اخبار منوعة

المعلوم من الدين بالضرورة.. علم لم يدوّن بعد | تراث تريند – Trends

المعلوم من الدين بالضرورة.. علم لم يدوّن بعد | تراث :

17/04/2024-|آخر تحديث: 17/04/202409:34 صباحًا (بتوقيت مكة)

كنت في حوار في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ودار حوار بين ما يكفر به الإنسان وما لا يكفر به، وكان مما قلته: قال العلماء: من أنكر جزءا معلوما من فالدين بالضرورة هو الذي يكفر، فسألني أحد المشاركين: هل يوجد كتاب يجمع ما هو معروف؟ بالضرورة من الدين؟! وظللت أفكر أنه ربما تتناول أطروحة أو كتاب أو دراسة الموضوع وتضيقه، لكنني لم أجد شيئًا. ثم سألت المختصين لعل أحدهم تناوله فيما كتبه فلم أجد شيئا.

ولا ندري سبب عدم جمعه وحصره في مواده وموضوعاته. وهو موضوع خطير وأهمية، يتم على أساسه الحكم على كفر الإنسان أو اعتقاده، بالإضافة إلى الحكم الشرعي الذي نراه مكتوبا في الكتب الفقهية والعقائدية القائم على إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة من باب إنكاره، وعلى الرغم من أنها لا تخلو من الفقه والفقه فقد كتبوا من المصطلح. إلا أنها لم تحظ بنفس القدر من الاهتمام الذي حظيت به المواضيع الأخرى التي خدمت البحث العلمي عبر تاريخها.

هناك قواعد فقهية وفقهية دونت، ووضعت لها ضوابط، وتعريفات تحكم المصطلح وتنظم شروطه، إلا أن هذا الموضوع الخطير والمهم لا يتناوله بحث ولا كتابة دقيقة دقيقة إلا لبعض الدراسات الحالية، حول محاولة تعريفه، والتوصل إلى ضبط له، دون تفصيل مفرداته. فمن وقع في واحدة منها خرج الإنسان من دينه، أو حكم عليه بذلك، ويترتب على ذلك أحكام وتصورات خطيرة للغاية.

نعم، لقد عرفنا في تاريخنا المعاصر دولاً تعيش بلا دساتير، ودساتيرها شفهية، ولكن في النهاية يمكننا الرجوع إلى من يستطيع الإفتاء في ذلك دستورياً، ولكن بحسب ما هو معلوم بالضرورة من الدين، إذا فبدأنا نلجأ إلى الخلافات الفقهية والمذهبية التي تشهدها حياتنا العلمية، وقد نختلف حول ما إذا كان الأمر كذلك أم لا. وهل يتم مناقشة الموضوع هل هو معلوم بالضرورة في الدين أم لا؟ لأن المعيار والضبط والتعريف لم يحكم ولا ينظم حتى نحكم به.

ولكي نفهم أهمية وخطورة باب: ما هو معلوم من الدين بالضرورة، ليس فقط في باب الإيمان والكفر، بل أيضا في باب الاجتهاد الفقهي، نجد الأصوليين، عندما يتحدثون عن الإجماع، الذين ورأى أن الإجماع لا يكون إلا فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، كما رأينا ذلك عند الإمام الشافعي. وفي كتابه: (الرسالة) ذهب إلى هذا القول أيضًا بعض الأئمة القدماء: ابن رشد، وابن حزم، وابن الوزير.

ومن المعاصرين الذين سلكوا هذا المنهج الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه لكتاب (الرسالة) للشافعي، و(الأحكام) لابن حزم. وكذلك الشيخ محمود شلتوت حيث قال: (ولا يخفى أن معنى ما ذكره الشافعي وابن حزم أن الإجماع لا يكون إلا فيما هو معلوم بالضرورة من الدين، وأما الطريق إلى العلم به هو التكرار الدال على يقين الأحداث، وانتفاء الشك، فهذا هو الإجماع على أن الحجة تامة به، ولا يجوز مخالفته، ولا شك أن العمل في مثل هذا ولا يكون الحال عملاً إجماعاً من حيث أنه إجماع، بل هو عمل بما تلقاه الجميع من الجميع، مما لا شك فيه في صاحب الشرع، وأن الإجماع فيه لم يكن إلا إجماعاً؛ فإذا ثبت على هذا النحو فلا يكون أصلاً له، ولا يكون أساساً لإثباته.)

مشاكل تحديد المصطلح والتحكم فيه

المشكلة الأولى التي نواجهها في: ما هو معروف عن الدين بالضرورة، يبدأ بتعريفه، والسيطرة على مصطلحاته، لخطورته وأهميته في نفس الوقت، ورغم أننا نجد بعض التعريفات له قديما وحديثا مرات، فهي تعريفات أيضًا مع ملاحظات، وقد حاول البعض أيضًا أن يخرج معيارًا من التعريف، ولم يكن أيضًا قطعيًا، مثل ما قال ابن حجر الهيتمي: (يجب أن يكون قاطعًا ومعروفًا بحيث يكون ولا يخفى على العوام أن يتواصلوا مع أهل العلم ليعرفوه بالحدس من غير نقص في الاعتبار أو الاستدلال).

