مقالات دينية

لتفسير الكتب المقدسة هل نحتاج إلى ثقافة ؟

لتفسير الكتب المقدسة هل نحتاج إلى ثقافة ؟

إعداد / وردا إسحاق قلّو

   هناك من يعترض ويقول : أن الله أخزى حكمة الحكماء وعلى العلماء . وكان الرسل والتلاميذ الذين ألهمهم الله كتابة الكتب المقدسة غير متعلمين . إذاً ، لا يلزمنا العلم لتفسير اسفار الكتاب المقدس ، بل يكفينا إلهام من الروح القدس .

نقول : روح القدس ألهم الرسل وتلاميذهم مباشرةً بمعلومات الكتب المقدسة وتفسيرها ، فمثلاً الشماس فيلبس فسر للوزير الحبشي ما كان يقرأه فآمن ، ومن ثم عمدهُ .

   العلم مطلوب والثقافة ضرورية ، وقد كتب الرسول بطرس عن هذا الموضوع قائلاً : ” يحرف ( الكتب المقدسة ) الذين لا علم عندهم ولا رسوخ ” ( 2 بط 16:3 ) . معظم المؤمنين ينهلون تفسيراً للكتاب المقدس من التواتر ، أي تفسير الكنيسة للكتاب منذ ألفي سنة تقريباً ، حسب تفسير المسيح والرسل ، في كنيستنا الرسولية .

  أمّا التفسير العلمي ذو السلطة للكتب المقدسة فالعلم مطلوب فيه

   صحيح انّ الرسل كانوا غير متعلمين وكتبوا بإلهام من الله . ولكن لكي نفهم نحن كتاباتهم جيداً ونفسّرها بشكل علمي نزيه وكامل ، يجب ان نعرف عدّة أشياء . فما كتبوه هم كتبوه قبل ألفي سنة تقريباً ، وكتبوه في لغات لا نعلمها وكتبوه في بيئة ليست بيئتنا اليوم .

   لكي نفهم ما قصدوا فعلاً يجب أن ندرس اللغة التي كانوا يتحدثون بها ، أي الآرامية القديمة ، واللغة التي كتبوا بها ، أي اليونانية القديمة المعروفة بإسم ( الكيني ) ، أي اللغة العامة ، ويجب أن نعرف الكثير عن البيئة التاريخية والجغرافية لفلسطين في ذلك الوقت . وقس على هذا بالنسبة لكل كتب العهد القديم . ومن المعروف أن الكتاب المقدس ، من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا ، كتب على مدار ما لا يقل عن 1600 سنة في حقبات ولغات مختلفة وظروف وبلاد مختلفة ولعقليات وأسباب مختلفة  .

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!