مقالات دينية

بقوة النعمة نحمل نير الرب

بقوة النعمة نحمل نير الرب

بقلم / وردا إسحاق قلّو

( ومِن مِلئهِ نحنُ جميعاً أخذنا ، نعمةً فوق نعمةٍ ) ” يو 16:1 “

  النعمة هي عمل الروح القدس في الإنسان ، وهو الذي يكشف لنا حقيقة الله بأقانيمه الثلاثة . لهذا ليس أحد يقدر أن يقول ( يسوع رب ) إلا بالروح القدس . ولا أحد يستطيع أن يعرف الآب ، أو الإبن ، إلا بنعمة الروح القدس . والنعمة هبة من الله للإنسان . فمن المحال أن يعرف الإنسان الله الآب بقدراته ، لأن الله ر يعرفه إلا الإبن ، فمن يدعي أنه يعرف الله الآب ولا يعرف الإبن ويؤمن به ، فهو كاذب ، وليس الحق فيه . وكذلك نقول العكس . ومن قال أنه يعرف الإبن من دون الآب الذي أرسله فهو كاذب ، وليس الحق فيهِ . فالكشف عن حقيقة اللاهوت يأتي من فوق . ديانات كثيرة تدعي بأنها على حق ، لكنها لا تعترف بالإبن ، أو بروحه القدوس ، ولا يحفظون ويعملون بوصايا إبن الله ، فرسالتهم وغعتقادهم ليست من الله . لهذا يقول يسوع لبني العالم ( تعالوا إلي ، يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال ، وأنا أريحكم ) . يسوع كشف عن حقيقته ، والآب كشف عنه في يوم العماد وعلى جبل التجلي ، لكي يؤمن بع العالم كله لكي يخرج من دائرة الأبليس وسلطانه والتمرد من الخطيئة لكي يعيش الإنسان في أمان وسلام ، والله سيحفظه من فوق ، ويملأ قلبه من نعمته فيتجدد ، فلا يبقى ذلك الإنسان العتيق محكوماً عليه بالقلق ، بل يعيش بسلام ، لأن روح الله ونعمتهِ ستجعلهُ يعيش في أمان . لهذا قال يسوع ( سلامي أعطيكم ، لا كما يعطيكم العالم ) ” يو 27:14 ” وهكذا يريح من يأتي إلى الرب ويحمل نير وصاياه بقوة النعمة . لأن روح اللله راحة ، فقوة تلك الراحة تأتي من روح الحق التي هي من السماء ، فالعيش في الوصايا والإشتراك في الأسرار الإلهية تجعل المؤمن ضمن دائرة التأثير الإلهية . أي في عشرة الله ومعه ندخل في سِرّهِ الذي لا يدركه العقل ، ونستنير بنور النِعمة السماوية التي هي من روح الله . لهذا نستدعي ذلك الروح دائماً ونقول ( هلُمَ وإسكن فينا ، وطهرنا من كل دنس ، وخلص نفوسنا ) . حينذاك سيكون الإنسان في مأمَن وسيشعر بأنه محتضن بقوة الروح القدس .

  يقول الرب ( إحملوا نيري عليكم ، وتعلموا مني ، فإني وديع ومتواضع القلب ) الرب دعا الناس المتعبين والمثقلين بالأحمال إليه ، وقال لهم ” أنا أريحكم “ ولأجل حمل نيّرهِ علينا أن نتعلم طريقة حمل النير. قال : تعلموا مني ( أي تعلموا مني حمل النير ) وذلك بالعمل بوصاياه لكي لكي نستطيع حمل نير الوداعة والتواضع ، والغاية من كل وصية هي أن يبلغ الإنسان الوداعة وتواضع القلب . بهذا نقتدي بيسوع المتواضع حتى الموت .

   وصف يسوع نيرهِ فقال ( لأن نيري لَيّن ، وحملي خفيف ) والنير الليّن هو الذي لا يجرح ، ولا يقسي على حاملهِ . والله يجعل كل حمل يحمله المؤمن لَيّناً وخفيفاً ، لكي لا يدعي أحداً بأن وصايا الرب ثقيلة للحفظ والعمل بها ، أو إنها مستحيلة ، لأن يسوع واضح في كلامه بأن حمله خفيف , ووصاياه ليست صعبة التنفيذ . أما ما يجعل حمل الرب ثقيلاً فهو عدم رغبتنا في حمله ، ولضعف إيماننا بوصاياه . إذاً المشكلة تكمن في الإنسان الذي إذا رغب في أمر ما وأحبهُ فإنه لا يلقى صعوبة إلا وتكون قابلة لتحملها . والرب الإله لا يمكن أن يحمل أحداً فوق طاقتهِ ، ولا يسمح للمجرب أن يجرب الإنسان فوق قدرته . فكل شىء يجعله الله ميسراً في حياة المؤمنين ، فلا يبقى هناك حجة أو مشكلة لأن كل الضيقات والأحمال تكون تحت ضبط الله ضابط الكل الذي يجعل كل شىء لصالح المؤمن .

والمجد لإلهنا القدير .

 التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!

يستخدم موقعنا الإلكتروني ملفات تعريف الارتباط وبالتالي يجمع معلومات حول زيارتك لتحسين موقعنا (عن طريق التحليل) ، وإظهار محتوى الوسائط الاجتماعية والإعلانات ذات الصلة. يرجى الاطلاع على صفحة سياسة الخصوصية الخاصة بنا للحصول على مزيد من التفاصيل أو الموافقة عن طريق النقر على الزر "موافق".

إعدادات ملفات تعريف الارتباط
أدناه يمكنك اختيار نوع ملفات تعريف الارتباط التي تسمح بها على هذا الموقع. انقر فوق الزر "حفظ إعدادات ملفات تعريف الارتباط" لتطبيق اختيارك.

وظائفيستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط الوظيفية. ملفات تعريف الارتباط هذه ضرورية للسماح لموقعنا بالعمل.

وسائل التواصل الاجتماعييستخدم موقعنا الإلكتروني ملفات تعريف الارتباط الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي لعرض محتوى تابع لجهة خارجية مثل YouTube و FaceBook. قد تتعقب ملفات تعريف الارتباط هذه بياناتك الشخصية.

أعلاناتيستخدم موقعنا الإلكتروني ملفات تعريف ارتباط إعلانية لعرض إعلانات الجهات الخارجية بناءً على اهتماماتك. قد تتعقب ملفات تعريف الارتباط هذه بياناتك الشخصية.