مقالات دينية

الأرساليات الأولى للتبشير في أميركا

الأرساليات الأولى للتبشير في أميركا

إعداد / وردا إسحاق قلّو

 من الحقائق أن حركة الكرازة في أفريقيا كانت قد سبقت حركة الأستعمار الغربي ، ولما وقعت معاهدة برلين سنة 1885 ، قسم الأوربيون قارة أفريقيا إلى مناطق نفوذ ، ونصت المعاهدة على حرية الكرازة تحت ظلال الحماية الأستعمارية ، بل واشترك الأستعمار مع الإرساليات في إقامة الأنشطة وبخاصة إنشاء المدارس والمستشفيات ، كما لوحظ أن حل المرسلين والمرسلات تتفق جنسيتهم مع جنسية الدول المستعمرة ، إذ كان من الأمر البديهي أن يفضل المستعمر المرسلين من بني أمته . لكن ذلك لم يمنع نشوب خلافات بين المستعمر والمرسلين المسيحيين ، وبخاصة ندما تتعارض مصالح الدولة المستعمرة مع القيم المسيحية والمبادىء الإنسانية .

كفل الدستور الأمريكي حرية واسعة لجميع الطوائف ، وبدت الولايات المتحدة وكأنها تحمل شعلة الصحوة الدينية المسيحية ، وشهد الغرب الأمريكي هجرة أوربية وافدة تصحبها مظاهر مسيحية ومواكب دينية ، وسبق الإيرلنديون سائر الكاثوليك الغربيين في إرساء أسس كنيسة كاثوليكية ، تضم بنوع خاص الطبقات الفقيرة من العمال والمهنيّين ، وقد استقروا على أطراف المدن . وتأسست أول أسقفية كاثوليكية في بلتيمور سنة 1789 ، ثم اندمج الكاثوليك الفرنسيون والإيطاليون والألمان والبولنديون في المجتمع الجديد . ولكي تحفظ الكنيسة الكاثوليكية بطابع إيمانها ونظمها ، أنشأت مؤسّسات تربوية . ولا سيّما بعد أن توافدت جماعات كثيرة من البانيات إلى العالم الجديد ، ولم يفكر الكاثوليك في أميركا في السعي إلى الكرازة خارج البلاد إلا بعد أن اتتب لهم الأمر . وكان ذلك سنة 1911 ، حيث قامت الجمعية الإرسالية الأميريكية التي تعرف بالمارينول .

التبشير في أميركا اللاتينية

حصلت أميركا اللاتينية على الأستقلال سنة ( 1817 – 1823 ) بعد غروب شمس أمبراطورية المستعمرات الأسبانية والبرتغالية . لقد هزم نابليون اسبانيا والبرتغال ، وخيّمَ على المجتمع وعلى الكنيسة مناخ من الفوضى والقلق ، ذلك لوقوف الكنيسة ورجالها في صفوف المحافظين ، مما أثار حفيظة المجاهدين المتحررين الذين نصبوا العداء لرجال الدين . كما أن وضع الهنود الحمر ظلّ وصمة عار وهم أهل البلاد الأصلاء . لقد ظلّ مجتمعهم بائساً منبوذاً . وكانت نتيجة هذا الوضع أن خبا التوهج المسيحي ، وانتشرت مبادىء تدعو إلى نزعة طبيعية وضعية فجّرها الفيلسوف أوغست كونت ولاقت فبولاً عند قادة الفكر وأصحاب السلطة .

حاول الأساقفة الكاثوليك في أميركا اللاتينية ، خلال مجتمعهم العام الذي عُقدَ في رومة سنة 1899 ، إعلان الدعوة إلى تجديد الكنيسة الشامل . إلا أن إندلاع ثورة المكسيك سنة 1910 أعاق تحقيق هذا النداء ثورة المكسيك سنة 1910 أعاق تحقيق هذا النداء ، وبخاصة أن هذه الثورة جنحت إلى الحد من نفوذ الكنيسة ورجالها ، ومنعتهم من الهيمنة على المدارس ، وقلّصت من عدد الكهنة . فثار بعض الكاثوليك واشتعلت الحرب الأهلية سنة 1926 وظلّت ثلاث سنوات حتى هدأت سنة 1929 ، دون أن يتوقف إضطهاد رجال الدين حتى نهاية سنة 1937.  

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!