جوزيف شلال
سياسي عراقي مشتقل
لا بد ان يسال المرء سؤالا في هذا اليوم الذي يزور السيد ترامب دول الخليج , وقد تعجب وامتدح السعودية والامير محمد ابن سلمان وامتدح ايضا كافة انظمة الخليج بما قدموه لشعوبهم من البنيان والعمران والعيش الكريم والخدمات والصحة والرعاية , لكن مع الاسف قارن السيد ترامب بغداد بكابول من التاخر والجحيم الذي تعيشه بغداد والعراق عامة واراد ان يقول انها اسوا منطقة للعيش في العالم والحكومة فشلت فشلا ذريعا ! .
الذين حكموا العراق منذ عام 2003 والى هذا اليوم , كانوا السبب لكل ما حصل ويحصل في العراق , كانوا السبب في هجرة وتهجير اكثر من 5 مليون عراقي خارج وداخل العراق . هم السبب عن التهجير الداخلي للعوائل العراقيه وترك مساكنهم ومناطقهم ومدنهم والعيش في الخيم والمدارس والدوائر الحكوميه المهجورة . كانوا السبب عن مغادرة اكثر من ثلاثة الاف عراقي وهم من النخبه والشريحه المثقفه والواعيه من الكادر العلمي وتحديدا الاطباء والمهندسين والاساتذه الجامعيين والمقاولين واصحاب المعامل والمصانع والمهن الحرة الى خارج الارض العراقيه .
هم السبب عن ق*ت*ل العلماء والاطباء والطيارين واختطاف البعض منهم بالتعاون مع اجهزة المخابرات الايرانية والحرس الثوري . الزمرة الحاكمة ارجعوا العراق الى العصور المظلمه في التاريخ والى ايام حكم الطالبان المتخلف في افغانستان ونظام الملالي وولاية الفقيه في ايران . من يقوم بق*ت*ل الحلاقيين وغلق محلاتهم الرجاليه والنسائيه بحجة الحرام وصفحة الممنوعات , من قام بغلق الفنادق والبارات ومحلات شارع ابي نؤاس وفي كافة المدن العراقيه المتبقيه الباقيه ! , من ساهم او ابقى لحوالي اكثر من سبعة ملايين قطعة سلاح بيد المواطنين ولا يعرف مصدرها ! , من ابقى على العصابات والميليشيات المعروفه والتي ساهمت في عمليات الق*ت*ل والسلب والاغ*تصا*ب وضرب اماكن العبادة للمسلمين والمسيحيين وباقي الاديان الاخرى .
من يريد الان تقسيم العراق الى مناطق او اقليم شيعي والاخر سني بخلاف الدستور الذي وضعوه هم الذي تنص فقراته الى الفيدرالية الجغرافية لا الى التقسيمات الطائفية الدينية المتخلفة , هذه مجرد اسئله قليله ولا نعرف ان كان لها اجوبه , لم نكن مع هؤلاء الذين جاءوا وسلبوا واستلموا الحكم بعد 9 نيسان عام 2003 , هؤلاء جلبوا للعراق وضع امني سئ وابقوا الحدود مفتوحه لايران وسوريه والاردن لاسباب ار*ها*بية وعمليات تهريب , هذه الشريحه من الاحزاب الاسلاميه جميعها احزاب متطرفه وطائفيه ودمويه ولا نستثني حزبا ما او تكتلا ما , الى الان وبعد مرور اكثر من 20 عاما لم يتم ارجاع العوائل الى بيوتهم واراضيهم , والقضاء على الفساد الاداري والسرقات والمحسوبيه , اعادة الجيش العراقي السابق والقضاء على جيش الدمج جيش محمد عاكول , متى يتم القضاء على المحاصصه والطائفيه ووضع الرجل المناسب في المكان الناسب وليس على مبادئ واسس جاهليه عنصريه قبليه عشائريه دينيه , لم يتم الى الان الكشف عن السرقات النفطيه في الجنوب وخاصة في البصرة والجميع يعرفهم من قام بعمليات التهريب الى الدول المجاورة وبيع النفط الايراني على انه نفط عراقي .
لم يقم القضاء العراقي المخترق الى الان التحقق والتحقيق من عمليات بيع الشهادات العليا من الماجستير والدكتوراء في المزادات العلنيه , هناك اخبار ومعلومات بان عدة دول قد رفضت معادلة الشهادات التي تمنحها الجامعات العراقيه حاليا , كما سمعنا من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ان هذا الاجراء ادى الى انخفاض عدد الطلبه الدارسين في الجامعات العراقيه وبالاخص في اقسام الدراسات العليا , حيث قالوا كذلك بان شهادات الحصول على درجات الدكتوراء والماجستير في بعض الجامعات العراقيه صارت كسلع معروضه للبيع , وهناك من يتولى عمليات السمسرة في بيع الاطروحات الجامعيه الجاهزة لقاء مبالغ تدفع بالعملات الصعبه الاجنبيه وهذه اللجان اقصد العصابات حددت سعر شهادة الماجستير ب 500 دولار والدكتوراء ب 2000 دولار ومثلها للاطروحات الجاهزة , وهناك عمليات تنسيق مع عدد من العمادات وبين المطابع الاهليه التي تتولى طبع الاطروحات الجامعيه , اليس من واجب واولويات الحكومه القضاء على هذه الافات القاتله ! .
