اخبار منوعة

أرادوها معركة صغرى ولكن الله أرادها كبرى.. بين بدر وغ*ز*ة | سياسة تريند – Trends

أرادوها معركة صغرى ولكن الله أرادها كبرى.. بين بدر وغ*ز*ة | سياسة :

27/03/2024-|آخر تحديث: 27/03/202401:07 مساءً (بتوقيت مكة)

إن العيش مع السيرة النبوية، والتأمل في دروسها ومواعظها، ليس مسألة انحلال فكري، وإن كان لا يخلو من نعمة الأجر والطاعة. ولكن لا بد من إسقاط ما حدث في هذه الأحداث النبوية على مجرى حياتنا، لتكون غذاء ومنارة للمشاكل التي نعاني منها. أو المحن، صغيرة كانت أو كبيرة، وهذا هو سر تعدد الكتابات عن سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل زمان ومكان، وبعدة لغات، ومن مختلف المتخصصين، حيث كل متخصص وكل جيل يرى ما يجده من زوايا نظر وفكر في هذه السيرة، وهذا سر عظمة نبيه، وعظمة سيرته العطرة.

في شهر رمضان المبارك، وقعت أحداث كبرى وجسيمة في السيرة النبوية، أهمها: غزوة بدر الكبرى، والتي سُميت بيوم الفرقان؛ لأن الله فرق فيه بين الحق والباطل، بنصرة أهل الحق في هذا اليوم على قلة عددهم وعدتهم، ليكون عبرة لجميع أجيال المسلمين، كلما مروا بمحنة قريبة منه، ليستلهموا منه ويزودوهم بالطعام لمواجهة مصائبهم ومحنهم.

ليس هناك محنة تعيشها الأمة الآن في هذا الشهر الفضيل أعظم أو أهم من محنة أهل غ*ز*ة، حيث يُقصفون ليل نهار بكل وسائل الق*ت*ل بعدوان غير مسبوق في هذا العالم، وهناك تشبيهات مهمة ومفيدة من غزوة بدر، والتي تقدم العبر والأمل من هذا الماضي النبوي حيث أين التاريخ، ولكنه الماضي والحاضر والمستقبل من حيث العظة والعبرة والقدوة، وهو ما نحاول التطرق إليه وفي هذا المقال بعض النقاط، إذ لا يتسع المجال لسردها جميعاً.

ومن أول ما ساهم في حسم غزوة بدر ما فعله المسلمون فيما عرف بعادات الحروب وهي: المبارزة، حيث يخرج من الجانبين من يخرج للمبارزة وبالفعل خرج ثلاثة من كبار الصحابة، أمهر المبارزة، أمام ثلاثة من كبار جيش قريش. لقد عانوا جميعًا من الهزيمة وق*ت*لوا في المبارزة. وكان هذا عاملا نفسيا كبيرا في جذب كفار قريش.

لقد أرادوا معركة صغيرة، لكن الله أراد لها أن تكون معركة كبيرة

وأول الملامح التي تتضح لنا في غزوة بدر هي قضيتها. انحصرت نية المسلمين الذين خرجوا في هدف صغير محدود: الهجوم على قافلة قريش، قافلة التجارة التي كان يقودها أبو سفيان، ليستعيد المسلمون بعض حقوقهم، كما نهبت قريش أموالهم. . وبيوتهم، وهددوهم، بعد هجرتهم إلى المدينة، بالكتابة إلى أمراء المدينة، قائلين إنهم آووا من ارتد عن دينهم. وقد نجا أبو سفيان من القافلة بمكره ومكره، وأرسل إلى قريش رسولا لينبههم إلى ذلك.

