مقالات دينية

الكنيسة بحاجة إلى عنصرة جديدة

الكنيسة بحاجة إلى عنصرة جديدة

بقلم / وردا إسحاق قلّو

الكنيسة بحاجة إلى عنصرة جديدة

  عاش الإنسان في العهد القديم في ظل الشريعة القديمة ، لكن في العهد الجديد تحولت البشرية إلى عهد النعمة بعد حلول الروح القدس على الكنيسة فإجتاز الشعب إلى عهد جديد أسسه الرب يسوع المسيح بدمه وبروحه القدوس الذي أرسله إلى شعبه المؤمن . لكن وجودياً وروحياً يجب أن يتحقق من جديد وفي كل عصر بشكل عام ، وفي كل مؤمن بشكل خاص لكي يتحدى كل رغباته الجسدية الثائرة ضد الله لكي لا يعيش في المجد الزمني الباطل متنعماً بما لديه من ثروات ، بل للمسيح .

  كل إنسان في هذا العهد يولد كما كان يولد أي إنسان في العهد القديم لكنه يجتاز إلى إنسان جديد لحظة عماده . أما إجتيازه النفسي والعملي والواقعي الذي يرضى الله فيقضي في حياته كلها ساعياً لكي يحيى تحت حكم النعمة بقوة الروح القدس الساكن فيه ، وذاتياً تحت حكم هذا العالم ، إذ يمكن أن نقع دون شعور منا في الشريعة ، حتى بعد أن نكون قد إقتربنا أو نلنا من الروح والنعمة .

   حاول الرسول بولس أن يحرر الشعب اليهودي من حكم الشريعة إلى حرية النعمة والمصالحة . كما حاول أيضاً في معركةٍ ثانية لكي يمنع جماعات مؤمنة من العودة إلى النظام القديم لتطبيق قوانين الناموس الموسوي لكي لا تعود وتصبح عبيدة للشريعة والأعمال . وهذه الحرب شنها خاصةً مع أهل غلاطية فكان يلومهم بشدة ، ويصفهم بالأغبياء لأنهم عادوا ليعيشوا بحسب الجسد علماً بأنهم قد بدأوا بالروح ( غل 3: 1-3 ) كما بيَّنَ لهم بأن المسيح قد حررهم تحريراً كاملاً من سلطة الناموس ، فأمرهم بأن يثبتوا في العهد الجديد لكي يتحرروا من عبودية الشريعة وقوانينها ( راجع غل 1:5) .

  الذي يعيش في العهد الجديد عليه ان يعمل بحسب الوصايا ضد كل ما هو قديم كالذي يسبح ضد التيار متحدياً ، لكنه عندما يتوقف سيجرفه التيار بقوة إلى أن ينزل به إلى القعر . فعلى كل إنسان ، وخاصةً المؤمن أن يفكر في عنصرة جديدة لتجديد سيرته وصقلها لتبقى النفس قوية وطاهرة وتتحدى كل المكائد .

  كتب القديس أوريجانس ( لا نفكر في أن تجديد الحياة الذي يتحقق مرة في البداية يكفي ، بل علينا بإستمرار كل يوم أن نجدد الجّدة نفسها . أن المعطي الذي يلهمنا هو أن نرى ما هي فكرة الله التي منها يحيا الشعب المسيحي ، وكيف ينظر إليها ، إذ كان بنظرة خائفة شأن العبد ، أم بنظرةٍ واثقة شأن الإبن ) .

   على الكنيسة أن تجدد عمل العنصرة بإرشاد روحي ، وتعليم مسيحي ليجابه العصرنة وتعليمها وقوانينها بالكرازةِ والتبشير وبكل الوسائل المتاحة التي بها تتم تنشئة الإيمان بصورة أحادية على الواجبات ، والفضائل ، والرذائل ، والعقوبات بنوع عام على ما يجب أن يعمله الإنسان معتبراً النعمة مثل إعانة تأتي للإنسان خلال جهوده للإستعاضة عن كل ما لا يمكنه القيام به وحده وليس بالعكس .

   الكنيسة في كل العصور تحتاج إلى تجديد عميق بقوة الروح القدس ، ونحو الإهتداء إلى الرب بوضع حجاب على القلب ليمنع رؤية المجد الباطل ، ولن يرفع هذا الحجاب إلا حينما يهتدي المرء إلى الله ( طالع 2 كو 13: 14.. ) وهذا الإهتداء يجب أن يبتدي بقادة الشعب الروحيين الذين يشرحون الكتب المقدسة وينقلون البشرى لتصل إلى أعماق القلوب لتغييرهم . إنها عنصرة جديدة ، والباب الخاص للدخول إلى عهد العنصرة . العامل في الكنيسة هو تجديد غمارنا الذي يضع فينا نار الروح بالعماد ، فعلينا أن نزيل دائماً الرماد التي تغطي النار لكي تستمر بالإشتعال وهي التي تجعلنا قادرين على أن نحب ونعمل الصلاح . وإذا أحدث هذا التأمل فينا للحنين إلى جدة الروح . وإذ نشتاق إليه وندعوه بكل أمنياتنا ، فأن الله لن يتأخر عن أن يقدم لنا أيضاً فرصة إختبارها ، لكي نصبح أناس جدد ، وورثة العهد الجديد ، شعب المسيح المختار . مجداً لإسمه المبارك .

 توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” رو 16:1″

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!