آراء متنوعة

العيد في مراحل الحياة

العيد في مراحل الحياة

 

زيد الحلي

بعد يومين يطلّ علينا عيد الأضحى المبارك، وتُحدثني طفولتي قائلة: كان حلمنا كبيرا بقدوم العيد والعيدية، وبضحكة أمنا، واللعب مع الأقران.
ومع سنوات يفاعتنا، اتسعت مطالبنا بالحصول على قطعة نستله “مارس” الإنكليزية بسعرها المعروف (٦٠ فلسا)، و”لفة هامبرغر أبو يونان” بأربعين فلسا، والذهاب إلى منطقة “بارك السعدون”، وهي ساحة خضراء تقع في شارع النضال من جهة ساحة الأندلس وسط بغداد، للمشاركة في ملاعبها الراقية، والنظر خلسة إلى الصبايا اللواتي يكبرننا سنا وهنّ يلعبن بـ(الرول سكيت).
ومع مغادرتنا يفاعة العمر، وجدنا أنفسنا تحت عباءة المراهقة؛ فزغب الوجه أصبح واضحا للعيان، وبدأ يظهر جليا على شكل شارب، مشكلا علامة الرجولة المبكرة.
وباختصار أقول: مع الانتقال من الطفولة إلى يفاعة العمر، تبدأ نواة شخصياتنا وأمزجتنا في نوع من الاستقرار النسبي، لكن مع سنوات المراهقة والاقتراب من النضج الحياتي، تتوضح رؤانا، وتكون القراءة سبيلنا إلى فهم ملامح المستقبل.
تحية لأصدقاء عالم طفولتي، وأحباب يفاعتي، وزملاء مراهقتي، وأغصان مودّتي من أترابي وصنويّ في الحياة والمهنة الذين أتشرف بالتواصل معهم.
لكم جميعا أُهدي ما قاله الشاعر فاروق جويدة في قصيدته “سترجع ذات يوم”:
أضعْنا العمرَ شوقا.. وانتظارا
وتحملني الأماني حيث كنّا
فأسأل عن زمانٍ ضاع منا
وأعجبُ: من ترى يُغنيك عنا؟
فهانَ الحبّ يا قلبي.. وهنا؟
وبمحبة أقول: وجدتُ في دوران الحياة أُناسا خابت أحلامهم وتخيلاتهم، ربما لأسبابٍ خارجة عن إرادتهم، أو لأنهم تعبوا أو استعجلوا الوصول إلى مرماهم، فاتخذوا من السراب سبيلا.
وهناك من سار بهدوء وروية على طريق الوصول إلى الهدف المرتجى، فتحققت أحلامه وتخيلاته.
أؤكد أن الإرادة هي التي تحكم البشر. وليست هذه دعوة لوضع لاصق على الأحلام والتخيل، بل دعوة لمعرفة حقيقة كواليس الدنيا وأزقتها؛ فإن لم يستطع الإنسان أن يسير مع الزمن، فالزمن قادر على أن يسير دونه.
وكل عامٍ والجميع بخير

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!