يوم الموناليزا
يوم الموناليزا
اللوحة الأشهر عالميا
تعد “الموناليزا” واحدة من أشهر الأعمال الفنية في العالم، رسمها ليوناردو دافنشي حوالي عام 1503 باستخدام الزيت على خشب الحور. وهي تخلّد سيدة مجتمع تدعى ليزا غيرارديني، كانت قد عرفت باسم مونا – اختصارا لمادونا – وهي زوجة النبيل والتاجر الإيطالي فرانشيسكو ديل جيوكوندو ومن هناك سميت بالجيوكندا.
أصبحت تلك اللوحة رمزا ثقافيا حقيقيا امتد عبر القرون ووصل إلى مختلف فئات المجتمع الإنساني حتى قيل إنها اللوحة الأشهر عالميا، والأكثر إثارة للاهتمام والجدل والأسئلة بخصوص ظروف إنشائها والهوية الحقيقية للمرأة المصورة وسر الابتسامة الغامضة التي لا تزال تشع بجاذبيها بعد 520 عاما من رسمها.
يرى الخبير في عصر النهضة في جامعة هارفارد فرانك فيهرنباخ أنه لا يوجد داع للضجة التي أحاطت بالموناليزا، ويعتبرها مجرد لوحة جميلة، لكن الصدف التاريخية أعطتها كل تلك الشهرة التي تحظى بها. بين تلك الصدف التي زادت من شهرتها اختفاؤها من متحف اللوفر في عام 1911، عندما استطاع شاب فرنسي يدعى بيروجي كان يقوم بترميم بعض إطارات الصور بالمتحف أن يسرقها ويخفيها لديه، وبعد عامين باعها لفنان إيطالي هو ألفريدو جيري الذي ما كاد يراها ويتأكد أنها موناليزا دافنشي الأصلية حتى أبلغ السلطات الإيطالية التي قبضت على اللص وأودعت اللوحة في متحف بوفير غاليري.
في 15 أبريل 2012، أحيت الرابطة الدولية للفنون (IAA) اليوم العالمي للفن لأول مرة، والذي يتوافق مع ذكرى ميلاد الفنان دافنشي في العام 1452، الذي قال ذات يوم “لقد استيقظت ولكنّي وجدت أن العالم مازال نائما.” وبعد أكثر من 500 عام على وفاته لا يزال الفنان الكبير يستيقظ ليعلن خلوده الأبدي. في أحد الأيام قال “كل يوم نقضيه بشكل جيد يجلب لنا نوما سعيدا، وكذلك كل حياة نستخدمها بشكل جيد تجلب لنا موتا سعيدا”، فالموت السعيد هو الحياة المتجددة لمن يولد يوميا في عظمة وجلال إبداعه.
في تعريفها باليوم العالمي للفن تقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “إنّ فنوننا قوت روحنا ومهد إبداع الشعوب وابتكارها وتنوعها الثقافي في شتى أرجاء المعمورة” وهي “عجلة تقدمنا ونشر معارفنا وتبادلها وتعزيز حب الاستطلاع فينا ودفعنا إلى طاولة الحوار” و”لطالما تمتّع الفن بهذه المكانة، ولن يتغيّر على ذلك شيء طالما نواصل الأخذ بيد الفنانين أينما كانوا لنصرة حريتهم الفنية وحمايتها. فما الفنّ إلا صرح كلما ارتقينا به عالياً، كلّما حلّق بنا نحو عالم مفعم بالحرية والسلام.”
وبحسب اليونسكو فإن “رؤية اليوم العالمي للفن، الموافق للخامس عشر من أبريل من كل عام، تتمثل في توطيد أواصر الصلة بين أشكال الإبداع الفني والمجتمع، وإذكاء الوعي بتنوع هذه الأشكال، وتسليط الضوء على مساهمة الفنانين في تحقيق التنمية المستدامة. كما يقدّم هذا اليوم العالمي الفرصة للوقوف على مسألة تعليم الفنون في المدارس، وذلك إيماناً بالدور المفصلي للثقافة في تمهيد الطريق نحو تعليم منصف وشامل للجميع.”
ليس من باب الصدفة، أن تربط اليونسكو اليوم العالمي للفن بذكرى ولادة فنان كبير في مستوي دافنشي الذي ولد ليعيش حياة لا حدود لها، وأمامه لوحة الموناليزا التي لا تزال تبتسم وفي عينيها ظلال الحرفين الأولين من اسم الرسام الخالد.
الحبيب الأسود
كاتب تونسي
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.