لكن أبو جهل وفريق معه أصروا على خوض المعركة، بهدف القضاء على المسلمين والقضاء عليهم، فتحولت المعركة من هدف صغير إلى معركة كبرى، قال عنها القرآن الكريم: “وإذا وعدكم الله أن تكون لكم إحدى الطائفتين، وتمنيتم أن تكون لكم التي غير التي ذات الشوكة، وأراد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين. ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون». (الأنفال 7، 8)

“طو*فا*ن الأقصى” كان في بدايته وتخطيط القائمين عليه: مجرد عملية صغيرة، وقع فيها أسر بعض الجنود، للتفاوض معهم لإطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال. لكن العملية توسعت، بسبب الاختراق الأمني ​​للكيان الصهيوني، وتفاجأ المشاركون بمشاركين مدنيين، وحدث ما لم يشاهدوه من قبل. أهل فلسطين لا يعتقدون ذلك، فالجميع يجد نفسه أمام معركة كبرى، وليست صغيرة، وأمام حدث سيهز العالم أجمع، قبل أن يهز الكيان الصهيوني.

غطرسة المتكبر هي نفسها في كل وقت

وعرفت قريش أن القافلة قد نجت، لكن غطرسة أبي جهل وغطرسته دفعته إلى الحرب، فقال كلمته الشهيرة: والله لا نرجع حتى نرد ماء بدر، ونقيم فيه لمدة طويلة. ثلاثة أيام فلا يخافنا العرب أبدا. ورغم محاولات عتبة بن ربيعة إثناءهم عن الحرب، وتعليقه في عنقه، إلا أن أبو جهل استفزه باتهامه بالجبن، وأنهم سائرون فيما شرعوا فيه، ولا شيء يمنعهم عنهم أن يفعلوا ذلك، حتى لا تتأثر هيبتهم وكبرياءهم. وبالفعل استسلم الناس لأبي جهل، وكانت نهاية أكثرهم في هذه الحملة. وبدلاً من حادثة عابرة كان من الممكن أن تمر دون أن يلاحظها أحد، ذهب إلى ساحة أكبر، مما سلبهم وكرامتهم إلى الأبد.

نفس منطق الغطرسة والغطرسة نراه في كل مستكبر ومحتل وطاغية. فالصفات والقرارات واحدة، وكل واحد منها يسير نحو نهايته الحتمية، التي لا مفر منها. لا شيء يمكن أن يمنعه من ذلك، لا مشورة الحكماء من حوله، ولا توجيهاتهم، وهذا ما ظهر في نتنياهو ومن يتبناه. ورأيه أنه كلما حاول البعض إقناعه بإنهاء الحرب وتبادل الأسرى يصر على مواصلة الحرب والدمار، ويجد من يقف معه في الدمار، لأن غطرسته وكبريائه بإس*رائي*ل قد دُفنت. تحت التراب بما حدث، ولم تزيده الحرب إلا خسارته، رغم خسارة أهل غ*ز*ة في الأرواح والمباني، إلا أنها ليست خسارة من طرف، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بآخر. السياق، حيث قال: “ولا تهنوا في طلب الناس إن كنتم تألمون، فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون”. وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا» (النساء: 104). متبادل، مع الفارق أن الأمل بالله هو للمظلوم، وليس للظالم المتكبر.

تأثير الضربة الأولى للعدو

ومن أول ما ساهم في حسم غزوة بدر ما فعله المسلمون فيما عرف بعادات الحروب وهي: المبارزة، حيث يخرج من الجانبين من يخرج للمبارزة وبالفعل خرج ثلاثة من كبار الصحابة، أمهر المبارزة، أمام ثلاثة من كبار جيش قريش. لقد عانوا جميعًا من الهزيمة وق*ت*لوا في المبارزة. وكان هذا عاملا نفسيا كبيرا في جذب كفار قريش.

وهذا ما نجده في «طو*فا*ن الأقصى». وهذه الضربة، رغم ما خلفتها من عواقب وخيمة على أهل غ*ز*ة من دمار وق*ت*ل وتشريد، والتي لم تعرف نتائجها بعد، إلا أن هذه الصدمة التي ضربت كل أسوار الأمن والأمان الصهيوني، أصابتهم في الموت، وحققت هدفاً استراتيجياً سيبقى أثره. لفترة طويلة وطويلة، وهو ما يفسر جنونهم في الحرب، وما يفعلونه، وهو أسلوب يتبعونه دائمًا، لكنه ازداد بسبب الألم الذي سببه لهم، وما نتج عنه من آثار على عدة مستويات: منها النفسية، وفقدان الأمان والثقة بهذا الجيش الصهيوني والأجهزة الأمنية. .

