فضائيات أدمنت التهريج والتسفيه – كاظم فنجان الحمامي
قديماً قالوا: إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا فيجب أن نعرف ماذا في البرازيل !. . وقال آخرون: إذا أردت أن تعرف ماذا في البرازيل فيجب أن تعرف ماذا في إيطاليا !. .
اما الآن فإذا أردت أن تعرف ما الذي يجري في ديارنا فلا تشاهد الفضائيات العربية، ولا تقرأ الصحف العربية، ولا تتابع الافلام والكتابات المنشورة على منصات التواصل العربية. لأنك لن تسمع الحقائق، ولن ترى الوقائع. حتى الحوادث التي تقع امام انظارنا أو فوق رؤوسنا تنقلها لنا الأبواق العربية بصيغة مختلفة، واحيانا تتعمد التعتيم فترفض سرد تفاصيلها، وتتوغل إلى أبعد الحدود في التزييف والتحريف. .
قد تقع الحوادث على وجه العموم بين طرفين: فاعل ومفعول به، أو بين ظالم ومظلوم، أو بين قوة قاهرة وقوة مستضعفة. أو بين جهتين معلومتين. .
خذ على سبيل المثال ارشيف وملفات العميل الذي أعدمته سوريا عام 1965 (كامل أمين ثابت) أو (إيلي كوهين). والذي حصلت إس*رائي*ل الآن على وثائقه ومقتنياته، والذي بحثت عن رفاته، وعثرت عليها في دمشق ثم نقلتها إلى تل أبيب بالتنسيق مع الحكومة السورية الحالية المؤقتة، في واقعة بثتها القنوات العبرية والعالمية بكل اللغات الحية. وتناقلتها وكالات الأنباء في أوروبا وأمريكا، باستثناء القنوات العربية الداعمة للجولاني، التي اصرت ومازالت تصر على تكذيب الخبر، وتسعى لذر الغبار الإعلامي في عيون الناس، في محاولة بائسة ومفضوحة لتجميل صورة الجولاني، وتوجيه الاتهامات للنظام السابق. .
ليس هنالك اشد خطرا علينا من الأبواق الكاذبة والأفلام المأجورة التي لا تستقيم على مبدأ. .
مشكلتنا الحالية تتلخص بفقرتين:
– ان الأبواق والمضخات الإعلامية المزيفة لن تستمر طويلا وسوف يفتضح امرها. .
– اما الأصوات الناطقة بالحق فهي خجولة ومنزوية، أو انها مهمشة وتعمل في مساحات محدودة. .
كلمة اخيرة: إذا اجتمع المال والإعلام المأجور فان الضحية هي الحقيقة. .
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.