مقالات دينية

تأثير الأدوات الثقافية على مسيحيي ما بين النهرين

سلسلة تاريخية حول تأثير الأدوات الثقافية على مسيحيي ما بين النهرين
بقلم / المطران حبيب هرمز 
تأثير الأدوات الثقافية على مسيحيي ما بين النهرين
الحلقة 11
لقد ارتكب كتّاب الكنائس الغربية خطأ كبيرا باطلاق تسمية (الكنيسة النسطورية) على كنيسة المشرق. ان كنيستنا لم تكن في يوم من الأيام تابعة للبطريرك نسطور او لفكره عدا بعض اللاهوتيين لا مجال لذكر اسمائهم هنا.
هذا البطريرك كان في انطاكيا (جنوب غرب تركيا اليوم) في القرن 5 للميلاد . كان هناك مفكرون تبنوا فكره ولكن لم تتبناه الكنيسة، بل ان لاهوت كنيسة المشرق ولاهوت الكنيسة الغربية الكاثوليكية بخصوص الرب يسوع هو  جوهريا واحد. وسنجد في القرن 20 كيف ان الكرسي الرسولي يصرح بذلك اكثر من مرة .  ان مشكلة نسطور كانت لغوية ولاهوتية ومن الممكن حلها بروح المحبة لا بلعن الآخرين . هذه اللعنات تم منعها بعد المجمع الفاتيكاني الثاني 1965 ايام البابا بولس السادس واعتبر كل ما يكتب رأي شخصي لا يصح صب اللعنات لو عارض اللاهوت الرسمي.
سبب التسمية
لأنه لم تصلنا كتب عن تاريخ كنيستنا بعد 1316م واعتقد كان آخر واحد المطران عبد يشوع الصوباوي . لذلك عندما جاء الرهبان الغربيون وبعض الرحالة الغربيين الى وادي الرافدين في القرن 13 وما بعده بدأوا يكتبون تدريجيا مقالات وكتب عن كنيستنا للقراء الغربيين (كان هناك رحالة من السويد ومن الدانمرك ايضا). هذا لأن لم يكن هناك اتحاد قانوني او رسمي او شبه رسمي مع روما حتى بعد استنارة الغرب بشروحات البطريرك يهبالاها بعد وصوله سنة 1288 الى روما ولقائه بالبابا نيقولاس الرابع ثم جولته في عدد من الدول الأوروبية ممثلا للملك المنغولي آركون . ولكن هذه كانت مجرد لقاءات في وقت كانت ابرشياتنا محطمة وشعبنا مشتت بسبب هجوم المغول وما بعدهم الذين ذكرناهم في الحلقات السابقة وسيستمر الق*ت*ل والحرق الى القرن 18 (مثل حملة نادر شاه ايران التي سنأتي اليها في الحلقات القادمة).
اذن حتى القرن 15م لم تكن هناك كتابات عن تاريخنا ، ولكن بدأ النشاط الغربي يزداد في القرن 17 وما بعده وسنشرحه لاحقا .
القرن السادس عشر
بدأ بطريرك كنيسة المشرق بنظام الوراثة لخلافته من خلال تكريس ابن الأخ لهذا المنصب حيث استمرت الحالة من سنة 1450 الى 1550 . هذا في وقت كانت الحوارات اللاهوتية بين ممثلي كنيستنا وروما متذبذبة الى سنة 1554.
الشهيد يوحنا سولاقا
وعندما رفض هذا التقليد عدد من المطارنة (اربيل وسلماس واذربيجان) خولوا يوحنا سولاقا رئيس دير ربان هرمزد للسفر الى روما حيث هناك اتحد مع الكرسي الرسولي واعلنه البابا يوليوس الثالث بطريركا على الكلدان ، علما ان البطريرك برماما توفي في 1558+.
جدير بالذكر ان السلطان العثماني اعترف ايضا بالبطريرك الجديد يوحنا.
ولكن  حصلت مشاكل بين البطريرك يوحنا الكاثوليكي مع البطريرك برماما (المسمى من قبل الغرب نسطوري) ومقره في القوش فتوسط امير عمادية الكردي بعد فترة وعزمهم على العشاء ثم ليلا ارادوا التخلص من يوحنا سولاقا فالقوه من جبل عمادية واستشهد بعد ايام.
يتبع

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!