-الغباء البشري-! – وهيب أيوب
قبل عدّة أيام ، كنت أستمع لفيديو يتحدّث فيه شخص عن كتاب بعنوان “الغباء البشري” وهو لمفكّر إيطالي يُدعى “كارلو شيبولا” .
أثار الموضوع فضولي فبحثت عن الكتاب ووجدته على النت وقرأته، وهو أقل من تسعين صفحة …
الكتاب عبارة عن دراسة بحثية حول موضوع غباء الإنسان ، وقسّم شيبولا البشر لأربع أنواع ، منهم الأغبياء .
لن أتحدّث بكل التفاصيل الواردة في الكتاب ، فقط سوف أتحدّث حول فقرة “الأغبياء” باختصار شديد ، والأفضل أن المهتم يقرأ الكتاب لأنه يحوي إستنتاجات مُذهلة …
يقول شيبولا ما معناه، أن الأغبياء هم أخطر أنواع البشر، وأنهم موجودون بكل مكان وبكل طبقات المجتمع بنسب متساوية ، يعني هناك نسبة أغبياء حتى بين الحائزين على جائزة نوبل أو رؤساء الجمهوريات والوزراء أو المسؤولين والمهنيين بكل المجالات ، أطباء، مهندسين، محامين، مُعلّمين ، فنانين ، موظفين ؛ ففي هؤلاء نسبة مُعيّنة من الأغبياء ، تُعادل قدر النسبة من الأغبياء الموجودة بين العامّة والعمال والفلاحين وعند الناس الأُمّيين العاديين، والذين لم يتلقّوا تعليماً أصلاً …!
ويُضيف ؛ أن كون الشخص غبي ، فهذا لا يتعارض مع أي لقب آخر !
وبحذّر شيبولا من أن الأغبياء موجودون بكثرة ، ويجب عدم الإستهانة بهم، لأن هذا النوع من البشر خطير جداً، بل هم أخطر الناس على المجتمعات، لأن بسلوكهم الغبي ممكن يُلحقوا الأضرار والكوارث بمجموعة كبيرة من الناس، وبأنفسهم بذات الوقت، وهذا هو الغباء …!
والأخطر؛ أن يكون هذا الصنف من الأغبياء موجودون في مراكز ووظائف حسّاسة بالدولة والمجتمع، ويوضح شيبولا، أن الغبي أخطر من اللص وقاطع الطريق، فهو أخطر إنسان في العالم، لأنه يولد غبي ويعيش غبي؛ ولا يمكن إصلاحه …
فعلاً دراسة مُذهلة في استنتاجاتها!
وأنا أقرأ الكتاب تذكّرت مقولة للكاتب الشهير برناردشو، الذي يقول:
” ذا قرأ الغبي الكثير من الكُتب الغبيّة، سيتحول إلى غبي مُزعج وخطير جداً، لأنه سيُصبح غبي واثق من نفسه، وهنا تكمُن الكارثه”
وهذا يذكّرنا اليوم بما يحصل في سوريا من الفصائل الإسلامية الار*ها*بية الذين يُمسكون بالسلطة، والذين لم يقرأوا سوى الكتب الدينية والطائفية، القرآن، السيرة النبوية، البُخاري، ابن تيمية، ابن حنبل، وقِس على ذلك… وهي كُتب مليئة بالنصوص والتعليمات الخطيرة المُميتة، وهُم واثقون من صحّتها وقُدسيتها، وهنا المصيبة، لهذا فهؤلاء أخطر أنواع الأغبياء وأكثرهم همجية، ولا يأتون إلا بالكوارث، على غيرهم كما على أنفسهم …!!!
الأغبياء لا يُدركون ولا يعترفون بغبائهم؛
فقط يجب الحذر منهم وتجنّبهم.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.