عيد القربان المقدس
بقلم / وردا إسحاق قلّو
عيد القربان المقدس هو عيد الجسد المقدس . يحتفل به المؤمنين لإيمانهم الخالي من الشك بوجود جسد ودم المسيح في الخبز والخمر ، إنه موجود حرفياً بالجسد والدم والنفس وبآلوهيته بمظهر الخبز والخمر المرئي والملموس . فوجود يسوع المسيح في القربان هو وجود حقيقي يؤمن به كل مسيحي كاثوليكي وآرثوذكسي .
بدأت الكنيسة بالإحتفال به عام 1246 عندما أمر أسقف ليبج ( روبرت دي توروتي بالإحتفال به في أبرشيته ) أقنعته القديسة الراهبة ( جوليانا ) التي شاهدت في رؤيا ببدء الإحتفال بهذا العيد ، فكانت هي سبب إبراز هذا العيد للوجود .
أما على مستوى الكنيسة الكاثوليكية فالقديس اللاهوتي ( توما الأكويني ) هو الذي إقترح للبابا ( أوربان الرابع ) من أجل تخصيص يوم للإحتفال بعيد القربان المقدس . والبابا أوربان الرابع كان بلجيكياً ومن نفس مدينة الراهبة القديسة .
الإحتفال بالقربان المقدس لا يقتصر على هذا العيد فقط بل الكنيسة تحتفل به بشكل متواتر في كل قداس إلهي يقام في كل يوم أو في كل أسبوع ، فلا يوجد يوم واحد من أيام السنة ( عدا جمعة الآلام ) يخلو من الإحتفال بالقداس الإلهي وفيه يتذكر المؤمنين موت وقيامة الرب
القربان المقدس هو خبز وخمر يضعه الكاهن على مذبح الكنيسة عند الإحتفال بالقداس الإلهي ، وبقوة الروح القدس الذي يطلبه الكاهن المؤتمن على كل أسرار الكنيسة المقدسة و بحضور جماعة المؤمنين يتحول إلى جسد ودم يسوع المسيح الحقيقي ، بل يسوع المخلص يكون حاضراً كلياً في كل جزء من الخبز ، وفي كل قطرة من الخمر الذي يصبح دم ليسوع الرب .
القربان المقدس هو أحد أسرار الكنيسة المقدسة ، بل هو السر الأكثر أهمية لأنه يطهر المتناولين له والمستحقين من كل خطيئة وبه يتحد جسد ودم المسيح بجسد المؤمن المتناول له . والمتناولون يتذكرون يوم العشاء السري للمسيح مع تلاميذه ، وهو الذي طلب منهم بأن يمارسونه لكي يتذكرونه قائلاً ( إعملوا هذا لذكري ) وأهمية هذا السر المقدس في حياتنا وخلاصنا نفهمها من رسائل الرسول بولس الذي وَضّحَ لنا أهمية تناول المستحقين لهذا الجسد المبارك .
أما عن المعنى التاريخي للقربان . ففي الناموس الموسوي وما قبله كان الإنسان يقدم القرابين الحيوانية ومن غلة الأرض لله كم فعل الأخوين قايين وهابيل . والقرابين الحيوانية في العهد القديم . لكن آخر ذبيحة قدمت قرباناً لنا هي الذبيحة على الصليب على قمة الجلجثة ، فالمسيح بذبيحته المنزهة من كل عيب هي خاتمة كل الذبائح . على الصليب صار لنا قربناً مقبولاً من عند الآب ، والمسيح دفع له فدية المصالحة لكي يعود الإنسان إلى الله ، والله إلى الإنسان ، فبموت المسيح إنشق حجاب الهيكل الذي كان يرمز إلى وجود فاصل يحجب الخالق الموجود كرمز في تابوت العهد الذي كان في قدس أقداس الهيكل ، كان ذلك الحجاب يفصل التابوت عن الشعب الحاضر في الهيكل . لكن بعد موت المسيح إنتهى دور الحجاب وإفتتح الطريق ، وعادت العلاقة بيا الله والشعب المؤمن بإبنه .
تحتفل الكنيسة الكلدانية بهذا العيد في يوم الخميس الثاني بعد العنصرة ، فتزين المذابح بالورود وتقام مسيرات في ساحة الكنيسة وحولها أو في الشوارع حاملين أعلام تحمل صور الأيقونات مع تراتيل وصلوات وأناشيد تتلى بهذا العيد المقدس .
توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) ” رو 16:1″