الحوار الهاديء

رسالة إلى كل رجُل دين ومعهم السيد صباح هندي ! هذا شنو علاقتك بالموضوع !

في الحلقة السابقة طالبنا بالطلاق لم يتقدم أحدهم بأوراقه ! يمكن رجل الدين له الحق !

اليوم سنضع خُطة جديدة عسى ولعله يتقدم أحدم بأوراق طلاقه !!

مُعضلة رجُل الدين في التعامل مع الرعية هي القضية ( هذا الكلام ينطبق على كل رجال الدين الآخرين ، المختلفين ) ! القضية هي التعامل الفوقي التاريخي . في القرون التي سبقت كان رجُل الدين هو الرب والسيد والملك والرعية بحكم ثقافتها  البسيطة هي الغنيمة الخادمة والمطيعة العمياء ! كما العبيد ! كل شيء مكتوب ورجُل الدين  يعلم المكتوب !وله إتصالاته السماوية ! يعني إس إم إس !

استمرت الفكرة والنظرية العالمية لقرون طويلة ! ولكن النظرية الغير الطبيعية هي التي جعلت رجل الدين يأمن بتلك النظرية الى يومنا هذا . رجُل الدين كالسياسي لم يتعود على الهزيمة لهذا فهو يرفض اي تغير في تلك النظرية ! بينما العالم والتقدم والتطور الذي اعقب اكتشف سذاجة تلك الهفوة ! العالم المعاصر استوعب  النظرية وادرك مخالبها واسرارها الخبيثة فرماها في الزبالة ( اتريد إدوّر عليا روح للقمامة ورجعها ) !

الإنسان ادرك السر ! الفلاسفة قاموا بالنشر ! العلماء  والاساتذة قاموا بالتوضيح ، والإنسان تلقف الصورة والنظرية الجديدة !

هذه كانت مقدمة طويلة وانا اكره البياخة ( المقدمات ) ولكن للضرورة احكام !

ندخل في الموضوع وسوف ادخل إليه من الباب الشعبي البسيط حتى لا نكون بايخيين !

انا تعلمت المهنة والوظيفة ، اعلم بأسرارك ، ادركتُ  خفاياك ، استوعبتُ لعبتك ، اتفهم موضوعك وقصتك ، اكتشفتُ سرك !صحيتُ من نومي ! وجدتُ الصورة واضحة امامي ! ولكنني وإحتراماً لك وللتاريخ لم انسى الماضي ! فهديت وتقبلت ومشيتُ معك ! ولكن هذا لا يعني ابداً بأنك تنسى التاريخ ! لا تتذكر اللعبة ! لا تتذكر الهفوة ! تعتقد بأنني نفس الغنمة الماضية ! ولهذا اتيت وإختصاراّ لوقتك الثمين لأقول لك أنا لست الامس ! انا اليوم احمل الأيفون وهو يخبرني بكل شيء ! رجاء اخير بعد ان وعيت  واستوعبت ما اصبوا إليه !

عود لِرشدك وغيرك اسلوبك وطوّر تعاملك ونظف مخالبك وانت تتحدث معي ! انت لست الإله المقدس القديم وانا لست الغنمة المطيعة ! فأنا افضل وانظف منك ولكنني احترمك للتاريخ لا اكثر ! لا تجعلني اتمرد ! انا احافظ على صلة الرحمة والتاريخ التي بيننا وعليك إدراك وإحترام وتقدير ذلك مني . عليك ان تتعامل معي على ذلك الخط ! على النظرية الجديدة ! على الوضع الحديث ! على الادراك الجديد ! غيّر من مفاهيمك واسلوبك كي لا تخسرني للأبد ! والله فكرة .

اذا لم تستوعب ما اتيت بسخريتي هذه سأئتي لك بالمختصر الشعبي !

انا مو القشمر القديم وانا اليوم اذكى منك واحترمك  لإعتبارات تاريخية وإنسانية ،  ولكن عليك ادراك ذلك ووتعامل معي كشريك  حقيقي وإنسان ذو شأن  راقي وغير لك فسأنقلب واحتقر  وأطرد حتى تلك الاعتبارات التاريخية والإنسانية ! فكرة !!

عاملني بوضوح وبالمثل ،  ولنكن  متساهمين ومتفقين وعادلين ، لنكن مستوعبي  اللعبة والخطوة ! لنتفق على مصالحنا المشتركة ! إنسى هفوةالتاريخ واستبدله بالحاضر الجديد ! أحترم تُحترم ! واضح  قصدي ولا اعتقد هناك  داع للزيادة !  زيادة للبعض الذين يعتبرونني ولدهم الصغير ! أغلبهم هكذا !

ابي انا اعلم بكل المستور وخفاياه فتوقف عن معاملتي كطفل رضيع . لقد كبرت وادركت اللعبة وإحترامي لك كأب هو الذي يقودني على السكوت لتصرفاتك الهوجاء والنرجسية ! عاملني كرجُل واعي ومدرك كي نتفق ونسير في الدرب سواسية . مصيبتك لا زلت تعتقد بأننا في القرن الخامس عشر ! لا يا ابي ، فنحن في القرن الواحد بعد الالفين وفي عصر العولمة والنت ، والذي وضّح لنا كل تاريخ تلك القرون الغابرة ،وكشف لنا خفاياها واسرارها فلا تبقى في تلك الاوهام كي لانخسر بعضنا البعض . هاي وين شطحت ! آسف والله عبالي فلم هندي !

على كل رجل دين ان يعيد حساباته وتصرفاته وتعاملاته مع الرعية كي لا يفقد مكانته واحترامه وهيبته ! قبل قرن او اكثر لم يكن ملحد واحدفي شعبنا المسيحي بينما اليوم ثلاث ارباع  الشعب اضحى ماركسياً والربع الباقي نصفه ملحد والنصف الاخر وجودي !

ورجل الدين لازال يتعامل معي بالفوقية والدونية ! معاملة القرون الوسطى ! اغلب رجال الدين  في العالم ادركوا ذلك واستوعبوا التغيروتواصلوا وتعاملوا مع الواقع الجديد إلا رجال الدين المسلمين والمسيحي الشرقي لهذا نجد كل هذا الار*ها*ب والتنافر والتباعد والتضاد بين النقيضين ! المسألة لم تبقى دينية خالصة يا رجُل الدين ، بل اضحت سياسية ، اقتصادية ، اجتماعية ، مصالحية . إحترامي وتأيدي لك سيكون مرآة عاكسة لمقدار تعاملك وإحترامك لي ولعقلي وظروفي الجديدة . غير ذلك فلا مكان لك بيننا بعد اليوم ، والله فكرة !  

بَس لحد الآن ما افتهمنا شنو علاقة السيد صباح هندي بالموضوع !! !علاقته وبعض من أمثاله يعتبرون في دفاعهم عن رجُل الدين ومحاربة الشعب بأنه امر مقدس وواجب ديني ! أي يضعون أنفسهم في خانة رجال الدين وهُم عنه بعيدون ! ولهذا نقول لهؤلاء السادة بأنكم تخطئون نفس خطأ رجل الدين ! فلا أنت ولا هو معصوم مما أتيتُ به في سخرية اليوم !! هؤلاء يقفون بجانب رجل الدين ضد الشعب كما يقف بعض الأزلام بجانب الدكتاتور  ومهما كان إجرامه ! الشعب أولاً ……

لا يمكن للشعوب المتخلفة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !!!

نيسان سمو  28/08/2021

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!