اعادة الحياة للمصانع المدمرة والمتوقفة
من الحسنات اعادة الحياة لمعمل الاسمدة النيتروجينية في الشركة العامة لصناعة الاسمدة الشمالية في قضاء بيجي , ولكنها حسنة متأخرة جدا , والمعمل اصيب بالإضرار منذ حرب د*اع*ش , هو وبقية المنشآت في القضاء والتي تم اعمارها بالتقسيط , وكأن الحكومة تعاقب القطاع العام رغما عن اهميته والحاجة الملحة اليه للاقتصاد الوطني .
وكلنا نتذكر المعدات التي نهبت من هذه ا لمنشآت في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الجهات المعنية وبقيت في العراق متروكة في العراء والحكومة في استعادتها رغم معلومية مكانها ومن سرقها واستعداد الحائزين عليها ارجاعها بعد عجزهم عن تهريبها لضخامتها ..
كُلفة هذا المصنع أكثر من مليار دولار لتعزيز عمل المُزارعين وتقليل الكُلف في شراء الأسمدة المُستـوردة، داعيا الشركة المُشاركة إلى تسلم الموقع والمُباشرة بالعمل بأسرع وقت والتنفيذ وفق الخُطة وبنود عقد الشراكة .
المهم ان القطاع العام برمته اهمل منذ اليوم الاول لإطاحة النظام الدكتاتوري ورغم رفع القيود والعقوبات عن النظام الجديد , لم يحظى بخطة لتأهيله وتحديثه لغياب الرؤيا الاقتصادية الواضحة والصحية , فقد هيمنت فكرة خطيرة على القوى الماسكة بالسلطة , وهي تفكيك قطاع الدولة وبيعه الى القطاع الخاص او طرحه للاستثمار المحلي والأجنبي بابخس الاثمان وتشريد العاملين فيه , وهم كانوا القوة الاساسية في الدفاع عنه للمصلحة الوطنية والذاتية .
الواقع ان الطريق الوحيد لتغيير طبيعة الاقتصاد الوطني من ريعي الى اقتصاد متنوع , صناعي – زرعي, والنهوض في القطاعات الاخرى يكمن في وتحديث الات ومعدات الاف المصانع والمعامل في القطاعين العام والخاص التي متوقفة ومتخلفة ,وانشاء المصانع الجديدة لكي نطبق شعار اعتماد السوق الوطنية على منتجات ” صنع في العراق ” وبالتالي النهوض بالبلاد وتحقيق نسبة عالية من الاكتفاء الذاتي واستغلال خيراتها , وجني الفوائد الكبيرة منها من تشغيل العاطلين الى القضاء على الفقر الذي ينشب مخالبه بين الناس .
البلاد بحاجة ماسة الى خطة مدروسة واولويات لا يقتصر الاعمار فيها على القطاع النفطي الذي يجري التركيز عليه الان لتحقيق الاضافات على الدخل الوطني وتقليص وانهاء الاعتماد على اقتصاديات بلدان الجوار واستنزاف الموارد المالية على الاستيرادات التي لا مبرر لها اذا تم تأهيل مصانعنا واعادة الحياة اليها مجددا .
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.