توما الرسول مبشر مانكيش وشفيعها ܬܐܘܡܐ ܫܠܝܼܚܵܐ
بقلم / وردا إسحاق قلّو
توما أو ( يهوذا توما ) هو أحد الرسل الإثني عشر ، ومعنى إسم توما هو ( التؤأم ) ” يو 16:1″ . ذكر إسمه في كل الأناجيل وخاصةً إنجيل يوحنا الذي ذكره في أربع مواقف . كما تم ذكره في سفر أعمال الرسل .
تحتفل الكنيسة الكلدانية بعيد مار توما يوم 7- تموز ، وأهل مانكيش يحتفلون بعيده كل عام ، بعد المشاركة في القداس الإلهي وسماع سيرة القديس في الوعظة . بعهدها تنطلق العوائل خارج البلدة ليقيموا مهرجاناً له يسمى
( شيرا دمار توما ) . يجتمعون في أسفل جبل مانكيش أمام ( كلي مار توما ) الذي يحتوي على مزاراً في منتصف الجبل .
بسبب حرارة الجو في شهر تموز يحتفلون بهذا العيد في أيام الربيع . بعد إحتفالهم بعيد شفيعهم ( مار كوركيس ) في 23- نيسان ، وعيد شفيعة المقبرة ( مارت شموني ) الذي يصادف يوم 6- أيار . بعد ذلك يحتفلون في تلك الأيام الربيعية بعيد شفيعهم الثالث مار توما في يوم 20 أيار . ومهرجان هذا القديس يختلف عن مهرجان مار كوركيس ومارت شموني ، ولكل من الثلاثة موقع خاص للإحتفال به . فمار كوركيس يحتفلون بعيده في ساحات مركز مار توما . والقديسة شموني في غابة المقبرة التي فيها مزاراً للمصلين وفسحة لإقامة القداس الإلهي . وبعد ذلك ، وفي تلك الأيام الجميلة واللون الأخضر يكسو ربوع مانكيش ومحيطها من جبال وتلال وسهول ووديان ، في ذلك الجو والمناخ الرائع يتم الإحتفال بعيد مار توما بذهاب العوائل إلى مناطق الكروم القريبة من ( كلي مار توما ) فتنتشر تحت الأشجار أو ينصبون مظال ليعيشوا ذلك اليوم فرح العيد مع بعضهم بالمحبة والفرح ، كما يتوافد عدد كبير من العوائل من دهوك ومن القرى القريبة ، وتم في السنين الأخيرة تشييد مَعبَر على النهر ليسهل العبور بالسيارات ، كما تم فتح الطريق لها للوصول إلى القلاية المعروفة بإسم القديس .
ما علاقة أهل مانكيش بالرسول توما ؟
صومعة مار توما في جبل مانكيش ، وصور لأشكال منحوتة في الصين / الصوَّر منشورة على غلاف مجلة الفكر المسيحي
يمكن القول إن مانكيش تعد من المناطق الأولى التي إختارها مار توما عند دخوله إلى أرض الرافدين ، ومنها انطلق للتبشير لنشر الإيمان المسيحي في البلاد . وذلك لوجود إشارات تاريخية على مرور مار توما في المنطقة وتحديداً مانكيش . ولهذا القديس صومعة جميلة باسمه شخصياً في جبل مانكيش ، وصومعته هي الأجمل بين صوامع كثيرة في جبل مانكيش المنحوتة من قبل نحاتين محترفين نحتاً هندسياً غائراً ودقيقاً . فبعد التسلق على الصخرة وعلى أرتفاع متران يصل المتسلق إلى الباب الذي أرتفاعه 80 سم وعرضه 50 سم . يجد في الداخل فسحة مربعة للجلوس ، وحولها من الجهات الثلاث يوجد ثلاث مقاعد على شكل أسِّرة حجرية في نهايتها مخدة حجرية ، وبعد كل سرير تأتي حجرة منحوته على شكل قوس ، كانت تستخدم لوضع الأمتعة ، وبعدها تأتي حجرة أخرى صغيرة كانت تستخدم لوضع الكتب المقدسة . الصومعة منحوتة داخل صخرة ضخمة وعالية وأمام الصومعة قوس حجري يحمي الصومعة من دخول الأمطار والثلوج والرياح ، وفي أرضيته ، أمام الصومعة مساحة كبيرة للجلوس . ، الآن تستخدم كمزار لإستقبال المؤمنين والواقعة في منتصف سفح الجبل مقابل بلدة مانكيش .
