مقالات دينية

أقوال القديس مار أفرام السرياني عن القديسة مريم البتول

أقوال القديس مار أفرام السرياني عن القديسة مريم البتول

أعداد / وردا أسحاق عيسى

 

( أوقضي أوتارك يا قيثارتي .. في مديح مريم العذراء )

أرفعي صوتي وترنمي … بسيرة العذراء العجيبة … أبنة صهيون … التي ولدت لنا ” حياة العالم “

” كما دخل الرب والأبواب مغلقة ، هكذا خرج من أحشاء البتول ، فأنه بحق ولدته هذه العذراء بغير ألم …. بقيت بتوليتها سالمة لم تحل !

إمرأتان بريئتان بسيطتان كل البساطة : مريم وحواء . كإنتا في كل شىء متساويتان غير أنه ، فيما بعد صارت الواحدة سبب موتنا والأخرى سبب حياتنا .

ميلادك الإلهي يا رب قد وهب ميلاد البشرية كلها … ولدتك البشرية حسب الجسد وأنت ولدتها حسب الروح … المجد لك يا من صرت طفلاً لكي تجعل الكل جديد !.

أن قيثارة الروح القدس هذه لن تبعث لحناً أعذب مما تصدره حين نتغنى مديح مريم .

مريم هي جنة عدن التي من الله ففيها لا توجد حبة تضر ولكن شجرة الحياة التي أعادة المنفيين الى عدن .

حملت مريم ” النار ” في يديها وأحتضنت اللهيب بين ذراعيها وقدمت لذاك الذي يقوت الجميع لبنها من يستطيع أن يخبر عنها؟

جاء كلمة الأب من حضن الأب وفي حضن آخر لبس جسداً

مريم العذراء هي الكرمة المثمرة التي من ثمرتها الإلهية أكلنا فإنتقلنا من الموت الى الحياة مريم هي السماء السرية الجديدة وهي السماء الحاملة اللاهوت.

حملته على ذراعيها ذلك الذي يحمل السموات وعلى ركبتيها حملته ذلك الذي يحمله الكاروبيم وبفمه ذلك فتح أفواه البكم رضع من لبن الثدي ذلك الذي أشبع ألوف من الخمس خبزات وسمكتين .

لا يستطيع أحد أن يعرف أمك أيها الرب … هل نسميها عذراء ؟ هوذا أبنها موجود هل يسميها متزوجة ؟ فهي لم تعرف رجلاً . فأن كان لا يوجد من يفهم أمك . من يكون كفْ لفهمك أنت ؟

مريم نالت من قبلك أيها الرب كل كرامة المتزوجات … لقد حبلت بك بغير زواج … كان في صدرها لبن على غير الطبيعة إذ أخرجت من الأرض الظمأة ينبوع لبن يفيض …

عجيبةُ هي أمك … سيد الكل دخلها فخرج أنساناً الرب دخلها فاصبح عبداً . الكلمة دخلها فصار صامتاً داخلها . الرعد دخلها فهدأ صوته … راعي الكل دخلها فصار منها حملاً . أن بطن أمك قد غيرت أوضاع الأمور يا منظم الكل . الغني دخلها فخرج فقيراً . الضياء دخلها فأخفى نفسه . مروى الجميع دخلها وخرج ظمأناً ز ساتر الكل خرج منها مكشوفاً وعرياناً .

بقوة من استطاعت مريم أن تحمله في حضنها هذا الذي يحمل كل الأشياء.

أرضعته لبناً هو هيأه فيها وأعطته طعاماً هو صنعه . كأله أعطى مريم لبناً ثم عاد فرضعه منها كابن للأنسان ، يداها كانت تعزيانه أذ أخلى نفسه ذراعها أحتضنته من حيث كونه قد صار صغيراً ، قوّتُه عظيمة من يقدر أن يحدها ؟ لكنه أخفى قياسها تحت الثوب فقد كانت أمه تغزل له وتلبسه إذ أخلى نفسه من ثوب المجد .

من آدم الرجل الذي لم يكن له أن يلد ، خرجت أمنا حواء فكم بالحري يلزمنا أن نصدق أن أبنة حواء تلد طفلاً بغير رجل.

الأرض البكر حملت آدم الأول الذي كان رأساً على كل الأرض ، واليوم حملت العذراء آدم الثاني الذي هو رأس كل السموات عصا هارون أفرخت والعود اليابس أثمر . لقد أنكشفت اليوم سر هذا البن البتول حملت طفلاً .

بقوة منه استطاعت مريم أن تحمله في حضنها هذا الذي يحمل كل الأشياء بكلمة قدرته .

قالت مريم إن الطفل الذي أحمله هو الذي يحملني …

أبن العالي جداً سكن فيّ وصرت والدته كميلاد ثان له. ولدته وهو الذي ولدني بالميلاد الثاني .

لم تبعد قدرتك عني فلقد كنت في داخلي وأيضاً كنت خارجاً عني … هل أدعوك أبناً ؟ هل أدعوك أخاً ؟ هل أدعوك رباً؟

أنني أختك من بيت داود أبينا . وأيضاً أمك لأنني حبلت بك ، وعروساص لك بتقديسك لي . وعبدتك لأنك أشتريتني بدمك ، وأبنتك إذ عمدتني بالماء أنت إلهاً لمن يعترف بك ، ورباً للذي يخدمك . وأخاً للذي يحبك لأنك تربح الكل .

أحشاء الجحيم أدركته فأنفجرت أبوابه ، فكيف أحتوته أحشاء مريم ؟

الحجر الذي على القبر تدحرج بقوة ، فكيف حملته ذراعا مريم ؟

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!