آراء متنوعة

حب الدنيا رأس كل خطيئة

الحاج صادق سعدون البهادلي

قال الامام علي عليه السلام (حب الدنيا رأس كل خطيئة) وهي عبارة قصيره في لفظها عظيمة في معناها تختصر نظرة الإسلام إلى الدنيا ومكانتها في ميزان القيم الروحية والأخلاقية أن الدنيا دار ابتلاء وليست دار بقاء ولقد خلقها الله سبحانه وتعالى لتكون معبرا لامستقرا فهي الحل الذي يزرع فيه الإنسان عمله ليحصده في الاخره فمن أحب الدنيا واعرض عن الاخره فإنه يسلك طريق الغفله والضلال ويجعل شهواته ومصالحه الماديه فوق المبادئ والقيم فيقع في الخطايا تباعا من الطمع إلى الكذب إلى الظلم إلى البخل والكبر وسائر المعاصي حب الدنيا لايعني السعي المخلص في العمل أو طلب الرزق الحلال بل هو التعلق الشديد بها والركون إليها بحيث تصبح غاية بدل ان تكون وسيله فالإنسان قد يفتن بالمال أو الجاه أو المنصب فيجعل الدنيا همه الأكبر فينسى الموت وتضعف مراقبته لله فتنفلت جوارحه إلى المحرمات.

وقد جاء في القرآن الكريم التحذير من الانغماس في الدنيا على حساب الاخره حيث قال في محكم كتابه الكريم (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطره )ال عمران ١٤ .لكن الله عزوجل يذكرنا بعد ذلك أن الله عنده حسن المآب اي ان الخير الحقيقي والراحه الدائمه في الرجوع الى الله ورضوان لذلك فإن الزهد الحقيقي لايعني ترك الدنيا بل يعني امتلاكها من غير أن تملك القلب فالمؤمن يعمل ويزرع ويبني لكنه لايجعل قلبه أسيرا للمال أو الشهره أو الملذات بل يبتغي من عمله لوجه الله تعالى حيث ذكر الدنيا في حديث للرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم قال (أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )إشارة إلى أن المؤمن يرى الدنيا محطة عبور لامواطن استقرار وهناك دروس نستلهمها من هذه المقوله عسى أن تنفعنا في حياتنا منها ضرورة الزهد القلبي لايعني الزهد ترك العمل والكسب بل يبقى القلب معلقا بالله وان يكون المال والجاه في اليد لا في القلب.

ودرس أولوية الاخره يجب أن تكون الاخره هي الغايه الكبرى التي توجه تصرفات الإنسان فلايبيع دينه بعرض زائل من الدنيا ومنها ايضا هو الحذر والفتن والتعلق بالدنيا يفتح باب الطمع والحسد والظلم مما يؤدي إلى انهيار القيم وتفشي الفساد واخر درس هو التوازن في العيش أن الإسلام يدعوا الى الاعتدال فيجمع بين العمل للدنيا والعمل للاخره دون افراط أو تفريط.

أن ماقاله الامام علي عليه السلام في مقولته بمثابة جرس انذار دائم لكل مؤمن بأن يراقب قلبه ونياته ويجعل من الدنيا وسيلة لاغاية فحين يتحرر الإنسان من عبودية الدنيا يعلو مقامه عند الله وتسموا أخلاقه في التعامل مع الناس وفي الختام أن حب الدنيا استقر القلب أنه يفسد العقل والدين ويفتح ابواب الخطايا أما إذا جعل الإنسان الدنيا وسيله للاخره عاش سعيدا متوازنا يجمع بين السعي في الأرض والتقوى بين العمل والذكر بين الحق والرحمه فليكن حب ودار الاخره هو الذي يقودنا لاحب الدنيا الذي يضلنا نسأل الله يحفظكم العراق وشعبه الغيور.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!