محادثات تعري النظام الإيراني حتى من ورقة التوت!
نظام مير محمدي
عند النظر والتأمل ملية في الأوضاع السائدة في إيران ولاسيما بعد ما حدث في لبنان وسوريا وما حدث في اليمن على أثر الضربات الامريکية العنيفة ضد الحوثيين، فإنه ومن دو شك هناك حالة من القلق والتوجس غير العادية التي تسود في الاوساط السياسية الحاکمة في طهران، وتجلي ذلك في ردود فعل مختلفة تتراوح بين التناقض والتخبط فيما يتعلق بالموقف المطلوب إتخاذه ضد المواقف الامريکية الحدية التي تبنتها الولايات المتحدة بعد إنتخاب ترامب.
الملفت للنظر والمثير للسخرية في نفس الوقت، إنه وعلى الرغم من إن خامنئي قد أعلن في 12 مارس2025، عن رفضه القاطع لإجراء المحادثات مع الولايات المتحدة الامريکية وحتى بعد رسالة ترامب الى خامنئي، فإن التناقض والتخبط في المواقف لازال قائما ومستمرا على قدم وساق، وهذا التناقض والتخبط يوحي فيما يوحي الى ورطة خامنئي من جراء موقفه المعلن برفض المحادثات مع واشنطن، لأنه يعلم جيدا بأن تبعات رفضه هذا لن يمر بردا وسلاما عليه وعلى نظامه، ولذلك فهو ينتظر وعن کثب ثمة حل وسط يخرجه من الورطة العويصة التي أوقع نفسه فيها.
الشعب الإيراني الذي ضاق ذرعا بالاوضاع السلبية في بلاده والتي يعلم بأنها کلها من من نتائج الحکم الفاشل والفاسد لنظام ولاية الفقيه والذي جعل کل مقدرات وإمکانيات إيران والشعب الإيراني في خدمة أهدافه وغاياته المتناقضة والتضاربة أصلا مع أهداف وغايات الشعب، ولذلك فمن الطبيعي توقع حدوث حالة تنافر وتضاد بين الشعب وبين النظام وإستمرار تلك الحالة في التفاقم نحو الاسوأ وکما إن إنتفاضة 15 نوفمبر 2019 کانت أقوى وأعن*ف وأکثر قوة ضد النظام من الانتفاضة التي سبقتها فإنه من المٶکد جدا بأن تکون الانتفاضة القادمة أقوى بکثير من إنتفاضة 15 نوفمبر 2019، وإن إنتفاضة 16 سبتمبر2022، کانت أقوى وأعن*ف وأطول زمنا من التي سبقتها، فإن ذلك يعني بأن الانتفاضة القادمة والتي يجري الحديث عنها والتحذير منها من قبل أوساط النظام وخبرائه، ستکون إنتفاضة مختلفة تماما من حيث قوتها وحديتها وإصرارها على تحقيق هدفها الاهم والذي لن يکون بأقل من إسقاط النظام وإنهاء الدکتاتورية في إيران، وهذا مايجعل النظام يشعر بالقلق البالغ ولذلك فإن الزيادة المضطردة في الممارسات القمعية وتصعيد تنفيذ أحکام الاعدامات بشکل ملفت للنظر، ناهيك عن التحوطات الامنية غير المسبوقة من أي تطور يمکن حدوثه، يجسد حالة الخوف والقلق البالغ التي يعاني منها النظام.
خامنئي لم يقم برفض المحادثات مع الولايات المتحدة لأنه لا يقبل بها من حيث المبدأ، وإنما رفضها لأنها هذه المرة لا تسمح له بممارسة الکذب والخداع والمراوغة على ما تم الاتفاق عليه، إذ أن المطلوب هو حسم البرنامج النووي وکذلك برامج تطوير الصواريخ الى جانب إنهاء التدخلات في المنطقة، وهذا يعني سحب کل أسباب القوة والابتزاز من النظام وجعله يبدو عاريا حتى من ورقة التوت!
الکلمة الأخيرة
أرسلت السيدة مريم رجوي في 18 مارس، بمناسبة العام الإيراني الجديد، رسالة إلى الشعب الإيراني، جاء في جزء منها:
لقد نفى خامنئي في خطابه قبل أيام قليلة أمام أعوان النظام في الجامعات، وبخوف واضح، نيته لصنع سلاح نووي. لكن الحقيقة هي أن نظام إيران أنفق على مدى 30 عامًا أكثر من تريليوني دولار من أموال الشعب الإيراني المحروم، فبأي مبرر أنفق هذا المبلغ على برنامج نووي، بينما هذا البرنامج المشؤوم لا يوفر حتى 2% من الكهرباء التي تحتاجها البلاد؟ ففي الصيف والشتاء على حد سواء، تنهار حياة الناس وتعليمهم وعلاجهم وإنتاجهم وأعمالهم بسبب نقص الكهرباء، لتغرق في الإغلاق والأزمات.
إن الشعب الإيراني يطالب بتفكيك هيكلية السلاح النووي. ونحن بدورنا، منذ سنوات طويلة، قلنا ونكرر: إيران حرة وخالية من السلاح النووي، مع فصل الدين عن الدولة، وجمهورية ديمقراطية خالية من الشيخ والشاه.
في مواجهة شرور نظام إيران، يجب على المجتمع الدولي ألا يستمر في التأخر عن تفعيل آلية “الزناد” (الممنوحة بموجب الاتفاق النووي). هذا النظام يشكل تهديدًا للسلام والأمن العالميين، ويجب أن يُدرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
لكن الحل النهائي لار*ها*ب الملالي وتأجيج الحروب وبرنامج صنع القنبلة النووية يكمن في إسقاط هذا النظام على يد الشعب الإيراني، من خلال المقاومة والانتفاضة وجيش الحرية.
*كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني