مقالات دينية

لماذا تُقرع أجراس الكنيسة؟ وكيف بدأت هذه العادة؟

لماذا تُقرع أجراس الكنيسة؟ وكيف بدأت هذه العادة؟
إعداد جورج حنا شكرو 
تعود عادة قرع أجراس الكنيسة إلى العام 400 بعد الميلاد وتحديداً إلى زمن القديس بولينوس أسقف نولا الذي خلق رابطاً ما بين الأجراس والكنيسة. حيث في نهاية القرن الرابع الميلادي عندما أعلنت الدولة الرومانية أن “المسيحية” واحدة من الديانات في الدولة، وتم استخدام الاجراس للإعلان عن بدء الصلاة في الكاتدرائيات، بالإضافة إلى استخدامها فيما بعد انتشار المسيحية للإعلان عن الصلوات في الكنائس كلها.
وكانت الأجراس في القرن الرابع والخامس الميلادي عبارة عن الناقوس وهو لوح خشبي أو معدني كبير، يحمله الراهب ويدق عليه من أجل إعلان الصلاة، والتي مازالت تستخدم حتى الآن في الأديرة الارثوذكسية الرومية و الروسية والسلافية والبلغارية والانطاكية في سورية ولبنان والاورشليمية  لإيقاظ الرهبان من أجل الصلاة، مثل دير “سانت كاثرين” في مصر، وأديرة “جبل أثوس” في اليونان، وأديرة”صيدنايا” السيدة والقديس جاورجيوس في سورية واديرة مارسابا و…في فلسطين.
إلّا أن البابا سابينيانوس شرّع رسميّاً استخدام الأجراس في عام 604 م في الكنائس اللاتينية. ثم إنتشرت ظاهرة الأجراس في أوربة الشّمالية أوائل العصور الوسطى تزامناً مع وصول الإرساليات الإيرلندية.
وبالرغم من الغزو الكهربائي لأجراس الكنائس، إلا معظم الكنائس ما زالت تحتفظ بأجراسها اليدوية والتي تتطلب مجهود من “خادم” الكنيسة لجذبه، وبما أن دقات الجرس متعددة حيث تختلف الدقات باختلاف المناسبة والظرف فكان الجرس اليدوي يتطلب آلية معينة ليُصدر تلك الرنات المختلفة، أما في حال الكنائس متعددة الأجراس الكهربائية، فأن الأمر أصبح أكثر سهولة، واختلاف تلك الرنات يعرفها المسيحي فيدرك فور سماعها ما يدور في الكنيسة.
للكنيسة الأرثوذكسية الشّرقية تاريخ طويل ومعقّد مع رنين الأجراس. هذه العادة تطوّرت بشكل ملحوظ في الكنيسة الأرثوذكسية الرّوسية.
في كل مرّة يسمع خلالها المؤمنون اليوم رنين الأجراس يدركون فوراً أن الوقت قد حان للتوجّه إلى الكنيسة. هذا وتقرع عدّة كنائس إنجيلية وكاثوليكية ولوثيرية الجرس ثلاث مرّات في اليوم (السّادسة صباحاً وعند الظّهيرة وفي السّادسة مساء) لتذكير المؤمنين بتلاوة الصّلاة الرّبانية.
يتم قرع الأجراس في الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية لأسباب مختلفة. حيث يتم قرع جرس صغير يُمسك باليد قبيل صلاة الإفخارستيا وعند عرض القربان المقدّس أمام المؤمنين. هنا لا بد من ذكر أنّه لا تتبع كل الكنائس الإنجيلية مراحل تقديس القربان عينها التي تقوم بها الكنائس الكاثوليكيّة.
وكان الوثنيون يقرعون الأجراس في الماضي بهدف إبعاد الأرواح النّجسة ما أعطى هذه العادة طابعًا روحانياً. إلّا أن الكنيسة ترى هذا التّبرير خرافة لا محلّ لها في التّعاليم الكنسية.
إضافة إلى ما تقدّم، تُقرع الأجراس في عدد من الكنائس ليلة الميلاد إحتفالًا بميلاد يسوع المسيح.
أن قرع الأجراس ليس مذكوراً في الإنجيل بل هو عادة تم توارثها عبر الأجيال لتذكير المؤنين بوجود الله في العالم بطريقة تبث الفرح.
رنة الموت
وتتعدد الرنات في الكنائس، فهناك رنة “الموت” وهي عبارة عن دقات بطيئة متقطعة تفصلها ثوان معدودة، ويتم دقها أيضا في صلوات “الجمعة الحزينة” في أسبوع الآلام، وبالنسبة للمسيحيين يكفي أن نسمع الدقات الحزينة حتى نعرف أن هناك من توفي وربما تربطنا به صلة معرفة ولم يصلنا الخبر بعد، فيسهل النزول للكنيسة والسؤال عن هوية المتوفي، وهي رنات حزينة تصيب أجسادنا قشعريرة، تُذكرنا بأن النهاية قريبة لكل بني آدم.
رنة الفرح
تطرب أذاننا وتخفق قلوبنا عند سماع رنات “الفرح”، وهي الدقات السريعة المتتالية التي تصدرها الأجراس في الأعياد، وعادة ما يتم استخدام أكثر من جرس، وبدونها لا نشعر بفرحة العيد، فهي ما أن تصدر حتى نتأكد أن الكنيسة تستعد لصلاة قداس العيد، حيث نجتمع نتقاسم الفرحة والبهجة، وربما مررنا بتجارب مريرة على مدار سنوات حيث طغي الحزن والموت على الكنيسة بسبب حوادث الار*ها*ب، إلا أن هذه الدقات المميزة برغم الحزن لم تتوقف.
رنة القداس
وأخيراً رنة “القداس” وهي الدقة المعتادة في صلاة القداسات ، وهي تعتبر منبه مجاني للمسيحيين، لينتبهوا أن القداس لن ينتظر أحد، والتأخير لن يفيد، خاصة وأن هذه الرنة تكون في بداية القداس. 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!