آراء متنوعة

الخطاب الغربي ونظرية الاستعلاء

د.حيدر علي الاسدي

يحفل الخطاب الإعلامي الغربي بالعديد من الأكاذيب التي تحولت الى (حقائق) بفضل تناقلها المهووس من الشرقيين الذين يعتقدون بان الغرب هو نافذة التطور والتحضر والتمدن الحقيقي وهو عكس ذلك تماماً ، ولنا في حروب الغرب الطويلة على بلدان الشرق النامية خير دليل على ذلك فضلاً عن سياقة الرق وما فعلوه من عبودية مقيتة ببلدان القارة الافريقية ، فضلاً عن تنظير فلاسفة الغرب ونظرتهم الدونية الى الشرق والتي ساهمت بالنظرة الاستعلائية فضلا عن الضربات العسكرية والمحاربة والإساءة لبلدان الشرق الأوسط ومنها العربية وبلدان القارة الافريقية بالتأكيد، ناهيك عن انتشار المثلية والعنصرية في اوربا بصورة كبيرة ، والرأسمالية التي باتت تسحق كيان الانسان وتقدم المصالح المادية على المصالح الروحية والذاتية للفرد والذي هو محور الكون في هذا الوجود ، فالنفعية البراغماتية الغربية تضرب كل أوجه الحياة لتحول الكيان البشري الى مجرد (شيء) الغرب يعمل وفقا لمبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) في كل مفاصل الحياة لذا هم مع انفسهم يحملون هذه الصفات الشفافة المتحضرة التي يحفل بها الخطاب الإعلامي والسياسي الغربي ولكنهم مع الاغيار يحملون النظرة الاستعلائية والدونية الى الاخرين بطريقة تجعلهم يعتقدون انهم النوع السامي الذي يجب ان يتسيد العالم وهذا ما عملوا عليه من خلال حروبهم واستعمارهم للبلدان الشرق أوسطية ، ناهيك عن محاولة اساءتهم الى مقدسات الشرق الدينية والحضارية والثقافية وبصور مختلفة وما فعلته الدنمارك والسويد خير دليل على ذلك من إساءة للدين الإسلامي ولنبيه الاكرم ، فضلاً عن احتواءهم للعديد من الأصوات النشاز التي تسيء للشرق بدواع ( الحرية) بينما يسعون جاهدين لكتم الأصوات التي تفضح سرقاتهم وعملاءهم ، فهذا الغرب سعى للاستعمار العسكري والثقافي والاقتصادي وحاول الاستيلاء على ثروات البلدان النفطية منذ القدم وبطرق شتى وبحجج واهية ومنها ( التحرير) ، ان الغرب يكن العداء والكراهية لكل ما هو شرق اوسطي ولكل ماهو يتصل بالثقافة العربية والحضارة الشرقية بما فيها الدين والتراث والتقاليد ، لذا ترى الغرب دائما ما يركزون على اظهار الشخصية الشرق أوسطية او العربية او المسلمة على انها شخصية اما ار*ها*بية او شخصية متخلفة في خطاباتهم السينمائية واعمالهم الفنية وهو ما يؤكد نظرة الغرب إزاء الشرق ، علينا ان لا نستورد مقولات الغرب على انها النموذج المثالي للحضارة الغربية التي يجب ان تسود العالم بل ان نتعامل بتمحيص وحذر مع هذه المقولات التي ترد لنا معلبة ولكنها مفخخة بالكثير من الرؤى الاستعلائية التي تحاول فرض هيمنات الغرب على مجتمعاتنا المحافظة وتقاليدنا الدينية والثقافية ، الحذر من خطابات الغرب لأنها تضم انساقاً مضمرة تعمل على الإطاحة بكيان الفرد الشرقي بكل السبل والوسائل في محاولة لجعله مجرد تابع لأفكار وإرادة الغرب. حتى فلاسفة الغرب ومنهم (هيغل) ينظرون بنظرة عنصرية الى المجتمع الافريقي مثلاً بوصف ذوي العرق الأسود اقل مرتبة من العرق الأبيض وغيره من الفلاسفة والمنظرين الذين مهدوا وكتبوا الدراسات والأبحاث على ان محاولة استعمار البلدان الافريقية او حتى العربية هي محاولة لمساعدتهم للتطور والتنمية وفي حقيقتها هي محاولة للاستيلاء على ثروات تلك البلدان كما فعلوا في الاستيلاء على ثروات البلدان الافريقية وبعض البلدان العربية أيضا ، لذا يجب علينا ان نعتز بهويتنا الثقافية ولا نستسهل عملية الإطاحة بها او محاولة تشويهها بالخطابات الإعلامية الغربية التي تسعى بشتى الوسائل من اجل ابراز دونية الشرق والانسان العربي بالتحديد ، فما ان تشاهد افلامهم التي تحاكي موضوعات فيها ملامح تطرف او تخلف حتى زجوا بالمواطن العربي او الزنجي ليكون هو الجدل والمشكلة التي تقلق بنية المجتمع الغربي ويجب التخلص منها نهائية عبر (تضحيات أصحاب العرق الأبيض بالمجتمع الأوربي) وهنا تكمن العنصرية التي مازالت تحدث طبقاً لسيرورة الخطاب وتغيراته ، وعلينا ان نتعامل بحذر وتوجس مع تلك الخطابات الغربية لا ان نستوردها معلبة دون (فحص رقابي) لذا هذا سيغرق اجيالنا الشابة بالعديد من الشبهات والأفكار الدخيلة التي ستجعل نصب اعينها حلم المجتمع المثالي اسمه (المجتمع الغربي) وهو عكس ذلك بالتأكيد.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!