مقالات

قَبْلَ أن تضع الحرب أوزارها … وسائل الإعلام الرسمي ومواقع

الاسئلة الضرورية، داخل الإطار الأخلاقي والإعلامي التي ينبغي أن نطرحها قبل أن نوجّه الفوهات التي تحمل الكلمات، كيف يمكن للماكنه الإعلامية أن تمارس دورها في التهدئه وعدم التصعيد،كي تسهم في كشف الحقائق لا في تعميمها؟ وماذا يعني أن تكون موضوعياً في زمن من النادر فيه أن تكون حيادياً؟

•بعض الأحيان تستطيع أن تسبق الحقيقة بخطوتين عندما تنقد الواقع نقداً بناءً.

المعلومه هي السلاح في زمن الأزمات والحروب، تلك الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان، وعليه فإن وسائل الإعلام ومواقع تداول المعلومات هي ساحة المعركه الافتراضية والتي لا تقل دمويةً عن الأرض الحقيقية لساحة المعركة،إذ تتحول الصورة إلى ذخيرة والمعلومة الى سلاح، فالمعركة أذاً في تشكيل الوعي وأعادة صياغة الواقع الذي يؤثر على مسار الحرب قبل أن تضع الأخيرة أوزارها .
هناك شقين للإعلام التقليدي الرسمي والمستقل وكلاهما له أدواته الخاصة والمعرف تأريخيا ًادات من أدوات النفوذ السياسي وغالباً ما يكون خاضعاً لرقابة الدولة أو لمصلحة رؤس المال، أثناء الحروب والأزمات يقبض عليه من خلال تضييق هوامش النقد ويتم تحويله إلى بوقاً تعبوياً تكاد تكون مساحة الصوت فيه مختزلة لتوصيل معلومه للقاصي والداني أن العدو هو الشر المطلق ومكامن الخير تكمن فينا، فنلاحظ جلياً الانقسام الأخلاقي الحاد الذي يختزل الجانب الإنساني بسردية سطحية تحمل تشويهاً كاملاً للحقيقة لكنها مريحة للجمهور.
هذا الأمر خلق في الجانب الآخر متنفساً لهذا الهامش والذي أصبح واسعاً على الرغم من كونه منصةً لصوت غير مسموع احياناً ولكنه بدون شك سلاحاً أخر تمتلكه الشعوب اليوم في ظل التكنلوجيا فأصبح كالمرآة المكسورة التي تعكس الواقع الذي يعاني من التشظي ما بين التظليل،الخوف والتحيّز، ليصبح المعيار هنا للمحتوى الذي غالباً لا يُقيَّم بمدى دقته لكن على أساس قدرته في سرعة الانتشار. وهنا تزدهر الشائعات ويغيب الوعي الذي يضخم من حجم خطاب الكراهية.
الأمثلة كثيرة على ذلك وخصوصاً في عصرنا هذا حيث شهدنا حروباً كثيرة، ورأينا كيف تتحول الصور التي تنقل لنا الحقائق إلى أدوات دعائية ويتم منتجتها وتحريرها وهي مقطعةً من سياقها وشحنها بالعاطفه، فيعاد نشر الفديوات القديمة على سبيل المثال لواجهة جبهة اليوم، وتفبرك المنشورات والتغريدات بعد ان تعالجها المصانع الإلكترونية المتخصصة لتوزع بعد ذلك التهم مثل الخيانة والعمالة كونها لا تتماشى مع الروايه السائده، في خضم هذه الفوضى المعلوماتية يطرح للساحة منتج نستطيع تسميته اللايقين الجماهيري الذي ينتج من خلاله إنسحابه وقوقعته لان الجمهور تسيطر عليه حالة من التشويش وعدم الثقة فلا يعود يصدق ما يقال.
ختاماً لا بد من الإشارة إلى تلك اللحظه التي يتهافت فيها الجميع إلى تثبيت الرواية لا على البحث عن الحقيقه،وهنا بالذات على الإعلام الحقيقي ان يكون صوتاً للإنسان وسلطةً للضمير وإلا فأنه سوف يتحول كصدى لألة، وأداتاً قمعيه، وقبل أن تضع الحرب أوزارها فأن الكلمة التي تُقال والرؤية التي تُسجل لا يمكن إصلاح مفاسدهما بعد ما سبقت الرصاص وقيلت بلا مسؤليه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!