عمالة القادة..خيانة العصر وتلويث دماء الأوطان – هدى زوين
أي خزي أعظم من أن يخون القائد وطنه؟!
أي عار أشد من أن تتحول القيادة من مسؤولية مقدسة إلى سلعة تُباع على موائد الأعداء؟!
إن عمالة القادة ج#ريم*ة لا تُغتفر، لا تسقط بالتقادم، ولا يغسلها الزمن مهما حاولوا تزوير الحقائق وتزيين الخيانة.
حين يخون القائد، تتحول الراية من رمز للعزة إلى راية ذل، ويتحول القلم الذي يفترض أن يكتب قرارات العزة إلى أداة توقيع على صكوك الاستسلام.
القائد العميل لا يحتاج لجيش يغزو بلاده، فهو وحده يكفي لفتح الأبواب وتسليم الأوطان على طبق من خيانة.
هؤلاء القادة ليسوا زعماء، بل سماسرة وطن، يتوسلون رضا الأجنبي، ويركعون تحت أقدام الغزاة، مقابل بقائهم ساعة إضافية على الكرسي. فخياناتهم تلوث شرف الأمة، وعمالة القادة ليست ج#ريم*ة سياسية فقط، بل ج#ريم*ة شاملة تلوث شرف الأمة، تدنس دماء الشهداء، وتلغي أحلام الأجيال.
بخيانة القادة، تنكسر سواعد الشعوب، ويتحول الأمل إلى يأس، وتصبح الكرامة مجرد ذكرى حزينة.
نعم..لقد مزقوا أوطانهم بأيديهم، وقايضوا استقلال بلدانهم بحقائب مليئة بالدولارات، متناسين أن لعنة الخيانة تطاردهم ما دام هناك شعب ينبض قلبه بالكرامة.
فالتاريخ يسجل أسماءهم بالعار ولا يرحم.
سيكتب أسماءهم بحروف سوداء لا تبهت.
لن تنفعهم الألقاب التي حملوها زورًا، ولا النياشين التي علقوها على صدورهم الكاذبة.
سيتعلم أطفال الأمة أن هؤلاء كانوا خونة، باعوا الأرض والعرض، ولم يستحقوا حتى أن يدفنوا تحت تراب الوطن الذي خانوه.
وهنا يأتي السؤال
لماذا يخون القادة؟
لأنهم جبناء، باعوا ضمائرهم مقابل مال أو جاه أو وهم السلطة. لأنهم بلا شرف، بلا مبدأ، بلا انتماء. لأنهم اعتقدوا أن الخيانة دهاء، ولم يعلموا أنها السقوط الأبدي الذي لا تقوم بعده راية ولا تُرفع معه جباه.
لن ترحمكم الشعوب، ولن يغفر لكم التاريخ، ولن تحميكم قصوركم ولا عروشكم الزائفة. وسيبقى الخائن خائنًا ولو زوّر ألف كتاب، وسيبقى الشرف شرفًا محفوظًا في صدور الأحرار.
نحن أبناء الأرض، نحن حراس الكرامة، نقولها بملء الصوت:
لا مكان للخونة بيننا.
لا كرامة لعمالة القادة.
وإلى مزبلة التاريخ يا من لوّثتم دماء الأوطان!
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.