بتاريخ 1 / 4 وتقدم حتى الآن 2000 طالب على المنظومة والتقديم مستمر حتى 1 / 6 لغلق التقديم على الدراسات العليا، ومستمرة إلى 1 /8 للدراسات الأولية ، كما نتوقع أنه في العام الدراسي المقبل سيكون عدد الطلبة الأجانب أكثر”.

وأكد، أن “البرنامج بنسخته الأولى نجح بشكلٍ كبير”، لافتاً، إلى أن “وزير التعليم العالي وجه بأن الطالب الأجنبي مخير بين بقائه خلال العطلة الصيفية أو سفره إلى بلاده”.
وأشار، إلى أن “هناك 1015 طالبا أجنبيا يدرس في العراق خلال العام الدراسي الحالي، والعرب هم الأغلبية وغالبية الأجانب من قارة آسيا تليها أفريقيا وثم أوروبا، ونسبة الداخلين للدراسات الأولية 77‎%‎ ، والدكتوراه 8‎%‎ ، والماجستير 22‎%‎ “.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!