أو قول الشنقيطي في كتابه: (نشر الباوند على المراقي آل سعود): (المعروف هو بالضرورة ما يعرفه الخاص والعامة، من غير قبول الشبهات. فضم الضروريات، و ويتبين لك أن الضرورة في قولهم: المعلوم من الدين بالضرورة، لا تعني استقلال العقل عن طريق الإدراك دون دليل، لأن أحكام الشرع عند أهل السنة لا يعرف منها شيء إلا عن طريق الأدلة السمعية، لكن لما اشترك فيه خواص أهل الدين وعامة الناس في العلم مع عدم قبول الشك، يشبه ما يعرف بالضرورة في عدم قبول الشك وعمومية العلم، فإنه يسمى معلوما بالضرورة لحكمه. إلى هذا التشابه.

قال العطار: (وهذا هو المعروف عند الخاص والعامة من غير شك. فالتزم الضروريات، كوجوب الصلاة، والصيام، وتحريم الزنا والخمر. وهو” “إنه كافر” لأن إنكاره يتضمن تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم).

ومن معاصريه الشيخ الألباني الذي قال: (من خصائص الدين المعلوم أنه يجب ذكره إما في القرآن الكريم، أو في السنة المتواترة المقبولة عند علماء المسلمين. فإذا كان ومن أنكر حكماً فيه خلاف، فلا يكفر به، بل يخطئ إذا خالف الدليل).

إن التعاريف والضوابط التي حاولت الأقوال السابقة الوصول إليها لم تكن دقيقة ولا منضبطة، رغم محاولتهم ذلك، ولا ندري كيف حكمت مجالس القضاء في الماضي بالردة أو الكفر على من نفى بالضرورة جزءا معلوما من الدين. ، لو كان هناك كل هذه المشاكل في التعريف والضوابط. وكذلك لا يقتصر الأمر على باب أو كتاب من الكتب، بل ما ورد في الكتب الفقهية نماذج لما هو معلوم بالضرورة من الدين، سواء اتفقت هذه النماذج أو اختلف عليها.

المحاولات السابقة

وقد حاول الإمام ابن حجر الهيتمي تناول الموضوع من ناحية اليقينيات، فكتب رسالته: (الإخبار عن يقينيات الإسلام)، لكنه توسع وذكر مسائل لا تصل إلى اليقينيات الشرعية التي يكفر بها الناس. كما أنه لا يوجد كتاب يقيد اليقينيات، وهي بالضرورة مقدمة مهمة لما هو معروف عن الدين. بل عندما يتحدث كثير من العلماء عن كبائر الكبائر، وكبائر الكبائر، نرى في كثير منهم توسعا في باب الكبائر، وإحصاء الذنوب التي لم تدخل في غيرها من المذاهب.

وقبل ذلك ألف الإمام ابن المنذر كتابه في: (الإجماع)، وقد كثرت تعليقات كثير من الفقهاء الذين عاصروه ومن بعده على عدد من المسائل التي ليست موضع إجماع، ولكن وجود كتاب في ذلك. الإجماع، ومحاولة حصره وتسجيله، يساعد في مناقشة الأمر، ومحاولة غربلة ما هو، لكن هذا لم يحدث بالضرورة مع ما هو معروف من الدين، رغم خطورته البالغة وأهميته أيضا، كما كتب.

والموضوع يحتاج إلى جهد بحث كبير في تعريفه وضوابطه، ومن ثم استقراء مواقع ما عرف من الدين بالضرورة في أعماق الكتب، لأن هناك ما يتعلق به في كتب الفقه، وكتب الفقه. الفقه، وكتب الحديث، وكتب القراءات. وهناك من يعتبر كثرة قراءة القرآن الكريم معلومة من الدين. ولا بد من مناقشة هذه المسألة من حيث جذورها وتطبيقها.

وهو جهد مطلوب من المجامع العلمية المختلفة والجامعات الكبرى أن يكون عملاً جماعياً قدر المستطاع، فهو سيمثل الدستور الذي يلتزم به كل باحث أو مسلم فيما يحق له مناقشته وإنكاره، وما هو تعتبر مجالات محظورة، أو مناطق خطرة، ومدى النقاش المسموح فيها. وإلى أي مدى وإلى أي مدى يمكن أن يبدأ النقاش ويصل إلى موضوعات معينة، وما الفرق بين الإنكار والنقاش والاجتهاد في ما هو معلوم بالضرورة في الدين؟

وكل هذه المجالات العلمية تحتاج إلى الاجتهاد والسعي لتحقيقها علمياً، في علم لم يُكتب بعد للأسف، وهو: ما هو معلوم من الدين بالضرورة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

ملاحظة: هذا الخبر المعلوم من الدين بالضرورة.. علم لم يدوّن بعد | تراث تم نشره أولاً على (مصدر الخبر)  ولا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال.
يمكنك الإطلاع على تفاصيل الخبر كما ورد من المصدر.

ومن الجدير بالذكر بأن فريق التحرير قام بنقل الخبر وربما قام بالتعديل عليه اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة تطورات هذا الخبر من المصدر.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!