مقالات دينية

صار الله بشراً حتى نصير نحن الله

مشرف

الكاتب: مشرف المنتدى الديني

 

 

صار الله بشراً حتى نصير نحن الله

القديس / أثناسيوس الكبير ( 295م – 373 )

إعداد / وردا إسحاق قلّو

حلّ كلمة الله اللاجسدي وغير مائت في بلادنا ، رغم أنه لم يكن بعيداً عنها من قبل ، لم يترك أيّ جزء من الخليقة خالياً من حضوره ، بل ملأ الكل ، فهو باقٍ لدى أبيه ، لكنه يجعل ذاته بيننا من أجل إنقاذنا بإظهار محبته….

وإذ أخذته الشفقة على جنسنا ، متحنناً على ضعفنا ، ومتنازلاً إلى فسادنا ، غير راضٍ أبداً أن يسود الموت علينا ، حتى لا يهلك ما أنشأه ، ولا يضيع سدّى عمل أبيه ، أتخذ جسداً لا يختلف عن جسدنا ….

إن من يتحدث عن الخصائص البشرية للكلمة ، يعرف أيضاً ما يختص بألوهيته ….

وعندما يتحدث أحد من دموعه ، يعرف أن الرب يظهر بدموعه خاصيته البشرية ، وبإقامة لعازر خاصيته الإلهية . ويعرف أن الرب قاسى الجوع والعطش ، وفي الوقت ذاته أشبع بطريقة إلهية خمس آلاف نفس بخمسة أرغفة ويعرف أن جسده البشري مكث في القبر وأقيم بكونه جسد الله …

صار الكلمة بشراً حتى نصير نحن الله ، وبجسده صار منظوراً ، حتى تكون لدينا فكرة عن الآب غير المنظور ، تحمل إهانات الناس حتى يكون لنا نصيب في الخلود . لم يلحقه أي ضرر ، بكونه كلمة الله غير الزائل وغير الفاني . لكنه هكذا أنقذ من الخطر الناس المعذّبين الذين من أجلهم تحمّلَ كل هذا .

( مدخل إلى آباء الكنيسة جزء 3 )   

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!