مقالات دينية

عمل الروح القدس في الفرد والعائلة

الكاتب: وردااسحاق
عمل الروح القدس في الفرد والعائلة
( ولا تحزنوا روح الله ، الروح القدس الذي به ختمتم ليوم الفداء ) “أف 30:4 ”
الحقيقة الأولى التي يجب أن يفهمها كل مؤمن هي أن جسده مقدس لأنه مخصص لسكنى روح الله فعليه أن لا يسلك بحسب الجسد ، بل في الروح الساكن فيه فعليه أن لا يعمل لشهوة الجسد ، لأن الجسد يشتهي بعكس الروح ، والروح بعكس الجسد . فعلى الأنسان أن يدرك هذه الحقيقة وهي أنه خاضع لقيادة الروح الساكن فيه ،  فعليه أن لا يحزن ذلك الروح القدوس الذي به ختم ليوم الخلاص . فعليه إن سمع صوته أن لا يقسي قلبه ” عب 15:3″ بل أن يعمل بحسب مشيئته كما عمل صموئيل الصغير فقال : ها أنذا عبدك يسمع . والروح القدس يرشد الأنسان الذي يسكنه الى طريق البر والقداسة ويكشف له أسراراً كثيرة منها عميقة جداً تتعلق بذات الله . هذا الروح يبكت العالم على خطيئة ، وعلى بر ، وعلى دينونة ” مت 8:16 ” فيكشف عيوب الخاطئين ليعترفوا بالخطيئة فيعودوا الى الصواب والتوبة . قد يخدع الأنسان نفسه بأنه على حق لكن الروح الساكن فيه يؤنبه لكي يرشده الى الحق . وكما قال الرسول ( روح الحق الذي يرشدكم الى جميع الحق ) ” يو 13:16 ” لهذا من الأجدر لكل مؤمن أن ينصت الى صوت الروح الذي يناديه من الداخل ويتدرب للأصغاء اليه وسماعه لأن ذلك الصوت الألهي لا يشهد إلا للحق ، لهذا لا يقبل من الساكن فيه أن يصم آذانه عندما يؤنبه ، بل أن يستيقظ من سقطته فيصلحها كما يريد الرب .
الروح القدس يجدد المؤمن لهذا دعي روح التجديد ” تي 5:3 ” وهكذا يتجدد لا وبل يعطي الذي يسكنه ولادة جديدة فيصبح خليقة جديدة في المسيح ، وهكذا سيتغيّر كل من يقبل هذا الروح ” 2 قو 5: 17 ” وهذا ما قاله الرب لنيقديموس ( ينبغي أن تولدوا من جديد ) ” يو 7:3 ” أنها ولادة روحية . فالروح خالد أما الجسد فيتجه الى الفساد والزوال . فالمولود بالروح يصبح أبناً لله ، فيتغيّر في صفاته وطبيعته القديمة الفاسدة لأن الروح القدس هو الوسيلة المضمونة لتطهير الأنسان . وهكذا بالنسبة الى العائلة عندما تتم الولادة الروحية فيها فيسكن الروح الواحد في قلب وضمير الزوجين وكذلك بالنسبة الى باقي أفراد العائلة فيصبح كل منهم عضواً في جسد المسيح الذي هو الرأس لجسد كنيسته المقدسة فيعيش الجميع بروح واحد وحسب الآية ( لأننا جميعاً بروح واحد ايضاً إعتمدنا الى جسد واحد وجميعنا سًقينا روحاً واحداً ) ” رو 13:12 ” . فهذا الروح يقود أفراد الأسرة حسب مشيئة الله . وحتى المسيح الأنسان كان يقتاد بالروح ” لو 1:4 ” فإذا كان المسيح خاضعاً لقيادة الروح ، فكم ينبغي علينا أن نسلم ذواتنا الى قيادة ذلك الروح كأفراد أو أسر ، والأنصياع والخضوع لصوته . وهذا العمل هو دليل البنوة لله ( جميع الذين ينقادون بروح الله ، أولئك هم أبناء الله ) ” رو 14: 8 ” ومن تأثيرات الروح القدس في الأنسان هو التغيير والتقديس