تعليقًا علي رسالة القائد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة
تعليقًا علي رسالة القائد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي إلي البرلمان الكيني:
أتت الرسالة التاريخية التي توجه بها سيادة القائد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي إلي البرلمان الكيني في وقت دقيق جدًا من تاريخ السودان المعاصر، والذي حققت قواته المسلحة بكافة تشكيلاتها العسكرية تقدمًا ملحوظًا في محاربة الار*ها*ب وتحرير الولايات المحتلة سابقًا وحماية المدنيين من إعتداءات تلك المليشيات المتمردة ويقف من خلفها الشعب وقواه الوطنية الحية الحالمة بسودان ناهض يسوده السلام والإستقرار، وبينما ندخل مرحلة جديدة من معركة الدفاع عن الحرية والكرامة الإنسانية وصيانة الوحدة والسيادة الوطنية نقف لتأكيد وصفنا لما يجري في السودان علي أنه إستعمار خارجي مكتمل الأركان، ويجب أن لا يُنظر للأمن السوداني بمعزل عن أمن المنطقة “الآفروعربية” برمتها لا سيما في ظِل تصاعد وتوسع المشكلات السياسية والأمنية من حولنا مع إنتشار ظاهرة التدخل السلبي في شؤون الدول، وكل هذه الأمور تتطلب من الجميع عدم الحياد أو الإنحياز للزيف والصمت حيال الحقائق المجردة في الأزمة السودانية، وكذلك البحث الحميد عن وسائل قانونية لتأمين إستقرار وإزدهار المنطقة بدلاً رعاية إجتماعات جماعات ار*ها*بية تنشط في تأجيج الصراعات.
تزامنت رسالة سيادة نائب الرئيس إلي برلمان كينيا مع تزايد الحملة الإنتقامية والإنتهاكات الجسيمة والموثقة التي تمارسها مليشيا الدعم السريع الار*ها*بية والممولة من قِبل الحكومات الإستعمارية لق*ت*ل وتشريد المدنيين الأبرياء في القرى والمدن والعاملين في الحقل الإنساني بمخيمات النازحيين المستباحة في دارفور وغيرها من الجرائم المستمرة بمختلف المواقع، وتواجه هذه المليشيا إتهامات مسنودة بدلائل من لدن الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والعديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية التي إستنكرت جرائمها البشعة؛ فلا مناص البتة من فضح وإدانة وتجريم ومحاسبة مليشيا الدعم السريع فيما إرتكبته من فظائع، وهنا يتساوى في تحمل وِزر الجُرم كل من يدعم ويمول أنشطة تلك المليشيا الار*ها*بية، ولا ينبغي أن يصمت العالم في إنتهاك المواثيق والأعراف الدولية بهذا الشكل المفضوح، ومن الأسلم للجميع وقف هذه المسرحية المكشوفة قبل دمار السودان والمنطقة بأكملها.
أكدت رسالة القائد مالك عقار للبرلمانيين الكينيين أن الحكومة السودانية تأمل في وقوفهم الجاد مع خيارات إحترام حقوق الإنسان وحفظ سيادة الدول والإمتثال للقانون الدولي وتعزيز الوحدة الافريقية، وأن حكومة دولة السودان ترفض بشدة إستضافة دولة كينيا إجتماعات وأنشطة الجماعات الار*ها*بية المعادية للبلاد وشعبها في الفترة الماضية، وأن تشكيل ما يسمى “حكومة موازية” من داخل الأراضي الكينية يعتبر عملاً معاديًا لا شك في ذلك، وهذا العمل الغير حميد سيزعزع الإستقرار السوداني، وينبغي أن لا يسمح البرلمان الكيني باستمرار مثّل هذه الممارسات الخاطئة التي ستشوه تاريخهم وتدمر بلادنا وتشجع الار*ها*بيين علي إرتكاب المزيد من الفظائع الم*روع*ة ضد المواطنيين عبر شرعنة الار*ها*ب في السودان.
فتحت رسالة نائب رئيس المجلس السيادي الإنتقالي المُرسلة إلي البرلمان الكيني حوار سياسي وإعلامي وقانوني “سودانوي وآفروعربي” حول التحولات السياسية والدبلوماسية والقانونية في عالم مضطرب وشديد الإظلام؛ إضافةً إلي تجديد دق ناقوس الخطر ورفع درجة حساسية القضية عند السودانيين والأفارقة وكافة المهتميين حول العالم، ولا يحتاج الأمر إلا لإظهار الشجاعة في مواجهة المشكلات وحلحلتها من خلال آليات القانون والحوار والتعاون الدولي، وأن ما حدث من كينيا والحكومات التي تقف خلف مؤامرة الإستعمار الإستيطاني والإستبدادي هو فضيحة القرن في قارة افريقيا، وهذه الكارثة لن ينساها شعبنا، ونفتح الآن نوافذ قضيتنا أمام أعين المفكرين والساسة وقادة المجتمعات والدول وجميع شعوب ومؤسسات الإقليم والعالم ولن تغلق أبدًا إلا بتحقيق العدالة للشعب السوداني، وتحفز هذه القضية علي إستنهاض الهمم في العالم بغية مناهضة كل أشكال التهرب من تنفيذ إلتزام المواثيق والمعاهدات الإقليمية والدولية التي يهدف إبرامها للحفاظ علي إستقلال الدول ومنع إستغلال الأزمات في قهر الشعوب.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.