مقالات دينية

خطة السلام السماوية للعذراء مريم

الكاتب: وليد يلدا
خطة السلام السماوية للعذراء مريم…
وليد يلدا
شخص العذراء فاطيمة زارت دير الشرفة في لبنان مساء يوم الاثنين الموافق 15 حزيران 2015 وتخلله حضور حاشد لرجال الدين والمؤمنون المسيحيون المفعم بالأيمان والرجاء لتحقيق الأمنيات .. لتأمل ظهورات العذراء مريم بمدينة فاطيمة في البرتغال …
الظهورات كما حصلت…
في ربيع يوم الاثنين من عام 1916، قامت كل من لوسي دوس سانتوس (9 سنوات) وابن عمتها فرانسيسكو (8 سنوات) واخته جسنتا مارتو (6 سنوات)، بأخذ خراف إبائهم إلى مرعى في مكان لا يبعد كثيراً عن بيوتهم في جبل قرية (فاطمة) بالبرتغال. على بعد 90 ميلاً شمال (لزبون). بدأت السماء تمطر فبحث الأطفال عن مأوى في الكهف المجاور. فجأة عبر الحقل، ظهرت كرة ضوئية بيضاء، متحركة فوق الفضاء المفتوح أمام الكهف. حدق الأطفال الثلاثة برهبة وهم يشاهدون في وسط الضوء شخصاً صغيراً جميلاً بثوب ابيض متدل.
كانت هذه مقدمة لواحدة من أروع الرسائل التي أعطيت ابدأ من السماء للأرض- خطة السلام لسيدتنا فاطمة. ولهداية الخطأة المساكين، ولإصلاح جميع الخطايا المرتكبة ضد قلب مريم الطاهر. وبينما قالت هذه الكلمات، مدت سيدتنا يديها، فانطلقت أشعة مضيئة منها وكأنها اخترقت إلى داخل الأرض. وفجأة اختفت الأرض ووجد الأطفال انفسهم واقفين على حافة بحر من نار. وبينما هم يحدقون في هذا المكان المفزع شاهد الصغار الخائفون عددا هائلا من الشياطين والأرواح الملعونة. كان الشياطين يشبهون حيوانات سوداء بشعة، وكل منهم ملأ الفضاء بصرخات يائسة. لأرواح. الأرواح الملعونة كانت في أجسامها البشرية وبدت بلون بني تتقلب باستمرار في اللهب مثل جمرات متقدة في فرن. لم يكن يوجد ابداً سلام مباشر او تحرر من الألم. قال الضوء وهو ينظر بشفقة الى الأطفال الشاحبين والمرتجفين: “لقد شاهدتم الجحيم، حيث تذهب أرواح الخطأة المساكين. لأنقاذهم، يرغب اللـه في ان يؤسس في العالم عبادة (أخوية) لقلبي الطاهر. اذا ما فعل الناس بما أقوله لكم، فأن الكثير من الأرواح ستخلص وسيكون هناك سلام.
 