وقد أبلغنا بأهميته الرب يسوع قائلاً . ( ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويعطيكم ) ” يو 14: 16 ” . فالروح الساكن في العائلة المؤمنة سيجعل كل فرد فيها قدوة للآخرين ، ويصبح نوراً للعالم وملحاً للأرض لهذا قال الرب ( فليضىء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السموات ) ” مت 16:5 ” وهكذا يعلّم الجماعة السلوك الجيد ، ويعلمهم القدوة والأخلاق الحميدة ( حسن أن لا تأكل لحماً ولا تشرب خمراً ، ولا تفعل شيئاً يتعثر فيه أخوك) ” رو 21:14 ” . كذلك ( فلا تهلك بطعامك ذلك الذي مات المسيح لأجله ) ” رو 15:14 ” . هكذا تبرز المحبة الباذلة . وهكذا يجب أن يكون المؤمن ( مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ) ” أع 35:20 ” كما يعلمنا الكتاب أن نتحمل الآخرين ، فيقول ( بكل تواضعٍ ووداعة وبطول أناةٍ محتملين بعضكم بعضاً في المحبة ) ” أف 2:4 ” كما يعلمنا أن نصون ألسنتنا من الخطأ لكي نظهر مشاعرنا وحسن سيرتنا وحقيقتنا للآخرين ، فيقول ( بكلامك تتبرر ، وبكلامك تدان ) ” مت 37:12 ” .
   الروح الساكن فينا هو نورنا ومرشدنا وقوتنا فعلينا أن نتجاوب معه ونفهم أشاراته ولغته وصوته وأن لا نحزنه فنؤجل توبتنا عندما يؤنبنا ونحن لا نعلم متى يكون نداءه الأخير لنا . ذلك النداء الذي يدعونا للأنتقال الى الآخرة . كما لا يجوز أن نقاوم روح الله بالأنشغال عنه بأمور هذا العالم لأن بواسطته نفهم تفسير كلمة الله لهذا قال الرب لرسله ( وأما متى جاء ذلك ، روح الحق ، فهو يرشدكم الى جميع الحق ، لأنه لا يتكلم به ، ويخبركم بأمور آتية ) ” يو 13:16 ” هو الذي يوسع أدراكنا ويقودنا في الدروب الروحية ، فمن غيره نسقط في التجربة وبواسطته نؤمن بأن المسيح هو أبن الله ” يو 26:15 ” ويقنعنا بآلوهية المسيح وحسب قول الرسول ( ليس أحد يقدر أن يقول أن يسوع رب إلا بالروح القدس ) ” 1 قو 3:12 ” والروح القدس هو الذي يمنحنا بالعطايا ” 1قو 12 ” كما يساعدنا في أعطاء الثمار من أيماننا وأفعالنا للآخرين والمتمثلة  بالمحبة ، فرح ، سلام ، طول الأناة ، تعفف ، لطف ، أيمان ، وداعة ، وضبط النفس ” غل 5: 22-23 ” هذه ليست أعمال أجسادنا التي لا تقدر أن تحمل ثمراً للآخرين بل هي بسبب عمل الروح فينا والتي هي وِعود المسيح الظاهرة في حياتنا للعالم ( رائحة المسيح الزكية ) ” 2 قو 15:2 ” . كما أنه يستجاب لطلباتنا التي توافق مشيئته ( إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته فإنه يسمع لنا ) ” 1يو 14:5″ .
عمل الروح في حياتنا هو يومي ومستمر ودائم إذا سمحنا له أن يعمل وإن سلمنا له القيادة في حياتنا فلا نضيع في مطبات هذا العالم ، بل سيقودنا الى باب الخلاص الأبدي ، لأنه السراج الذي ينير دربنا ويصون السنتنا وكما يصفه المزمور 119
( سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي )
بقلم
وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!