السيّد ( بيير بيرييه ) باحث فرنسي ، وعضو الأكاديمية العلمية الفرنسية في باريس . قدم بحثاً ذكر فيه كهف مانكيش ، وفي تقريره بيّنَ بأن كرازة مار توما الرسول تنحصر بين قوسين ، أو بين كهفين تحمل إسمه ( أولها قلاية مانكيش في شمال العراق التي تعتبر نقطة الإنطلاق إلى بلاد النهرين ومن ثم إلى بلدان الشرق الأدنى . وكهف آخر بإسمه أيضاً يوجد في الصين ) ، كما يوجد مسلة ( سين نغان – فو ) بالسريانية والصينية أكتشفت قرب بكين تعود إلى عام 635م . مار توما نزل من مانكيش لتبشير أهل الموصل وكذلك مدن وقرى سهل نينوى ، أسس فيها كنيسة المسيح ، ومنها أستمر التبشير نحو الجنوب على يد التلميذ مار أدي وتلميذه مار ماري .
رأى مترجم المقال المنشور في مجلة الفكر المسيحي العدد ( 477-478 ) لعام 2012 والذي زار الكهف وصَوَّرهُ ، ونشر صورة الكهف إلى جانب المنحوتات الصينية الأخرى في كونغ وانغ شان التي تعود إلى القرن الأول للميلاد . تم نشر تلك الصوَّر في الغلاف الخلفي لتلك المجلة . أضاف المترجم الذي لم يكتب إسمهُ و هو رئيس تحرير المجلة ( الأب ” المطران ” يوسف توما ) الذي سمى اسم الموضوع الذي يتكون من سبع صفحات ب ( ملف تاريخي ) كتب في الصفحة السادسة ( أما توما فلديه باسمهِ كهفان واحد في الصين ، والاخر في شمال العراق في قرية مانكيش ) . كما قال مانكيش كانت منطلِقِهِ لتأسيس كنيسة نينوى . وفي حاشية المجلة كتب ما يلي : يعني أن إسم مانكيش بالآرامية ” ذاك الذي لمس “ وقد قام مترجم الملف ” أي سيادة المطران ” بزيارة كهف مار توما في مانكيش وتصويره . وصف صومعة مانكيش ، أو الكهف كالتالي ” فيه مصطبتان تتسعان لستة تلاميذ ، إلى جانب مقعد للمعلم “ . لم يكتفي المطران مار يوسف توما المهتم بهذا الموضوع بتلك الزيارة وبذلك النشر بل زار مانكيش مرة أخرى وقدم محاضرة خاصة بمار توما في قاعة كنيستها في عام 2012 ، وقال بأن الرسول توما دخل من سوريا إلى العراق ولجأ إلى مانكيش ومكث فيها ثلاث سنوات ، وله قلاية بإسمه ، وكذلك عقاراً يسمى بإسمه أيضاً . كان في الشتاء يذهب إلى الموصل للتبشير وكانت موصل تشتهر في تجارة الحرير فكانت تزدحم بالزوار الأجانب فكان للرسول فرصة للتبشير بأسم المسيح لتلك الحشود . أما في الصيف فكان يعود إلى صومعته في جبل مانكيش وهناك كان يدخل في رياضة روحية ليسمع صوت الرب في داخله . وبعد ذلك إنطلق إلى بلاد فارس ومنها إلى الهند . إلتقى سيادة المطران بأحد كهنة الهنود فقال له الأخير ، في الهند يوجد منطقة إسمها مانكيش ، وهي من المناطق التي بشر فيها مار توما ، وعاش فيها . وَعّدَ سيادة المطران الحاضرين في محاضرته لأن يأتي مرة أخرى إلى مانكيش ليسرد لهم المزيد من المعلومات الخاصة بالموضوع .
