هل مات الله ؟
هل مات الله ؟
إعداد / وردا إسحاق قلّو
يقولون ( كل شىء انتهى بالنسبة لنا ، ليس هناك من رجاء بعد الآن … )
جلست الأم بجانب جسد زوجها الميّت تَبكيه دون تعزية ، الطفل ، لم يبلغ الخامسة من عمره بعد ، مستغرب لما حلّ بالبيت بسبب موت والده ، لكنه وببساطة الطفولة ، التي يستخدمها الله لتلهم النفوس ، سأل أمه : ( لماذا تبكين يا أماه إلى هذا الحد ؟ ) .
حاولت الأم أن تشرح لطفلها ماذا يعني موت أبيهِ ، وتصف له الفقر الذي سيحلّ بهما بعد رحيله ، محاولة أن تنقل إلى الطفل الصغير حزنها ويأسها ، وأخذت تقول له إنها تشكّ حتى في قدرتها على وضعه في دار الإيتام ، أو في إمكانية ذهابها إلى مأوى للفقراء . لكن كم مرة يحاول الله أن يعلّمنا نحن الكبار من خلال الأطفال !
حدّق الطفل في أمه وعاود السؤال : ( لكن هل مات الله أيضاً يا أمي ؟ ) . أما الأم فبقيت صامتة مندهشة أمام هذا السؤال ، لقد أيقضها سؤال أبنها من سبات عدم الإيمان .
فلنسعَ ألا ننسى كلام الرب : ( يا قليلَ الإيمان لماذا شككتَ ) وليكن لدينا الإيمان بعطف الرب القادر على صنع العجائب ، ولنلقِ عليهِ كل همومنا ، ( ملقينَ كل همكم عليهِ لأنه هو يعتني بكم ) ” 1 بط 7:5 ” ولنفتح نافذة روحنا لكي تمتلىء من نور التعزية والرجاء الذي ينبعث من إنجيل إله الرجاء ، يسوع الناصري ( لا تندهش ! أنتن تطلبنَ يسوع الناصري ) ” مر 6:16 ” ، ولنكن على يقين تام أنه يحبنا دوماً . تشجعوا إذاً ، فالله لم يمت .
قيل في الموت
من المؤكد لنا أننا سنموت يوماً ما ، ربّما في هذه اللحظة ، وربمّا غداً ، وربّما بعد غدٍ . لا نعرف متى ، لكن من المعروف أن كل دقّة من دقات قلبنا هي خطوة تجاه القبر .
جاء الموت نتيجة السقوط والخطيئة ، فهو يحصد الجميع دون تحيز أو إستثناء ، يموت شيوخ وأطفال صغار ، يموت رجال ونساء من مختلف الأعمار ، ملوك وأغنياء ، فقراء ومن عامة الشعب ، لذلك علينا أن نكون على استعداد دائم للموت ، بمعنى أن ننتظره ونتعايش معه ، لأنه يشكل الباب نحن الأبدية ، يكفي فقط أن نموت ونحن في حالة توبة ، و ” أن تكون أواخر حياتنا مسيحية “ كان المسيحيون الأوائل على حقّ بتسميتهم يوم الموت ب ( يوم الولادة ) .
من الحسن أن نفكّر كل صباح أنه من الممكن أن لا نكون في هذه الحياة في الليل ، وفي الليل أن نقول قد لا أكون في الصباح .
ليتمجد إسم الرب الذي لا يموت