لماذا يُرمز للروح القدس…بالنار؟ ♰..♰..♰
هناك احداث كثيرة مرتبطة بنزول نار من السماء, وكلها تشير الى الروح القدس ((كالعليقة))المشتعلة بالنار. ((وجبل سيناء)) الذي دخن بالنار, عندما نزل الله عليه. وكان الرب يرشد بني اس*رائ*يل ((بعمود النار)) ليلاً. وكانت علامة قبول الذبيحة في العهد القديم ((أن تنزل النار وتأكلها)). أو ((النار على مذبح المحرقة تقدم ليلاً ونهاراً)). و ((نار المجمرة)) ترمز الى اللاهوت. ولا تخلو الكنيسة من النار, كما كانت الحال في خيمة الاجتماع, وهيكل سليمان, ونارها (ضوءها) تتغذى بزيت الزيتون: والزيت والنار يرمزان للروح القدس.
كما ترمز النار الى الروح نفسه, والى عمل الروح, والى مَن تعمل فيهم الروح. وإضاءة الشموع أمام قراءة الانجيل في القداس يحملها شماسان فهم يرمزان الى (الملاك ميخائيل وكبريال) وهما يتقدمان الظهور الثاني للمسيح. (ولا يحملانها الأطفال, واليوم باتت بعض الكناس ترى فيها الفتاة الصغيرات تحمل الشموع) (للأسف أصبحت المعاني والقدسية تختفي من الطقوس اللاهوتية وأصبح الاهتمام بالمظهر الخارجي أكثر على حساب القدسيات )!!!
وقد أخذ أحد من الطغمات السيرافيم (أي المتقدون بالنار) يلتهبون بالمحبة الإلهية, جمرة من على المذبح, ومسح بها شفتَّي اشعياء النبي, فتطهَّر بنار روح الله القدوس (اشعياء 6:6-7). والرب هو شمس البرّ, وكلام الله هو (سراج لسبيلنا…مزمور 105:119).
وكانت كلمات الأنبياء والرسل من نار, لأن روح الله ((هو الناطق فيهم)). وقال الله لإرميا ها أنا جاعل كلامي في فمك ناراً (إرميا 14:5). والانسان العامل فيه روح الله (هو حار بالروح…رومية 11:12). والحرارة الإلهية, التي من الروح القدس, توقد في القلب ناراً, وتشعله بالحب, للرب و ((لكل الناس)), واليوم لا نرى هذا الحب الإلهي في قلوب بعض الكهنة, والسبب (لعدم وجود الحرارة الإلهية) في قلوبهم!!!
وقد عاشت الكنيسة الأولى حارة بالإيمان, وحارة في الدفاع عن الإيمان السليم ضد كل الهرطقات.
وحينما تقل حرارة الروح, يكون لدى الانسان ((فتور روحي))!! وإن زاد فتوره, يتطور الى برودة. لذلك يحتاج الانسان الى إشتعال حرارة الروح في القلب باستمرار, وأن يحتفظ بشعلته موقدة ((لتكن أحقاؤكم ممنطقة, وسرجكم موقدة…لوقا 35:123)). وإن كان لك الروح الناري, فكل انسان يقابلك ستشعله. وكل مكان تحل به ستُلهبه. فهكذا طبع النار, لا تبقى حرارتها وحدها, وإنما تُشعل كل مَن يلمسها ♰..♰..♰