يَكّن مسيحي الهند في منطقة ملبار حباً كبيراً لمبشرهم مار توما ، وكنيسة الهند كانت تابعة لكنيسة المشرق العراقية بشطريها ( الكلدانية والآشورية ) وما تزال بعض طقوسهم تقام باللغة السريانية . قد يكون إسم مانكيش مشتق من هذا التفسير ( مَن كِشلي ) كناية إلى موضوع إيمان توما الذي علقه بشرطين هي : أن يرى ويلمس جروح السيّد .
أقام مار توما كنائس في الهند فيها نقاط متشابهة تحمل بصماته ، وأربعة منها في الصين وهي :
أحد الكنائس في بلاد الهند
1- في ميناء ( لوو يانغ ) . 2- خوزو . 3- كايفينغ 4- قرب العاصمة ( خيان ) يوجد كنيسة ودير يقال إن فيه أنجزت في عام 67م أول ترجمة للكتاب المقدس باللغة الصينية على طلب من الإمبراطور نفسهُ . بعد ذلك غادر توما الصين عائداً إلى الهند وإستشهد فيها عام 68م . لكن بعد مغادرة توما حدثت إضطرابات على الكنيسة الفتية فيذكر تاريخ الصين قيام الإمبراطور بق*ت*ل أخيه الأمير المسيحي ( ينغ ) بعد أن أتهم غدراً أن لديه أطماعاً سياسية ، لعل السبب كان خوف البلاط من سيطرة المسيحيين . إلا أن الإمبراطور ندم بعد ذلك وقدم إعتذاره إلى أم الشهيد وأرملته . بالرغم من ذلك ، بعد عصر الإمبراطور وإبنه ( مينغدي ) عصراً ذهبياً لسلالة إلهان ( من 206 ق.م -220 م ) فالسلام السائد أوصلها حتى منطقة طاريم في عام 74م ، إلا أن الحرب بقيت مشتعلة بين الكوشان والفرثيين ما أخر الإستفادة من عودة السلام حتى بداية القرن 2م . لذا نلاحظ في عام 142م وصول مبعوث مسيحي فرثي إلى كنيسة الصين ومعه أسفار جديدة ونصوص جاء بها مباشرة من نينوى ، فضمت إلى بقية نصوص العهد الجديد الآرامية ، لعلها كانت كتابات يوحنا الأخيرة كما ستفرح كنيسة الصين بوصول كاهنين من بين النهرين بين عامي 156( – 157م ) وفي عام 166م بعث الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس سفارة دبلوماسية إلى الصين .
مار توما والمسيح
كان توما احد رسل المسيح من منطقة الجليل ، وكان محباً وغيوراً لسيده ، لهذا أظهر محبته له عندما عارض قول المسيح عندما عزم الذهاب إلى بيت عنيا لإقامة لعازر ، كما إعترض باقي التلاميذ معه بقولهم ( رابي ، منذ قليل حاول اليهود أن يرجموك ، أفتعود إلى هناك ؟ ) ” يو 8:11 ” ظن الجميع أن يسوع كان يقصد برقاد النوم ، فلا داعي للمخاطرة في الذهاب ، لكن عندما قال يسوع صراحةً بأن لعازر مات ، فقال توما للتلاميذ رأيه الخاص الذي عبَّرَ فيه عن صدق محبته ووفائه وخوفه على يسوع ، قال ( لنمضى نحن ايضاً لنموت معهُ ) ” يو 16:11 ) .
في مساء اليوم الأول من قيامة المسيح ظهر للتلاميذ العشرة والأبواب مغلقة ، سلم عليهم وأراهم يديه وجنبه بغياب توما ، ثم نفخ فيهم وقال ( خذوا الروح القدس … ) ” يو 22:20 ” . في الأحد الثاني حضر أيضاً وكان توما موجوداً لكنه لم ينفخ فيه الروح القدس . وذلك لأن الروح الذي نفخه على التلاميذ العشرة وصل إليه أيضاً أينما كان ، كما حل الروح الذي أخذه الله من موسى ووضعه على الشيوخ السبعين الواقفين أمام خيمة الإجتماع بغياب أثنان وهما ( الداد وميداد ) لكن الروح حل عليهما فتنبأ في المخيّمْ . ( عد 11: 25-26 ) .