الفساد الحكومي في العراق وصل الى الاجهزة الامنيه والمخابراتيه والجميع يعرف بان الجهاز المخابراتي التابع للحكومه له ارتباط بالمخابرات الايرانيه وهناك تنسيق امني بين الطرفين وهناك ملاحقات لمعارضي الحكومه والتيار العلماني وهناك من سهل لهذا الاختراق والان هناك شخصيات ومراكز تم كشفها تابعه لاجهزة الحكومه تقوم بتسهيل عمليات الاختراق لاجهزة المخابرات الايرانيه للدوله العراقيه , هناك من قال بان وزارة الشؤون الاجتماعيه العراقيه قد افتتحت بنايه او مركز للمعلومات وهذه البنايه قريبه من مكتب حزب الدعوة – فرع او منظمة العراق في منطقة القادسيه وهنا تتم عمليات التجميع والتوثيق للمعلومات للدوله العراقيه لصالح الاجهزه الايرانيه , وهذا المكان يقع مقابل منزل عز الدين * الحارس الشخصي السابق لصدام * واحمد عزت الدوري * , وتم التحقق من ان هناك اقراص CD عليها معلومات ووثائق خاصه بالحكومه العراقيه وكذلك مؤسسات الجيش والمخابرات لدى المخابرات الايرانيه / اطلاعات / , ان اجهزة اطلاعات لها دور كبير في عمليات التعين بعد ان تقوم هذه الاجهزه وهي المخابرات الايرانيه بالتحري عن هؤلاء الاشخاص , ولها دور كبير جدا في المحافظات الجنوبيه , كما ان هناك عمليات تحويل البيوت باسم المسؤولين وبطرق غير شرعيه , الحكومات التي اتت ما بعد 2003 فشلت فشلا ذريعا وعلى جميع الاصعده .
الكثير تحدث عن العراق منذ عام 2003 بقدر اضعاف ما تحدثوا عنه منذ تاسيس الدولة العراقية , الكل يحلل ويؤيد وينتقد الوضع الحالي المأساوي الذي وصل اليه العراق ومعه الشعب بمختلف المكونات , المسؤولية الكاملة يتحملها هؤلاء الذين اغتصبوا السلطة ويجب محاكمتهم محاكمات شديدة امام الشعب العراقي والعالم اجميع بما اقترفوه من افعال شنيعة ومخزية واجرامية بحق العراق والعراقيين .
اذا كان لدى النظام السابق اجهزة خاصة في ممارسة القمع والضرب والتعذيب والاعدامات والاغتيالات وغيرها ويديرها النظام وحاشيته , فهؤلاء القابعون الان في السلطة في العراق هم اسوا بمئات المرات عن كل افعال النظام السابق , للنظام السابق كان لديه ما عرف بالجيش الشعبي الان لدى النظام الحالي ما يسمى بالحشد الشعبي , واذا كان للنظام السابق من فدائيي صدام والحرس الخاص والحرس الجمهوري , الان موجودة في العراق هذه المسميات والتشكيلات وباسماء مختلفة ليست تابعة لجهة واحدة فقط , بل لكل حزب وطائفة ومرجعية لديها مقاتليها وتمويلها وسلاحها الخاص ومناطقها ومستودعاتها واراضيها واجهزتها الامنية واتصالاتها وشفراتها ومخابراتها بعيدة عن رقابة السلطة والدولة ومسيطرة على القطاع الاقتصادي في العراق مثل ما كان اعوان النظام السابق واسوأ .
اذا كان النظام السابق فاسدا وسارقا ومستهترا في السلطة لاعوانه ولعشيرته ولعائلته والمقربون اليه ويقودهم شخص واحد , النظام الحالي فاق جميع الدول الفاشلة والفاسدة في العالم , اصبح العراق مفلسا ماديا ومتاخرا في جميع المجالات المختلفة , الان لايحكم شخص واحد في العراق بل اشخاص بل اصبح في العراق المئات من صدام وعدي وغيرهم , قرارات وتصريحات وبيانات الحكومة اصبحت مهزلة واضحوكة , كل من يصرح على هواه ومزاجه وبحسب الارشادات والتعليمات التي يتلقاها من اسياده من دولة الجارة ايران , وزيارة قاآني اليوم خير دليل على ان العراق ولاية ايرانية .
لا توجد حكومة ولا سلطة مركزية , جيش منهار ومخترق , اجهزة مخابراتية وامنية وشرطة مخترقة , بدأ العراق يعيش على الصدقات والمساعدات والقروض , تعليم منهار , بنية تحتية منهارة وازيلت والباقي في طريق الزوال , توابيت الصناعة والزراعة والتجارة والصحة وضعت في قبورها لترتاح .
