حياتنا ورقة في ورقة – يحيى الزيدي
يمرّ الإنسان منا بمراحل متعددة في حياته، منها ماتجعله مترفاً فيها، وصاحب مال وجاه ومركز مرموق .. وآخرى تبعده عن وسائل الراحة التي إعتاد عليها سابقاً.
في بعض الأحيان تكون قرارات الإنسان نابعةً منه، وفي أحيان أخرى قد يكون مُجبراً عليها، لذا عليه أن يكون مستعداً لكل ما قد يعترض طريقه، لأنّ ذلك سيكشف له عن الغاية من الحياة التي يعيشها.
تتمثل شخصية الإنسان وأهدافه في قدرته بالتغلب على العقبات، والنكسات التي تواجهه، ويُمكن أن يجد المغزى الذي يبحث عنه في أحلك الظروف، وحين يُدرك ذلك سيصبح أكثر حكمةً ومرونة، علماً بأن المواقف والظروف التي يمر بها الإنسان لا تؤثر على الصعيد الشخصي فقط، بل تؤثر في مجتمعه كاملاً، وتوجه خيارات الآخرين من حوله.
كلام اعجبني ..شهادة الميلاد ورقة، ومراجعة الطبيب بورقة، ووصفة العلاج ورقة ، وشهادة النجاح ورقة، وشهادة التخرج ورقة، وأمر تعيينك ورقة، وترقيتك ورقة ، وإحالتك على التقاعد ورقة.
وتتوالى الأوراق..عقد الزواج ورقة، جواز السفر ورقة، وسند ملكية البيت ورقة، والدعوة للمناسبات ورقة.
لكن الورقة الوحيدة التي لايمكن للإنسان أن يراها هي :ورقـة شهادة الوفاة ..فأعمل لها فإنها أهم ورقـة.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم :(( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)).
أي: والذين يجمعونَ الذَّهب والفِضة بعضَها إلى بعضٍ، ويُمسِكونها، ولا يُخرِجون حقوق الله منها- مِن الزَّكاةِ والنفقاتِ الواجبةِ، – فبشرهم يا محمَّد بعذابٍ مُوجِعٍ.
نعم.. نَرى ونَسمعُ عن الكثيرِ من أصحاب الأموال يفكرون بإكتناز الذهب والأموال، وشِراء العقارات والسيارات الفارهة، ولايتوقفون عن ذلك..مشغولون بهذه الممتلكات، لكن للأسف البَعض منهم بَعيداً عن الله، وأهله، ومجتمعه، لاسيما في هذا الشهر الفَضيل.
يقول سيدنا الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام وكرم الله وجهه: أمران لا يدومان للمؤمن “شبابه وقوته “، وأمران ينفعان كل مؤمن : “حسن الخلق وسماحة النفس”، وأمران يرفعان شأن المؤمن : “التواضع وقضاء حوائج الناس “، وأمران يدفعان البلاء :”الصدقة وصلة الأرحام “.
أقول..حياتنا عبارة عن ورق في ورق.. تطويها الأيام وتمزقها ثم ترميها.
الدنيا كلها أوراق ..فكم يحزن الإنسان لورقة ، وكم يفرح لـورقة .
هذة هي الحياة..عندما تمنحك شيئا تسلبُ مِنك شيئاً آخر.
دائماً نعتقد إن حياة الآخرين هي أفضل من حياتنا، والآخرون يعتقدون إن حياتنا أفضل منهم.. كل ذلك لأننا نفقد شيء مهم في حياتنا وهو ” القناعه “.
القناعة “هي الرضا بما أعطى الله”.. و”القناعة هي “الرضا بما دون الكفاية، وترك التشوف إلى المفقود، والاستغناء بالموجود”.
الحياة دون قَناعة لا طائِل منها، ولا قيمةَ لها.. والحياة مَهما طالت قصيرة ، لذا علينا أن نعيشها بما قدره الله لنا.
أخيراً.. إذا أردت أن تعرف مقامك عند الله، فانظر إلى مقام الله في قلبك.
رمضان كريم..
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.