قصة غش امتحاني / الجزء الثاني
قصة غش امتحاني / الجزء الثاني
ضياء المياح
حينما علمت سارانا أنه لن يُسمح لها أن تدخل القاعة الإمتحانية لتكملة الإمتحان بعد أن وجدوها متلبسة بحالة الغش وبعد أن تم تثبيت الحالة بتقرير وأُتخذت الإجراءات الرسمية الكاملة، ذهبت إلى مكتب رئيس الجامعة مستنجدة به ليعيد لها حقها المسلوب وكرامتها المهدورة. أمر رئيس الجامعة أن يتم التحقق على عجالة بالموضوع من قبل عميد الكلية ومعاونه وأحد رؤساء الأقسام. عند الرجوع إلى كاميرات المراقبة المنتشرة في هذه القاعة شأنها شأن جميع القاعات الإمتحانية والمراكز الإمتحانية، أستوثق الجميع إن ما قامت به محاولة غش واضحة لا لبس فيها وبلغت بذلك.
لم تستطع سارانا أن تصدق ما يجري بحقها وهي سارانا التي يعرفها من يعرفها وفخرها الدائم بنفسها وامكاناتها وطالما أوصى بها بعض الأشخاص المهمين من داخل الجامعة وخارجها ومُنحت كثير من التسهيلات طيلة فترة دراستها في الكلية. لهذا قدمت شكواها التحريرية والمتضمنة قيام المشرف على القاعة بالت*حر*ش بها جنسيا وسط القاعة الأمتحانية وأمام الطلاب وأحضرت معها شاهدين من الطلاب الممتحنين في نفس القاعة يؤاكدان كلامها ويدعمان توجهها بتحويل الموضوع إلى نزاع عشائري.
صدرت توجيهات عاجلة للتحقيق في الموضوع، وتم فعلا سؤالها وشاهديها عما جرى. في البداية أكد الطالبان ما أدعته ووقعا معها على أدعاءاتها، وعند التدقيق في الموضوع واعادة السؤال عليهما وكيف رائ كل منهما الأحداث، بينَ أحدهما أنه لم ير اية حالة ت*حر*ش، بل أنه لم يعلم بحالة الغش نفسها لو لا صراخ زميلته سارانا، لهذا فهو يسحب تأييده لإدعائها. طلبت لجنة التحقيق طالبين أخرين لسؤالهما عما جرى، فتبين إنه لم يكن هناك أية حالة ت*حر*ش وانهما لم يعلما بموضوع الغش لو لا صراخ الطالبة سارانا واصرارها على الخروج.
عند أعادة تدقيق الموضوع وفحص الكاميرات لأكثر من مرة، تَوضحَ للجنة التحقيق أن ما تدعيه بعيدا عما جرى فعلا. وهذا الإدعاء كان محاولة منها لتغير موضوع الغش إلى ت*حر*ش جنسي بغية مساومة المراقبين والكلية والجامعة والسماح لها بالعودة إلى الإمتحان أو أعتبارها غير مستوفية في هذه المادة فقط ويمكنها أن تعيد الإمتحان كمحاولة ثانية (الدور الثاني) الذي يجرى في نهاية شهر اغسطس (آب) أو بداية شهر سبتمبر (أيلول) من كل عام دراسي.
أصدرت اللجنة توصيات مشددة بتلبس حالة الغش بشكل لا يقبل الشك وإن إدعاء الت*حر*ش بعيد عن الحقيقة كما إن إستحقاقها للرسوب في جميع المواد ولكامل السنة الدراسية مؤكد بحسب التعليمات الوزارية. فضلا عن إن ما جاء في شكواها بشأن إدعاء الت*حر*ش يسيء إلى سمعة المدرس في الجامعة. أُرسلت نتائج التحقيق والتوصيات إلى رئيس الجامعة الذي صادق عليها وصدر الأمر الجامعي بفصل الطالبة لسنة دراسية كاملة. وحينما أيقنت سارانا بان فرصتها في العودة إلى الإمتحانات أصبحت معدومة وإن سنة كاملة قد فقدتها من فترة دراستها ومن عمرها، أرادت أن تنتقم مما حصل لها وان تحول الموضوع إلى نزاع عشائري أو عائلي ….. للقصة بقية ….
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.