ح*ما*س.. وسقوط ورقة التوت
كان لتصريح وزير الدفاع الإ*سر*ائي*لي، يوآف غالانت، بأن الاحتلال قد وصل إلى النواة الحساسة لحركة ح*ما*س والآن يستخدم أسلحتها ضدها، مؤشر يؤكد على تمكن الكيان المحتل من الوصول إلى مركز العمليات للحركة في غ*ز*ة، كما يدلل على أنها قد خسرت أرض المعركة في ظل الحرب الشعواء التي دكت القطاع وحولته إلى ركام.
ويبدو أن تصريح “غالانت” ليس مجرد ثرثرة أو أمنية إ*سرائ*يل*ية تحاول تل أبيب إقناع نفسها بها من أجل إسقاط ح*ما*س، بل أصبحت حقيقة راسخة خاصة بعد أن أبدت ح*ما*س نيتها في ترك غ*ز*ة والتفكير في الهجرة إلى قطر أو تركيا أو أي دولة أخرى غير لفلسطين، ليخلو لإس*رائي*ل الجو حتى تتوسع حدود دولة الاحتلال بضم غ*ز*ة.
“ح*ما*س” خضعت أيضا أمام إس*رائي*ل، عندما أعلنت قبولها بوقف إطلاق النار مع بدابة شهر مايو الجاري، وإبداء النية للجلوس على مائدة المفاوضات في القاهرة من أجل الهدنة، لكنها تمسكت بشروطا رفضتها إس*رائي*ل، والتي كان أبرزها الإفراج عن جميع عناصر وقيادات الحركة من السجون الإ*سر*ائي*لية، وهذا كان بمثابة الرعب نفسه لتل أبيب، فمن الواضح أنها تخشى أن تجدد الحركة نفسها وتعود مجددا بأكثر من عملية انتقامية كطو*فا*ن الأقصى.
مستجدات الحرب تشير إلى أن ح*ما*س كحكومة قد سقطت، لكنها لا تزال متواجدة كتنظيم أو حركة قادرة على الإضرار بمصالح إس*رائي*ل في الدول الغربية خاصة بعد اشتعلت الجامعات الأمريكية والبريطانية بمظاهرات من أجل غ*ز*ة، أو حتى في قلب تل أبيب حتى لو خسرت السيطرة على قطاع غ*ز*ة.
وما زاد الأمر تعقيدا هو تهديد الحركة خلال الأيام الماضية بتعليق المفاوضات التى تجرى مع الاحتلال الإس*رائي*لى بشأن مقترح الهدنة، وهو ما أثار غضب إس*رائي*ل التي تضغط بورقة اجتياح رفح من أجل قبول ح*ما*س لشروطها، وسرعة إفراج الحركة عن الرهائن وامتصاص غضب الشارع الإ*سر*ائي*لي ضد نتنياهو وحكومته!
لكن المعطيات الحالية تشير إلى أن ح*ما*س حكومة تلتقط أنفساها الأخيرة في غ*ز*ة، وربما تبحث عن مراكز أخرى من أجل تجديد نفسها وإعادة إدارة أمور الحرب ضد إس*رائي*ل في رفح في محاولة بائسة لإثبات الوجود على الرغم من تأكدها أنها خسرت الحرب كما خسرت السيطرة على قطاع غ*ز*ة إلى الأبد، لكنها لا تزال قادرة على إرباك إس*رائي*ل وتقويض أمنها، فلا تزال الصواريخ والضربات العشوائية قادرة على إفزاع الإ*سر*ائي*ليين، الذين يعتبرون “ح*ما*س” بعبع العصر، كنا أن المعارك اليومية متواصلة بين الطرفين حتى هذه اللحظة!
ورغم ذلك، فح*ما*س لم تموت حتى الآن رغم ضعفها، وأعلنت أنها مستعدة لمواصلة القتال لفترة طويلة، فرئيس الحركة يحيى السنوار لا يزال يسيطر على الأمور ويديرها ويتحكم بها رغم كل ما تسبب فيه من دمار وخراب وق*ت*ل للشعب على حساب هوسه بالزعامة وتحقيق مصالح الحركة.
تعنت “السنوار” وتحديه لنتنياهو في معركة تجري على حساب الفلسطينيين لا الاس*رائ*يليين قد يؤدي إلى مجازر جديدة في رفح خلال الأيام القليلة المقبلة، ورغم ذلك فهم يتمسكون بشروطهم الكاملة لوقف الحرب دون مراجعة حصيلة الحرب الممتدة منذ ستة أشهر والتي خلفت أكثر من 35 ألف شهيد و78 ألف جريح وهذا بخلاف المفقودين تحت الأنقاص وأكثر من نصف مليون بناية مدمرة.
والآن.. يتبادر سؤالين في الأفق: هل بامكان ح*ما*س أن تستمر في نفس النهج بعد كل ما حدث وهل ستعيد تقدير الموقف وتنقذ نفسها بالانضمام الى منظمة التحرير ا*لفلس*طينية ؟