قصة غش امتحاني / الجزء الأول
قصة غش امتحاني / الجزء الأول
ضياء المياح
اكتشف أحدى مراقبات الإمتحانات النهائية في النصف ساعة الأولى من بداية الإمتحان إن هناك طالبة تضع بين أعلى ساقيها أوراق صغيرة (براشيم) وتنقل منها إلى دفتر الامتحان الخاص بها خفية في محاولة منها لعدم بيان ما تقوم به أمام المراقبين الثلاثة الذين توزعوا في القاعة وهم يتحركون في جميع اتجاهات الغرفة التي ضمت 28 طالب ممتحن.
كانت الطالبة سارانا وهذا أسمها سمراء الملامح ذات قوام ممشوق ترتدي بنطالا أسودا وقميصا أسودا ويتدلى على كتفيها شعر أسود طويل تدرس في كلية الأعمال وفي مرحلتها الثالثة في جامعة سيام الخاصة في بانكوك عاصمة تايلند. اقتربت منها احدى المراقبات في القاعة ومن بعدها تمشى المشرف على القاعة وسحبت بهدوء أوراق الغش من بين ساقيها. لم تبال سارانا كثيرا للموضوع اول الأمر، لكن ما أن سحبَ منها رئيس القاعة دفترها الإمتحاني وطلب منها أن تبقى صامتة وساكنة في مكانها حتى وقفت وهي تصرخ في وجهه؛ “أريد أن أخرج .. يجب أن أخرج .. لن أبقى هنا”
أخبرها مدير القاعة بأنه لا يحق لها المغادرة قبل إنقضاء نصف وقت الإمتحان حسب تعليمات وزارة التعليم العالي بهذا الشأن وعليها أن تبقى لأكثر من نصف ساعة أخرى. كانت هذه الطالبة التي مُسكت متلبسة بالغش الإمتحاني ما زالت تصرخ وتتقدم في طريقها إلى الباب والمشرف على القاعة يحاول منعها. تجمع بقية المراقبين حولهما وحاولا أن يثنياها عن الإصرار على المغادرة، لكنها استمرت بالصراخ؛ ” لا أحد يمنعني .. لن أبقى هنا .. يجب أن أخرج” وازداد غضبها وسخطها حتى خرجت من القاعة.
بدأ رئيس القاعة بملء استمارة تقرير الغش الإمتحاني ووقع عليها مع بقية المراقبين في القاعة الإمتحانية وأرسلها إلى القسم العلمي المختص. هنا توالت الإتصالات والزيارات على مشرف القاعة من رؤساء الأقسام العلمية؛ فهذا يطلب منه التأني في كتابة تقرير الغش، وذاك يطلب منه السماح لها بالرجوع إلى القاعة لتكملة الإمتحان وهي تجلس على مقعد قريب من قاعة الإمتحان تمارس عنجهيتها في الصراخ والغضب والتهديد وإنها ستحول الموضوع إلى نزاعا عشائريا أقصد عائليا بعد أن أتهمت المشرف على القاعة بالت*حر*ش بها جنسيا.
بعد إنتهاء الإمتحان وكثرة الحديث في الكلية عن الموضوع والسؤال والتعليق والملاحظة عن هذه القصة وأبطالها من قبل جميع المدرسين والمراقبين في اربعة طوابق من البناية، تجمعت معلومات تفيد بإن هذه الطالبة تعمل في مجلس الوزراء وأنها لا تحضر إلى الجامعة إلا لأغراض الأمتحانات النهائية فقط لا غير. أسمها موجود في قوائم الطلبة لكن دون حضور يومي ولا إمتحانات شهرية ولا مشاركات صفية ولا نشاطات علمية. أسمها في قوائم الطلبة للإمتحانات النهائية فقط وهي تنجح في كل مرة!! كيف؟! الله أعلم ……….. للقصة بقية
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.