مللت الخسارة، كرهت الفشل….. استودعكم الله
الكاتب: زيد ميشو
مللت الخسارة، كرهت الفشل….. استودعكم الله
زيد غازي ميشو
[email protected]
تشبيه مجازي- الجهاز الهضمي السياسي
لو شبهنا جسم الإنسان بميدان سياسي يتبارى فيه أسوء شريحة في المجتمعات وهم السياسيون والأحزاب بشكل عام وأعضاء الحكومات الثلاثة. فسنصل إلى منطق واحد وهو:
من هو مثلي (سياسي نص ردن) يتخيّل بأن ظاهر الجسم بجماليته وتعرجاته وهضابه وتلاله البارزة والمخفية خلف الملابس هو الملعب، والسباق يبدأ من العقل والوجدان، وهذا خطأ الحالمون!!
لأن سباق السياسيين في هذا التشبيه، يبدأ من الأمعاء الغليظة مروراً بالقولون مع أوقات راحة في المستقيم وصولاً إلى فتحة الشرج…….. والنهاية معروفة، لوحات برازية فنية يرسمهما وينحتها الخِراجيون من الذين يساندون ويدعمون ويطبلون و (يجوعرون) ليكون هناك قادة يجالسونهم ويستفيدوا من فضلاتهم! مشكلين فريق لبناء عشرات أو مئات وآلاف وعشرات الألوف من الذي سيعيدون أنتخاب نفس الأحزاب والشخوص…..
ومن له الطموح لأن يصبح سياسيًا …. فسيكون طعام يدخل من الفم، ليس من أجل أن يكون مفيداً للجسم، بل ليطرح المفيد منه، وعند دخوله أجواء الأمعاء الدقيقة، ستمتص سوائله ليصبح ناشفاً من كل الأحاسيس وفاقداً للقيم التي تجعل الإنسان إنسانًا…. لا بل لن يكتفي، وإنما سيسعى مع (حبربشيته) إلى (تلطيخ) النظيف بشاكلتهم لتصبح الساحة السياسية أنابيب للصرف الصحي ولا شيء آخر يمكنني وصفهم به أرقى من ما ذكرته وليعذروني كوني لم أعطيهم حقهم، فهو أكثر من ذلك بكثير.
لا فرق بين سياسي وسياسي إلا بكمية نتانته
كنت أتصور حالنا أفضل من ذلك، وكان لي بعض (الأُمَيليات- تصغير أمل) كي أنطلق ضمن مبادئي القومية وقناعاتي التاريخية وحقيقة وجودنا كشعب وأمة من أهم شعوب العالم في زمن ما… وعملنا كي يكون لنا إسماً يخلّد تاريخنا العظيم، ووجوداً مهمًا في أروقة الدولة وصالاتها وأعلامها ومستشاريها وكل المناحي الأخرى، وكبرت هذه الرغبة بعد رؤيتي لشريحة سيئة تصدّرت الكوتا من التشكيلة الموضحة معدنها أعلاه وتعمل من أجل مصالحها فقط، وتسعى لسحق أصلاء الوطن والذين هم جزءًا منهم، إلا أنهم فضلوا أستبدال الأصل بفرع يُعاني الآفات.
ما أجملك أيها الطموح
أصبحت الرغبة ملحة كي يكون هناك عمل فعلي ومنسّق، وعلى قول المثل (لم نرضى بجزه رضينا بجزه وخروف) بدأنا مشوار جميل لعناوين بارزة مشعة ورائعة وقلت: أخيرًا وجدت ضالتي مع بني جلدتي …. ولكن….!!
رفعنا الأكمام، وباشرنا العمل، واشرنا للسلبيات، وأردنا التعديل، وحاولنا أن نُفهم من كان بالأمس قد أخفق عليه اليوم التنحي ليكون كريم قومِ يستفاد من خبرته من يستحق أن يكون …. ولن يكون!!
(ويا ريت قبلنا بهالنجاسة، كنّا وفرنا علينا شوفة الرجاسة)
كان بالأمس القريب قائداً ومناضلاً و (گبارة)….. عفواً هذا لم يكن رأيي، وإنما رأيي من كان له مُهللاً ومُسبحًا ومُمجداً (يلحس أبطه) ويبجله..
وما أن ظهر وفي حين غفلة منّا عملاقاً مارداً ضرورة ملحة، ممتطياً ظهور منحنية تـ (ثرثر) على مدار الساعة وتعوي وتنتقل بسيدها وتنادي نحن وجماهيرنا وقياداتنا وقوادنا المنتشرين في جهات العراق الأربع، مع جحافلنا في أصقاع المعمورة، فداك يا رسول السلام، يا قائدنا وحامي حمانا..مولانا وسيدنا الغالي….. (هاهاها) ضحك المبجّل ورفسهم برجله بعد حين … ولم يبقى لصوتهم سوى الصدأ المتبقي على آذاننا. فقد أستخدمهم للدخول في عالمنا و (دشّرهُم) من طريقه وحرق ورقتهم بعد أن أدت دورها بنجاح منقطع النظير، ومن ثم أصبح مزاراً يحجّ له كل طامح رخيص.
بدايةً …رُفِض وجوده بالمطلق، ومن ثم صرفنا أشهر نتباحث حول أصلهِ وفصلهِ وتاريخهِ، وعرفه البعض، ومن ثم، وبقدرة شيطانهم، إنسحب من الرفض واحداً بعد الأخر ودخلوا تحت ظله، وأصبح تاجاً كللوا به هاماتهم….. ولو عرف السبب…. بطل العجب!! هم ثلاثة أصناف، صنف منهم ضد فلان الذي هو ضده وهم ضدهم (سامحوني على اللغز) وصنف سال لعابه، والأخير هم منه وهو منهم…. ومنهم للشعب طزّ مربع ومثلث للقضية ….. ولهم من الشعب اللعنات.