بعلم من الادارة الامريكية واوربا اصبح العراق مركز غسيل اموال ونقلها وتبيضها , واصبح العراق مركزا لانتاج وتوزيع جميع انواع المخ*د*رات بعد ان كان في السابق ممرا فقط , اميركا غسلت يدها من العراق بعد التضحيات الجسيمة التي اعطتها للعراق , ما يقارب ترليون دولار , اكثر من 5000 قتيل و حوالي 30 الى 40 الف مصاب نتيجة العمليات التي قامت بها بعض الاحزاب الحاكمة الان من الشيعة والسنة باسم المقاومة التي يدفع ثمنها الان الشعب العراقي , كما دفعت الصومال وتدفعه الى الان الثمن عن تلك المذبحة اللااخلاقية في القتال ضد الجنود .
العراق بدا يصدر الار*ها*ب الى العالم من قبل الار*ها*بيين من الدواعش والقاعدة والميليشيات , نجدهم في اوربا وقد تدربوا اما في العراق او سوريا او ليبيا , وجدنا ايضا مرتزقة الميليشيات يقاتلون في سوريا مع النظام وفي البحرين واليمن ولبنان , بعد القرار الاخير الامريكي من العقوبات المصرفية والبنكية ضد ح*زب ال*له , صار العراق معبر نقل الاموال الى سوريا ولبنان , ايران بدات تخاف على نفسها من ان تطالها العقوبات الامريكية بعد ان تخلصت ولو قليلا منها بعد الاتفاق النووي الاسود مع اسوا رئيس لاميركا هو عبد البراك حسين اوباما .
بلسان العراقيين ولجان مجلس النواب العراقي وبعض المسؤولين قد صرحوا بان هناك اكثر من 380 مليار دولار قد اختفت من الخزينة العراقية في السنوات الاخيرة , وهناك من يقول او يشك انها نقلت الى ايران , ومن يقول انها نقلت الى سوريا ومن يقول ايضا انها نقلت الى ح*زب ال*له والله اعلم كالمعتاد .
منذ 2003 لا يعرف عن مصير وحجم الميزانيات العراقية خلال تلك السنوات واين صرفت وحسب التقديرات وهي 850 مليار دولار , الى الان وهذه السنوات الطويلة لم يقدم شخصا واحدا باسم الفساد والسرقات ونهب المال العام الى المحاكمة , جميع مطالبات الشعب العراقي والمسيرات والشعارات لاصلاح النظام والحكومة ومحاربة الفساد والفاسدين لم تنجح ولن تنجح كما قلناها في المواضيع التي كتبناها قبل اشهر ويمكن الرجوع اليها , القضاء على المحاصصة والطائفية والمذهبية شعارات لا قيمة ومعنى لها , انها مجرد للاستهلاك المحلي وعملية تثبيت الكراسي والمركز والنفوذ والسيطرة , في العراق ليست هناك حكومة واحدة او مركز واحد لاتخاذ القرارات , بل هناك العشرات من الحكومات الداخلية ومراكز اطلاق القرارات والتصريحات .
من يحكم العراق الان هو النظام الايراني , جميع التعليمات المهمة والرئيسية ونتائج الانتخابات تاتي منها , وعلى جميع المسؤولين في النظام الحالي وقادة الميليشيات من الجنرالات والكولينات وخريجوا المدارس العسكرية في التخطيط العسكري والاستراتيجي والاكاديمي واصحاب الدمج يتلقون الاوامر من اسيادهم حصرا .
يرى البعض ان العراق في دوره الى التقسيم وهذا لا محال منه , هناك من خطط وبرامج وضعت من قبل ايران للسنوات السوداء القادمة في العراق والسقوط المحتمل للدولة والنظام , اذا كان العراق على الاقل يسمى الان عراقا , سنجد العراق بعد عدة سنوات قليلة عراقا اخر وخريطة جديدة , السيناريوهات المتوقعة لا نريد الافصاح عنها كلها , لربما قد تحدث تطورات غير متوقعة في الطريق وهذا ما نتمناه وهو الحل الوحيد والمنقذ والفعال للعراق وشعبه , هذا السيناريو يدرس ويخطط له منذ فترة ليست بالقصيرة , نتمنى ان يقوم الجيش العراقي بمهامه الوطنية والاصيلة ويقف مع المواطن العراقي بمختلف مكوناته دون تفرقة كما حصل في بعض البلدان , لنجد هؤلاء الفاسدون في قفص الاتهام والمحاكمات العادلة لكل من اقترف جرما وق*ت*لا وسرقة وفساد وار*ها*ب بحق العراقيين , هذا اليوم ليس ببعيد وهو الامل الوحيد فقط لخلاص وانقاذ العراق عما هو عليه الان قبل ان تاتي الساعة التي يندم فيها كل عراقي وخاصة الذي وقف وايد وساعد وانتخب هؤلاء الفاسدون والمجرمون في الحكومة العراقية ولا نستثني منهم فردا واحدا .
جوزيف شلال
سياسي عراقي مشتقل
