آراء متنوعة

ميناء الفاو الكبير وتداعياته على المنطقة

ميناء الفاو الكبير وتداعياته على المنطقة

سيضم ميناء الفاو عند انتهائه 99 رصيفا ليكون بذلك أكبر ميناء في غرب آسيا وسيضفي أهمية إستراتيجية على العراق ويحقق عوائد مالية ضخمة من خلال عمليات نقل البضائع والمنتجات النفطية

تصميم عراقي على تذليل العقبات
ما يُحسب لحكومة محمد شياع السوداني هو الإصرار على إكمال ميناء الفاو الكبير في جنوب العراق، والذي يعد أكبر الموانئ في الخليج العربي وأحد أكبر الموانئ في العالم، وعلى الرغم من كل العراقيل التي وضعت من أجل عدم تنفيذه إلا أن هناك إصرارا سياسيا على تنفيذه وإكماله، حيث يقترب الميناء من المراحل النهائية للمرحلة الأولى، ويستعد الفنيون لمرحلة التشغيل بحلول عام 2028. وحسب خبراء الملاحة الدولية سيغير الميناء خارطة النقل البحري العالمية، وسيتم نقل البضائع من الصين واليابان وجنوب شرق آسيا إلى أوروبا عبر العراق وبالعكس، وسيكون منافسا قويا لقناة السويس على البحر الأحمر، بالإضافة إلى أنه سيكون قادراً على نقل النفط والغاز والمواد الكيميائية، وجميع منتجات التجارة العالمية الأخرى، ما يعني أن هذا الطريق سيعمل على تقليل الوقت اللازم للنقل بين أوروبا وآسيا 11 يوماً.

يضم ميناء الفاو 99 رصيفا وسيكون أكبر ميناء في غرب آسيا، متجاوزاً بذلك ميناء جبل علي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيضفي الميناء أهمية إستراتيجية على العراق وسيحقق عوائد مالية ضخمة من خلال عمليات نقل البضائع والمنتجات النفطية وبشكل أسرع من قبل، بالإضافة إلى إنشاء شبكة سكك حديد تربط منطقة الخليج بأوروبا عبر العراق وتركيا، وهو ما سيمنح العراق مكانة مهمة في التجارة العالمية، ويربط دول الخليج التي تعتبر من الدول الاستهلاكية للسلع بتركيا التي تعتبر هي الأخرى مستهلكا مهما للنفط، ومحطة مهمة من محطات تصدير السلع إلى العالم.

◄ من الواجب على الحكومة أن تسعى جاهدة لإكمال المرحلة الأولى من المشروع في أسرع وقت والبدء بتشغيله، والذي سيكون تحديا واختبارا لقوة العراق أمام تحقيق طموحاته الاقتصادية

الميناء سيتم إنشاؤه على جزيرة صغيرة في المياه العراقية تقدر مساحتها بحوالي 350 كيلومترا مربعا منها 250 مترا مربعا داخل البحر، وقد تم إنشاء وبناء هذه الجزيرة عن طريق عمليات دفن تقدر بحوالي مليار متر مكعب من الأتربة في البحر و25 مليون طن من الحجر، وسيتسع الميناء لمدن صناعية ومناطق تجارة حرة، وتقدر كلفة المشروع بحوالي 12 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتم تعويض هذه التكاليف خلال ست سنوات من افتتاحه.

وهناك بعض العقبات أمام اكتماله، منها عمق المياه الذي يصل إلى أكثر من 40 متراً، بالإضافة إلى الحاجز الطيني القريب من مدينة الفاو، والذي يتراوح بين 3 إلى 6 أمتار، ومع ذلك فإن المخططات الهندسية والفنية مصممة على تجاوز هذه العقبات وإكمال جميع مراحله على أفضل وجه، ومخطط للميناء أن يعمل بكامل طاقته الإنتاجية بحلول عام 2038.

وعلى الرغم من ردود الأفعال على إنشاء هذا الميناء، إلا أن الحكومة العراقية مصممة على تذليل العقبات، كون المشروع يقلل الاعتماد على النفط ويفتح الباب أمام تعدد أبواب توسع الاقتصاد العراقي ومردودات الموازنة السنوية. لذلك أعتقد من الواجب على الحكومة أن تسعى جاهدة لإكمال المرحلة الأولى من المشروع في أسرع وقت والبدء بتشغيله، والذي سيكون تحديا واختبارا لقوة العراق أمام تحقيق طموحاته الاقتصادية، وإعادته إلى مصاف الدول الصناعية والاقتصادية الرائدة في المنطقة.

محمد حسن الساعدي
كاتب عراقي

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!