آراء متنوعة

قصة قصيرة / الخليفة النائم..

سيد عبد العال سيد

تداهم الخيول شوارع مدينة الحسين الملفوفة بخيوط السكينة والتي يتحصن بها كت*ائ*ب عباس وهم يدافعون عن الأرض المقدسة بالأسلحة الكرتونية.. فتمزقوا بالسهام النارية على الدرب الموحش عند وقت الغروب.. صليل السيوف عالٍ أفزع الأطفال وتشردتْ النساء إلى مخيمات البيداء ثم يغرقون كنوز الكتب في نهرا لفرات أكواماً كبيرة.. بينما الخليفة بين جواريه اللاتي يتزينِ بالمساحيق الملونة ليرقصنَ له في البهو الكبير ثم تبرز إحداهن نهديها وأخرى تكشف عن ساقيها وهو قابضُ بيديه على كأس النبيذ الذي يسافر به إلى مدن الليل الطويل ، ويخطو إلى غرفته المدهونة باللون الزهري مستريحاً على السرير الفضي.. يطرق الباب الوزير ثم يأذن له بالدخول مولاي.. لقد تزوج الشباب من خيركم ولا أحد جائع ..لا تعكر صفوي هذه الليلة فأنا مشغول بحلي فاتن.. انصرف وهو مبتسمُ فأرسل إشارة إلي قائد الخيول لقد حان الوقت.. تلتف الخيول حول القصر مشعلة النار في العلم ..هرعتْ الحاشية بالفرار إلي البيوت القاصية في كربلاء لتقديم الهدايا إلى الوزير بن العلقمي ..فمات ولي النعم مصلوباً في أعمدة البهو الكبير.. فجأة يعلو صوت يخيف شجاعة الخيول ويدفن كبريائهم إنهُ أذان الفجر فأفاق الأشوريون من مرقدهم رافعين السيوف …

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!