النتيجة محسومة لصالح ايران واس*رائ*يل
النتيجة محسومة لصالح ايران واس*رائ*يل
د . فاتح عبد السلام
هذه معركة ذات توقيت سياسي وعسكري خاص، ليست حرباً مهما وصفوها بالحرب، مادامت محصورة في تبادل القصف الجوي الذي لن يحسم النتيجة لصالح طرف ضد اخر، لكنه سيظهر نتائج مؤثرة جلياً في المعنويات والقدرات العسكرية والاقتصادية ومن ثم في النفوذ الاقليمي.
لا يوجد هدف معلن يخص اسقاط النظام في إيران، حتى لو كان هناك مخطط كامن ومصاحب لتحرك قوى الداخل في احداث انقلاب من خلال الاذرع العسكرية القوية، ذلك إنّ الزخم الشعبي لن يكون كبيرا في دعم انتفاضة التغيير، كون أداة التغيير المباشرة إ*سرائ*يل*ية، اذ ثمة نقطة التقاء شعبية بدرجة او اخرى حول رفض هذا النوع من ادوات التغيير. غير انّ توسع الحرب ونزول قوات اجنبية على الأراضي الإيرانية مع قصف جوي من نوع آخر له هدف سياسي، قد يفضي الى نتيجة مختلفة، وهذا الاحتمال لا تدعمه الولايات المتحدة حتى الساعة، بل انها لا تزال تدعو إيران للعودة الى طاولة المفاوضات.
إيران ذات مساحة واسعة كأنها قارة صغيرة، وعدد نفوسها ثمانية اضعاف عدد الإ*سر*ائي*ليين في اقل تقدير، وفوق ذلك يحكمها نظام شمولي مستعد لدفع مئات الآلاف من المعبأين عقائديا على طريق الذبح من اجل ولاية الفقيه، كما كانوا يدفعون عشرين أو ثلاثين ألف مقاتل من الباسيج والجيش والحرس الثوري ضد نقطة صغيرة فيها مائة جندي عراقي أو أقل في أيام الحرب مع العراق بين 1980 و1988، ولا أحد يكترث لإبادة تلك الاعداد سواء احتلت الهدف العراقي او لم تحتله. هل تستطيع إس*رائي*ل ان تضحي بعشرين ألف جندي أو مدني دفعة واحدة، وهل يمكن ان تعمل على وفق هذه النظرية؟ بالتأكيد ان إس*رائي*ل تعرف موازين القوى وقد رسمت خططها من باب التفوق التكنولوجي والخروق الاستخبارية التي أصبحت فضائح في إيران بعد تكرارها، واخرها ما حدث في تصفية قيادة الصف الأول من القادة والعلماء قبل ان تبدأ المعركة، وفي ذلك دلالة كبيرة على ان إس*رائي*ل أرادت وضع القيادة الإيرانية في قلب الفوضى بعد قطع رؤوس أبرز رموزها الميدانيين من اجل حسم التفوق في الميدان المرسوم.
ستخرج إس*رائي*ل من المعركة وهي تتحدث عن تحقيق أهدافها المخطط لها، كما ستخرج إيران من المواجهة وهي تحمل نفس الشعارات «الثورية» لتكريس قوة النظام الذي دفع ثمن “صموده” وعدم تراجعه، الظاهري طبعا.
غير انّ كل الذي نقوله هنا، سيتلاشى في حال توسيع الحرب بمغامرة إيران ضرب القواعد الامريكية، أو في حالة حدوث مفاجأة من العيار الثقيل من أحد الطرفين.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.