انتصار القلة المؤمنة

وكان عدد المسلمين في غزوة بدر يزيد قليلاً على 300 رجل، بأقل العدة والعتاد، وكان عدد المشركين ألف مقاتل، بعدتهم وعتادهم، وفرسانهم المهرة. إلا أن القلة انتصرت وانهزم الكثير، لأن القليل من المؤمنين جمعوا بين الاستعداد للمعركة والاستغاثة بالله عز وجل حتى سقط رداء النبي -صلى الله عليه وسلم- عن منكبه وهو يصلي. خوفا من هلاك هذه الطائفة من المؤمنين.

إن قلوب المسلمين والعرب والأحرار في العالم أجمع معلّقة بالدعاء إلى الله عز وجل أن ينصر أهل غ*ز*ة، وأن يعيذهم من شر المستكبرين في الأرض من الكيان والمستعمرين. يساعدها العرب والغرب. على الرغم من صغر المساحة التي تدور فيها الحرب، وقلة عددها، وندرة الإمدادات العسكرية والمدنية، إلا أن الأهالي يكاد يق*ت*لهم الخوف والقلق على غ*ز*ة وأهلها، مما لا يعلمه الناس من الغيب الله. فهل سيتمكن الظالم من القضاء عليهم أم سيعودون مكسورين يجرون أذيال الخيبة؟

الملائكة تنزل للنصر

لم يتخلى الله عن المؤمنين في غزوة بدر، فأنزل المطر ليطهرهم ويقويهم، وأنزل ملائكته -سبحانه وتعالى- حيث قال: “وإذ استغاثتم ربكم فقال لك: أمددك بألف من الملائكة متتابعين. وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم» (الأنفال: 9، 10).

وما توضحه الآيات الكريمة أن نزول الملائكة كان لتقوية المؤمنين، فألف ملك يعادل جيشا من المشركين، ويكفي ملك واحد أن يهزمهم، أما نزولهم فكان تثبيتا وربطا. قلوب المؤمنين، مما يثير أن النزول لم يكن خاصا بالصحابة. وليس هذا فحسب، بل هو أمر يحدث في كل زمان ومكان، مع كل من يستحق هذا النسب.

وهذا ما نلاحظه بوضوح في صمود وصبر أهل غ*ز*ة، فالله -تعالى- يعلم أن هؤلاء الشعب يستحقون النصر والصمود، وهذا ما رأيناه في مواقف الكثيرين، مما لفت الانتباه إليه، وكان موضوع السؤال من المشرق والمغرب: كيف يتحمل هؤلاء كل هذا البلاء؟ وهو تثبيت الله للنفوس، سواء بالإيمان أو ملائكته أو غير ذلك من العوامل بقدرة الله عز وجل.

في غزوة بدر وما يحدث في أرض غ*ز*ة أوجه التشابه لا تعد ولا تحصى، فلا عجب لأنه تاريخ إيماني في كل زمان ومكان، يتكرر مع مختلف الأشخاص والأمكنة، لأن مؤلفه يستمد منه نفس الشكوى التي صدرت منها مواقف المؤمنين الأولى، في بدر وغيرها من معارك الإسلام، والمهم أن يستلهم المسلمون دروس حاضرهم من ماضيهم النبوي، ملتزمين بشرع الله في الكون، ويأخذوا مراعاة تنفيذها، والسعي لنصر الله، بكل ما لديهم من إعداد مادي ومعنوي، آخذين في الاعتبار قول الله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) محمد: 7.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

ملاحظة: هذا الخبر أرادوها معركة صغرى ولكن الله أرادها كبرى.. بين بدر وغ*ز*ة | سياسة تم نشره أولاً على (مصدر الخبر)  ولا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال.
يمكنك الإطلاع على تفاصيل الخبر كما ورد من المصدر.

ومن الجدير بالذكر بأن فريق التحرير قام بنقل الخبر وربما قام بالتعديل عليه اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة تطورات هذا الخبر من المصدر.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!