وإذا… (نرجع شوية للمربع الأول) وبعد برهة من زمن مليء بالفاجعات وحابل بالمفاجئات، وإذا من كان للـ (گبارة) مرنماً وإذ به للعملاق منشداً وهازجاً…. و يابو بشت بيش بلشت هالمرة؟
أصبح لدينا خيارين …. الأول لمصلحته يسعى والثاني يسعى لمصلحته
الأول أوجدوه لضرب الكلدان والثاني لضرب الكلدان وجد
الأول عار على من يرشحّه والثاني من يرشحه فيه عار
وعلينا أن نختار!!!!
ومن خلناه قائداً ومناضلاً وإذا به ذيلاً ذليلاً لجهة ما، قلت عنه يوماً ما (هذا الرجل لن يرشح لأي أنتخابات إلا في حالة واحد فقط….لو كان هناك مرشح آخر كي يكسر أصواته)…. ومن (خالوه) عملاقاً مارداً وإذا به دمية لجهة أخرى وظيفته قيادة شعب نحو الهاوية …. وها هو يفعل….. ومن الشعب من أنساق!!
من يمثلك …. الذي تختاره أو من فُرٍضَ؟
سؤال لا أقبل أن أطرحه على نفسي، وعذراً لمن لا يقبل به …سألته من أجل المنطق، ناقمًا على الواقع المخطط له. هل يعقل أن يمثلني الذي أختير سياسياً من جهة أساساً تعتبرنا جالية في وطننا؟ ولماذا يرشح من له منصب بالأساس؟
هناك مثل شائع معروف على ما اعتقد حتى في كوالالامبور يقول (أدخلوا البيوت من أبوابها)، أي هناك طرق للدخول في القلوب وكسب الرضا، ومن يريد أن يخطط لينال في جو تختلط فيه المشاعر والأصول والتمنيات، عليه أن يكسب الود، فهناك ثوابت في مجتمعنا لا يمكن الحياد عنها، والذكي من يعرف كيف يرضي أكبر عدد من الأطراف …. أما أن يكون هجومًا أستعمارياً كاسحًا وجلوس على الكرسي عنوةً، فهذا الفعل يساهم حتماً في تقسيم أكبر شعب و (أثخن) أمة أن لم تعيَّ حجم الكارثة التي تنتظرها.
ولا أقلل من شأن أحد عندما نسأل عن الخلفية الثقافية لمن يريد تمثيلنا …. علماً بأنني لست من أصحاب الشهادات، ومن الأفضل أن يكونوا أصحاب المراكز الحكومية ذوي تخصص، وذلك ابسط معايير الدول المحترمة، بينما زعامة العشائر والقبائل تحتاج إلى شخصية قيادية تنتهج الأسلوب القبلي، والفرق كبير بين مؤسسات الدولة وبرلماناتها وبين زعامات القبائل والعشائر.
صحيح نحن في زمن مغلوب على أمره، وهذا لا يمنع من أن يكون لنا مطلب بأحترام أرادة الشعب.
ما العمل….. وهل هناك من أمل؟
يا ليتني كنت شاعراً لأكتفيت بقصيدة عصماء من كم بيت تشرح كل بواطن الأمور وظواهرها
من خلال مسيرتي ذات السنوات القليلة في الأهتمام بالشأن القومي والعبث الذي يمارس ضد شعبنا باختلاف تسمياته، ودخول أشخاص غير مؤهلين في المعترك السياسي، مع التدخل السلبي لرجال الدين بكافة إشكاله (سواء عملوا مع، أو وقفوا بالضد)، وصلت إلى قناعة راسخة أقولها بأختصار شديد:
(يد الشرفاء قصيرة) … أو بجملة أخرى …. (حالياً، الغلبة للسفلة)
وإلى أن يأتي الوقت الذي تتشابك فيه الأيادي لدعم عنصر يستحق، سيكون هذا مقالي الأخير على الأقل في الوقت الحالي الذي يخص الشأن القومي بعد أن أصبح لنا ممثلين كغيرهم الذين أنتقدناهم بشدة، لا يزيدون عنهم ولا يقلون، وما يقال عن فلان يتطابق مع صفات علّان، سياسي كلدان كان أم أثوري جميعهم تعاونوا من أجل زعزعة الكلدان وتقسيمهم وضرب القضية الكلدانية ونسف مقررات وتوصيات المؤتمر الكلداني العام الذي عقد في مشيغان، هذا المؤتمر الذي أنجز بعرق الشرفاء وعكسهم من عمل وساهم في القضاء عليه! وأولهم الأحزاب المشاركة بأستثناء المنظمين، ومن ثم قائمتي أور وباب*لي*ون، ومن لف لفهما.
أنها دعارة ووقاحة سياسية لا يشرفني أن أكون في دائرتها، أقف عاجزاً أمامهما، وسأكتفي متى ما رغبت بأن أعطي رأيي بالوقت الذي أريد، وكما هو.
الجو ملوّث وأكاد أختنق ….. والوقاية خير من العلاج
ورسالة أخيرة ….
لا شيء يعلوا على الأسم الكلداني …. ورغم كثرة من يحاول تدنيسه من الكلدان قبل أعدائهم، إلا أن محاولتهم تنجح لفترة صحيح، لكن بالتأكيد سيأتي يوماً ومعه من نثق به، سواء من يمثلنا أو من نضع يدنا بيده، وإلى ذلك الحين ….. أستودعكم الله كناشط قومي كلداني (مهنئاً أعداء الكلدان بقادة الكلدان) وأقول بتهنئتي لهم …. نصركم كبير بوجودهم.
..