في يوم الأحد 13 أيار 1917، اي بعد ما يزيد قليلا على السنة من زيارة الملاك لأول مرة، كان الأطفال يرعون قطعانهم كالمعتاد. في هذه المرة كانوا في واد قاحل يدعى بـ (كوفادا أريا) اي وادي أيرين، الذي كان على بعد ميل واحد تقريباً من منازلهم. كان الوقت ظهراً والسماء صافية واليوم مشمسا، وفجأة لمع برق في السماء، وتلاه أخر. وخوفا من حدوث عاصفة جمع الأطفال بسرعة ماشيتهم للوصول الى المنزل. بعدها وقع نظرهم على شجرة بلوط صغيرة تقع مباشرة في طريقهم. كان ضوء لامع يرفرف فوق الأغصان العلوية، عندما لاحظوا- أعجوبة الأعاجيب- شكل سيدة جميلة واقفة على قمة الشجرة بشكل ضوة، كانت أقدامها مختفية في سحابة مضيئة. كانت مثل ملاك ولكنها اكثر جمالاً. كانت ترتدي ثوبا ابيضاً طويلاً وغطاء على رأسها وكتفيها وصولاً الى قدميها وكانت حافة الغطاء بلون ذهبي لامع. كانت يداها متحدتين أمام صدرها، ومن جانب يدها اليمنى تدلت وردية فاتنة من اللآلئ البيضاء. وكما وصفتها لوسي فيما بعد “كانت سيدة أكثر تألقاً من الشمس”. بعد ان اخبر الأطفال بأن لا يخافوا، قال الضوء المرئي لهم: “أنا جئت من السماء، أريدكم ان تأتوا هنا وبنفس هذه الساعة في الثالث عشر من كل شهر وحتى تشرين الأول. بعدها سأخبركم من أنا وماذ أريد”. وأخبرتهم أيضا بأن يصلوا صلاة الوردية كل يوم، وان يتحملوا جميع المعاناة التي يرسلها الرب اليهم.
بعد منتصف النهار بقليل حضرت السيدة بظهورها الأخير. أخبرت الأطفال: “انا سيدة الوردية جئت لأنبه المؤمنين لكي يغيروا حياتهم ويطلبوا الصفح عن خطاياهم. بجب ان لا يغضبوا ربنا أكثر من هذا، لأنه قد أغضب بشكل موجع بخطايا الناس. يجب على الناس ان يصلوا الوردية. ليستمروا في صلاتها كل يوم.
كما وعدت الأم المباركة، فقد شاركها فرانسسكو وسجنتا في السماء بعد فترة قصيرة. فالولد الصغير مات بسبب الأنفلونزا في نيسان 1919 وتوفت اخته بسبب ذات الجنب في شباط 1920 قبل موتها، أفصحت جسنتا الصغيرة عن عبارات قصيرة ولكنها رائعة لسيدتنا في فاطمة. وفيما يلي بعض منها “أرواح عديدة تذهب الى الجحيم بسبب خطايا اغراء الجسد أكثر من اي سبب آخر.”
ستظهر بعض الملابس التي ستغضب ربنا بشكل كبير جدا.”
الكثير من الزيجات ليست صالحة، لا تسر ربنا وليست من اللـه.
“يجب على القساوسة أن يكونوا أنقياء القلب، أنقياء جدا. يجب أن لا يشغلوا أنفسهم بأي شيء عدا ما يتعلق بالكنيسة وبأرواحهم. عدم طاعة القسس لمن هم اعلى منهم وللأب القدوس يغضب ربنا كثيراً
ظهر ربنا للأخت لوسيا في عام 1927، وفي هذه المرة أعطاها الأذن للإفصاح عن جزئيين من رسالة فاطمة:-
1-رؤية الجحيم، بضمنها الوعد بأخذ الأطفال الى السماء والتنبؤ بحرب أخرى واستشهاد المسيحيين، وتدمير الشعوب، واضطهاد الكنيسة والأب القدوس وانتشار الشيوعية.
2-عبادة قلب مريم الطاهر. كل هذا سرا في السابق.
في عام 1929 جاءت سيدتنا مرة اخرى. أكملت وعدها المقطوع في الثالث عشر من تموز بالمجيء وطلب تكريس روسيا لقلب مريم الطاهر والمشاركة في القربان للصلاح في أيام السبت الأولى. “لقد جاءت اللحظة التي يطلب فيها اللـه من الأب القدوس، وبالاتحاد مع جميع أساقفة العالم، تكريس روسيا لقلب مريم الطاهر، واعدا بخلاصه بهذه الوسيلة. يوجد الكثير جدا من النفوس التي تدينها عدالة اللـه بسبب خطاياها المرتبكة ضدي، والتي جئت انا لأطلب لها الصلاح: ضحي بنفسك من اجل هذه النية وصلي”. لو لبى الناس نداءاتها، لهدأت روسيا وعم السلام.
ما زال جزء من رسالة فاطمة مجهولا ولم يكشف النقاب عنه ابدأ. قبل عام 1950 كتبت الأخت لوسيا هذا السر ووضعته في ظرف وأغلقته وأعطته الى اسقف فاطمة لكي يفتح في عام 1960. (ملحوظة الناشر: في عام 1960 تم فتح هذه الرسالة وقرأت محتوياتها من قبل البابا يوحنا الثالث والعشرين. في ذلك الحين قررت السلطات الكنسية عدم الإفصاح عنها للعامة. ما من أحد في السلطة قال انه سيفصح عن هذا السر للعالم ابداً بل ان الرسالة ستفتح فقط في عام 1960). في ليلة الخامس والعشرين من كانون الثاني لعام 1938، وقفت لوسيا عند شباك ديرها ورأت توهجا احمر مشؤوما أضاء السماء بكاملها، تمت رؤية هذا الضوء في أنحاء اوربا وأفريقيا وجزء من امريكا واسيا. حاول العلماء تفسيره كواحد من أعظم الظواهر غير المألوفة للشفق القطبي الشمالي أو الإضاءات الشمالية، ولكن الأخت لوسيا عرفت بأنه كان العلامة العظيمة التي أخبرت عنها سابقا سيدتنا في 13 تموز 1917 وان عقاب العالم كان وشيكا. بعد بضعة أسابيع، غزا ه*ت*لر النمسا مشعلا بذلك الفتيل الذي وضع العالم في نار. وهكذا بدأت حرب أخرى وأسوأ في عهد البابا بيوس الحادي عشر، كما تنبأت بها أم اللـه في فاطمة.

..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!