نامي … فإن لم تشبعي في اليقظة، فمن المنام
نامي … فإن لم تشبعي في اليقظة، فمن المنام
ضرغام الدباغ / برلين
هذا مقطع من قصيدة للجواهري. به تحريض مدهش على فكرة الاقتناع والاكتفاء بالموجود، والمنام سوف لن يجلب سوى الاحلام، وبعض الاحلام ممتعاً، وهو زاد الفقراء والبؤساء ..
والمقاطع الأولى تنبأ عن تفاقم الإشكاليات لدرجة أنه يقبل حتى بالجوع فينصح الجياع موكلاً أمرها إلى الآلهة : ” نامي جياع الشعب نامي … حرستك آله الطعام، وهو يعلم أن لا شيئ يجنيه من الصبر ويعلم أن الوعود زائفة وعبارة عن سلسلة خدع تبدأ بالجوع وتنتهي بالقمع، ويعبر عن ذلك : نامي على زبد الوعود … يداف في عسل الكلام.
ولكن الجواهري في مكان آخر / قصيدة أخرى، يحرض على الثورة : أنا حتفهم سألج البيوت عليهم وأغري الوليد بكرههم والحاجب … والجواهري رزء بشقيقه جعفر شهيداً في انتفاضة بورتسموث / 1948، فالألم الذي اجتاح قلبه بلور ثورته الداخلية، ورفع درجة الغضب ..
ولكن قصيدته ” نامي فإن لم تشبعي من يقظة .. فمن المنام ” سنبقى نقولها … لمن يريد ادخار غضبه لساعة ينفجر فيها المرجل … فتلك ساعة ستحتاج فيها لغضب عارم ..ولكن لكل ذرة من العقل والحكمة أيضاً ….!
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.