إشتهر توما بموقف خاص عندما إعلن بعدم إيمانه بالمسيح القائم رغم شهادة التلاميذ العشرة له . فقال لهم معارضاً ومتحدياً بإصرار ( إن لم ابصر في يديه أثر المسامير وأَضع يدي في جنبه لا أؤمن ) نجد في هذا الرأي أيضاً فوائد وهي أن التلاميذ لم يكونوا سذَج كما يتهمهم البعض ويصدقون كل ما كان يقال لهم ، بل كانوا يتحققون بجد ليتأكدوا من حقيقة الأمر . أذاً كان هناك فوائد في شكوك توما التؤأم . فعلاً كان تؤأم في مواقفه ، محباً ليسوع ، وشكاكاً لا يؤمن بالخبر بسهولة بسبب الحب الذي كان يمتلكهُ لسيده ، لهذا كان يروم البحث للوصول إلى الحقيقة ليقتنع فيجعل إيمانه قوياُ لا شك فيه ، وقد وصل إلى هذا الهدف . إي إلى الحب الحقيقي الذي هو المسيح ، فكان محقاً في مواقفه ، ويسوع لم يرفضه أو ينتهرهُ بسبب شكه لأنه يعلم عن إيمانه وحنانه ومحبته له . لهذا وهبه الإيمان فتحدث معه بلطف ، ونزل عند طلبات توما وشروطه فألزمه بأن يضع أصبعه في أثر المسامير ، كذلك بأن يضع يده في جنبهِ . لكن بكلامه اللطيف جعل توما الغير المؤمن مؤمناً فتنازل من شروطه لأنه تيقن بأن ما سمع وما يراهُ هو حقيقة . قال له يسوع ( لا تكن غير مؤمن بل مؤمناً ) فأعاده إلى دائرة الإيمان وحرره من شكوكه . وبعد ذلك قال ( طوبى للذين لم يروا ويؤمنوا ) فالإيمان لا يحتاج إلى شروط ولا إلى آيات ، فكل الأجيال الذين جاءوا بعد المسيح آمنوا دون أن يروا أو يلمسوا أو يشاهدوا معجزات . هؤلاء جميعاً تشملهم تلك الطوبى .
صورة لمار توما يلمس جروح المسيح . مثل هذا الرسم لا يتفق مع النص الإنجيلي ، لأن توما لم يلمس جروح المسيح ولم يضع أصبعه في جنبه كما في هذه الصورة .
فرح توما وصرخ ليعلن إيمانه الذي فاق إيمان التلاميذ كلهم ، فقال ( ربي وإلهي ) أي إعترف بلاهوت المسيح وبقيامته ، لم يلمسه ، لأن لا يجوز أن يلمس الجسد الممجد . نطالع في إنجيل متى هذه الآية ( .. فتقدمتا وأمسكتا قدميه ساجدتين له .. ) ” مت 10:28 ” . لكن علينا أن نبحث عن المزيد لكي نصل إلى الحقيقة . فنص واحد من الإنجيل قد لا يتمم معناه ، بل نصاً أخر يكمل المعنى والتفسير ، لهذا نجد التكملة في إنجيل يوحنا الذي يقول ، أن المسيح منع مريم من لمسه ، فقال لها ( لا تمسكيني ، إني لم أصعد بعد إلى أبي .. ) ” يو 17:20 ” .
ومن مواقف توما مع المسيح في يوم خميس الأسرار ، قال له ( يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نعرف الطريق ) قال له يسوع ( أنا هو الطريق والحق والحياة ) .
الموقف الأخير الذي إلتقى توما مع المسيح كان على بحيرة طبريا عند عودته مع التلاميذ من الصيد الفاشل ، فأمرهم يسوع ليلقوا الشبكة على اليمين وفيجدوا .
ظهرت في القرنين الأولين أناجيل عدة أعتبرتها الكنيسة كتب مُحرفة مَنحولة وغير قانونية نُسِبَت إلى الرسل أو إلى التلاميذ ، منها إنجيل بطرس الذي يتكون من (60 ) آية . وإنجيل العبرانيين ، والمصريين ، والناصريين ، وإنجيل الأبيونيين المعروف بإنجيل الأثني عشر ، إضافة إلى الرسائل المنحولة . وأناجيل هرطوقية ، منها : إنجيل يهوذا . إنجيل برثلماوس ، برنابا . وهناك أناجيل خيالية تروي طفولة المسيح وأهله : أنجيل يعقوب ، متى المنحول ، قصة طفولة يسوع لتوما ( وهي غير إنجيل توما الغنوصي ) .
الخارطة التالية تبين مسار توما من شمال العراق إلى بلاد فارس ثم الهند . أما المسار الثاني بعد عودته من الأراضي المقدسة فكانت عودته من مصر إلى منطقة ملابار في الهند .
نسأل ونقول هل كان لتوما الرسول إنجيلاً في الهند عندما بَشّرَ وأعلن البشارة هناك ؟
بعد موت وإنتقال مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد ، وبقوة الروح القدس حضر جميع التلاميذ في يوم جنازتها عدا الرسول توما الذي كان بعيداً فتأخر في الوصول بحسب التقليد السرياني ، لكن عند عودته في الطريق رأى الملائكة يحملون العذراء إلى السماء فطلب منها علامة ليثبت حقيقة إنتقالها إلى السماء بالنفس والجسد ، فأعطته زنارها ، ويعتقد بأنه ذات الزنار المحفوظ في كنيسة حمص السورية الأرثوذكسية . بعد وصول توما طلب من الرسل فتح قبر العذراء لتبارك منه ، فلما فتحوا القبر وجدوه فارغاً فظنوا بأن اليهود قد سرقوه ، لكن خرجت من القبر رائحة زكية للبخور ، فلما رأى توما الحزن على وجوه الرسل بشرهم بالحقيقة ، فروى لهم الرؤية ، وكشف لهم عن الزنار الذي كان دليلاً منها له فعادوا من هناك فرحين . ويوجد إنجيل منحول بإسم مار توما إكتشف بالقرب من نجع حمادي المصرية في ديسمبر 1945 ضمن العديد من المخطوطات المكتشفة على الأراضي المصرية . نسأل ونقول ما علاقة مار توما بمصر ؟ يعتقد بأن عودته إلى الهند من الأراضي المقدسة بعد زيارته لقبر العذراء كانت عن طريق مصر – البحر الأحمر ومنها إلى الهند بحراً وبحسب الخارطة التالية فهل مكث فترة في مصر قبل مغادرته إلى الهند فدون له الآخرين ذلك الإمجيل المنحول المكتشف على أرض مصر ؟
في البداية ومنذ مغادرته أرض الرافدين إلى بلاد فارس وصل توما إلى الهند براً حيث عمل خادمًا لدى أحد أصدقاء الملك لوقيوس . وبينما هو في القصر، راح يبشّر حتى آمن أهل بيت لوقيوس بالله. لم يعجب ذلك الملك، وبدأ يعذّبه ويجلده . ولمّا رأت امرأة لوقيوس ما حصل ، سقطت ميتة ، إنّما توما شفاه الربّ . أتاه لوقيوس حينها قائلًا له : « ان أقمْتَ زوجتي ، آمنتُ بإلهك ! » عندئذٍ ، أقامها توما من الموت باسم يسوع . لمّا أبصر زوجها ما حدث ، سجد للمسيح مع معظم أهل المدينة ، كما عمّدهم الرسول ، وبنى أيضًا كنيسة ، وعيّن فيها أسقفًا ورسم كهنة ، ومضى إلى مدينة قنطورة مبشّرًا بالمسيح .
بعدئذٍ ، جاء إلى مدينة بركيناس وغيرها ، ناشرًا الإيمان فيها ، فرمى الملك به في السجن . ولمّا وجده يعلّم السجناء طريق الربّ يسوع ، أخرجه وعذّبه من دون رحمة ، ومن ثمّ قطع رأسه ، فنال إكليل المجد ودُفِنَ في مليبار، ونُقِلَ جسده إلى الرها شمال أرض الرافدين .
صلاته تكون معنا ، ولربنا يسوع المجد الدائم
توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” رو 16:1″